صراع السلطة يكشف فساد خلفاء ابن تيمية
بقلم : ضياء الحداد
حاول ابن تيمية وبكل الوسائل تحسين صورة خلفاء التيمية الذين توالوا على كرسي الحكم وإعطائهم صورة خليفة المسلمين وأمير المؤمنين والزاهد العابد ، لكن التاريخ أثبت لنا عكس ذلك ، فخلفاء التيمية عُرف عنهم المجون والفجور وتناول المسكرات والزنا واللواط والعياذ بالله ، بالإضافة إلى الصراع الكبير على السلطة وبدون رحمة وبكل قسوة يتقاتل الأخوان ويتقاتل الأب والأبناء والعم وأولاد الأخ وكل هذا من أجل السلطة الدنيوية الزائلة !! .
وبالنسبة إلى البيت الأيوبي فقد شهد بعد وفاة صلاح الدين صراعات كبيرة بين أبناء صلاح الدين وإخوته، وبالذات صراع الملك العادل شقيق صلاح الدين مع أبناء إخوته وأثر ذلك على مصر وبلاد الشام والعراق وتركيا، وعلاقة الدولة الأيوبية ببعض الدويلات الواقعة على تخومها كالزنكيين والسلجوقيين والخوارزميين وإمارة حلب وغيرها، فضلاً عن علاقتها بالخليفة العباسي في بغداد. وما تلا ذلك من حسم الملك العادل للصراع وتوريثه الحكم لابنه الملك الكامل، ومن ثم تمكن الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل من توحيد البيت الأيوبي، الذي ما لبث أن تشرذم ليحل المماليك محله في كل من الشام ومصر، كل ذلك ساهم في سقوط دولتهم وزوالها.
وينقل لنا سماحة المحقق السيد الحسني الصرخي في بحثه التاريخي العقائدي (وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري) صور أخرى للصراعات بين أئمة التيمية من أجل السلطة والحكم :
((...المورد8: تاريخ مختصر الدول/1/ ابن العِبري يقول :
سنأخذ صورة عن هولاكو والتتار وعن حكّام المسلمين في تلك الفترة، حتى تتّضح عندنا الصورة، وتقترب إلينا الحقائق والأمور الواقعيّة التي حصلتْ بنسبة معينة:-
1ـ قال ابن العبري/ (242): {{(الظاهر بن الناصر): ولمّا تُوُفِّيَ الناصر لدين الله، بويع ابنه الإمام الظاهر بأمر الله في ثاني شوّال مِن سنة اثنتين وعشرين وستمائة (622هـ):
أـ وكان والده قد بايع له بولاية العهد، وكتب بها إلى الآفاق، وخطب له بها مع أبيه على سائر المنابر.
ب ـ ومضتْ على ذلك مدّة، ثم نَفَرَ عنه بعد ذلك، وخافه على نفسه، فإنّه كان شديدًا قويًّا عالي الهمة، فأسقط اسمه مِن ولاية العهد في الخطبة، واعتقله وضيّق عليه.
جـ ـ ومال إلى أخيه الصغير الأمير عليّ، إلّا أنّه لم يَعْهَد إليه، فاتفقتْ وفاة الأمير عليّ الصغير في حياة والده، وخلّف أولادًا طِفالًا، فبعث بهم إلى ششتر، فعِلم الإمام الناصر أنّه لم يبقَ له ولدٌ تصيرُ الخلافة إليه بعده غيرَه، فَعَهِدَ إليه، وبايع له الناس وهو في الحبس مضبوط عليه.
د ـ فلما تُوُفِّيَ الناصر أخرجه أرباب الدولة وبايعوه بالخلافة.
هـ ـ ثم أظهر مِن العدل والأمن ما لم يمكن وصفه، وأزال الظلم، وردّ على الناس أموالًا جزيلة وأملاكًا جليلة كانت قد اُخِذتْ منهم.
وهنا يعلق سماحة المحقق السيد الصرخي الحسني :
[[أقول: ما شاء الله!!! أحقر وأخبث وأقبح صراع على السلطة والكراسي والمُلك والنفوذ!!! فيضعُ الأبُ الابنَ في السجن، ويقتل الأبُ الابنَ، ويقتل الابنُ الأبَ، ويقتل الأخُ الأخَ!!! فأين هذه التربية لمارقة ابن تيمية مِن تربية الرسول الكريم وآل بيته الطاهرين وأصحابه الكرام (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)؟!! أين هم مِن تربية الإمام علي للحسن والحسين (عليهم السلام)؟!! وأين هم مِن تربية الصحابة لأبنائهم؟!!]]
المصدر:..
مقتبس من المحاضرة {48} من #بحث :
" وقفات مع.... #توحيد_ابن_تيمية_الجسمي_الأسطوري" #بحوث / تحليل موضوعي في #العقائد و #التاريخ_الإسلامي #للمرجع_المحقق
18 ذي القعدة 1438 هـ 11_8_2017م
التعليقات (0)