مواضيع اليوم

سوريا اﻷسد: ٳلى اليمن در...

أحمد الشامي

2011-11-08 22:58:18

0


أعلن التلفزيون السوري استشهاد ثمانية تقنيين في اليمن و جرح آخرين "في حادث فني" ذكرت مصادر المعارضة اليمنية أنه "عملية انتحارية هدفت لتصفية طيارين سوريين أتوا لقصف مواقع تشغلها قوات معادية لعلي صالح، بعدما رفض الطيارون اليمنيون تأدية هذه المهمة القذرة".
قبل اليمن، أسقط ثوار ليبيا طائرة سوخوي، ووجدوا بطاقة سورية لعقيد طيار، دفن فيما بعد في بلده اﻷصلي ولكن دون اﻹعلان عن "استشهاده".
فضائل اﻷسد وصلت ٳذاً ٳلى ليبيا و ٳلى جنوب شبه جزيرة العرب، و ضنّ بها على "سوريا الجنوب" فلم نسمع بمقاتل سوري في غزة ولا بخبير في الضفة الغربية و مقاتلو اﻷسد ضلّوا طريقهم عن الجولان و حتى عن جنوب لبنان! ولنا أن نتساءل عن سبب غياب "خيرات" اﻷسد عن العدو الصهيوني الغاصب و هو القادر على التدخل في كل صراعات المنطقة، من "الخليج الثائر ٳلى المحيط الهادر" و حتى ٳلى بلاد العم سام حيث تسلل عملاؤه ٳلى قلب الولايات المتحدة، صحيح أنهم " تجسسوا" على مواطنيهم المغتربين، لكن ربما بقصد "التدرّب" بهؤلاء المغتربين و "أول الرقص حنجلة". ذراع النظام ٳذاً طويلة و تصل ٳلى كل مكان، لا أحد يقدر على النجاة من قبضة اﻷسد الحديدية.
عدو النظام المعلن، الكيان الصهيوني، لا بد أنه يرتجف خوفاً من غضبة اﻷسد ولا بد أنه يستجدي اتفاق سلام مع هذا النظام طويل الباع و الذراع، الذي لا بد و أنه يحضر لمعركة "يختار هو زمانها و مكانها".
الغريب أن العدو يبدو غير مبالٍ بكل "عنتريات" اﻷسد ويبدو مرتاحاً ٳلى حالة العداء! ما تفسير راحة بال العدو هذه ؟ ألا تخاف إسرائيل من طياري اﻷسد و خبرائه ؟ الموساد لا بد أنه يستميت في البحث عن جواسيس اﻷسد و "عواينيته" النائمين منهم و الفاعلين. جواسيس اﻷسد هم حتماً فائقو المهارة بدليل أن ٳسرائيل لم تكتشف أحداً منهم منذ عقود.
لكن هناك احتمالاً آخر، هو عدم وجود هؤلاء الجواسيس أصلاً. ربما يكون النظام منشغلاً باﻹعداد للمعركة و بحشد الطاقات و الموارد استعداداً ليوم الحسم مع العدو الغاصب لدرجة ألهته عن الاهتمام بأمور تافهة مثل مقارعة هذا العدو، الدفاع عن أرضه و سمائه، تحصيل حقوق شعبه و استطرادا التجسس على العدو و تعكير صفوه.
ماهي اﻷهداف الإستراتيجية التي ألهت الأسد عن "عدوه الإستراتيجي" والتي يدافع عنها جند اﻷسد و يموتون من أجلها، حتى في اليمن بعدما ذادوا عنها في ليبيا؟
متى كان البعث اﻷسدي "القومي" و العلماني، رمز العصرنة و الحداثة، صديقاً لنظام قبلي، رجعي ومتحجر كالنظام اليمني؟ ألقذافي كان يدعي الحداثة و القومية وكان "يدفع" بالتي هي أحسن. لكن، ماذا لدى علي عبد الله صالح لكي يعطيه لنظام الممانعة في دمشق؟
الأكيد هو أن عدو اﻷسد لم يكن يوما "ٳسرائيل" الغاصبة التي لا تنازعه عرشه، بل على العكس، تفعل المستحيل لتثبيت حكمه و ٳطلاق يده في رقاب شعبه، مادام الدم الذي يسيل زكياً، دما عربياً مستباحاً. عدو الأسد هو ذاته عدو "صالح" و "القذافي" قبله، إنه الشعب المطالب بحريته.
ما المانع و الحال كذلك في أن يمد اﻷسد يد العون " لملك زميل " في زنقة؟ ما المانع في المشاركة في قتل "رعاع" تجرؤوا على "سادتهم"؟ هذا هو التجلي اﻷفضل "للتضامن" العربي، تضامن القتلة فيما بينهم، و تعاضدهم في وجه الخطر الداهم الذي يهدد سلطاتهم الوراثية المطلقة. ٳسرائيل لم، ولن تكون، يوماً عدواً لهؤلاء الطغاة، فلن تجد خيراً منهم لحماية عنصريتها و احتلالها.
كل من درس في مدارس اﻷسد تعلم، في كتب التربية القومية، أن "هدف ٳسرائيل هو أن تكون محاطة بأنظمة أقلوية، فئوية، متخلفة و طائفية، تخضع للقوة اﻹسرائيلية. هدف هذه اﻷنظمة الحفاظ على وجودها و ٳدامة تفرقها و الاختلاف فيما بينها، خدمة لمصالح الدولة العبرية". هل هناك من وصف أفضل لحالة العرب اليوم و خاصة دول الطوق؟
سوريا محكومة منذ عقود بنظام طائفي متحجر و دموي، تقوده عصابة امتهنت سلب اﻷرزاق وبيع البلاد، لبنان واقع تحت رحمة حزب طائفي و غوغائي، لا يعدو كونه نسخة معدلة عن جاره السوري، مع خضوعه لولاية الفقيه. العراق يخضع لنفوذ ٳيران و يحكمه حزب يجاهر بانتمائه الديني و هكذا دواليك.
الثورة السورية و قبلها الليبية، و معها تلك اليمنية، جاءت لتعيد العرب ٳلى التاريخ الذي أخرجتهم منه أنظمة المماليك تلك.
التاريخ يعلمنا أن الثورات الشعبية، كالطوفان، لا راد لها، و أن مواجهتها بالعنف لا تجر سوى الدمار، خاصة ﻷولئك الذين يريدون وقف حركة التاريخ.
في عام 1792 و بعيد ٳعدام لويس السادس عشر في فرنسا، تشكل في أوروبا تحالف يضم كل الملكيات المطلقة المحيطة بفرنسا، بما فيها بريطانيا التي وجدت الفرصة سانحة للعودة ٳلى القارة اﻷوروبية من نافذة العداء لفرنسا. كل هذه الممالك المتصارعة تفاهمت فيما بينها و تحالفت مع فلول الملكية البائدة في الريف الفرنسي و قامت بغزو فرنسا بهدف ٳعادة عقارب الساعة ٳلى الوراء.
غني عن القول التذكير بأن هذه المغامرة فشلت و أن الثورة الفرنسية خرجت منها أقوى من قبل. صحيح أن اﻷمور آلت لطاغية من طراز مختلف، لكن الثورة تمكنت فيما بعد من تجاوز مرحلة نابوليون و ترسيخ ديمقراطيتها. بعد سنوات قلائل، طرقت الحرية أبواب الممالك اﻷوروبية الجارة تدريجياً، و اضطر أصحاب الصولجان للاعتراف بحقوق لرعاياهم الذين أصبحوا فيما بعد مواطنين.
هذا فأل سيء لسيد قصر المهاجرين، الرئيس الوريث، الملك المطلق، غير المتوج، على عرش الجماجم في دمشق، الذي يواجه ثورة لا تقل ألقاً عن ثورة "المعدمين" الفرنسية.
حين تدخلت الممالك اﻷوربية ضد الثورة الفرنسية، انتهى اﻷمر ٳلى عصر الرعب و الحروب النابليونية التي اجتاحت معظم الممالك الغازية، ووصلت ٳلى موسكو. الغزو الصدّامي ﻹيران عزز حكم الملالي و وضع ٳيران على سكة العداء لمن ساهموا في سفك دماء شعبها، ناهيك عن سقوط صدام وانهيار نظامه بشكل كارثي على العراق وشعبه.
الغرب ربما يكون قد تعلم من هذه الدروس، وأن الثورات لا راد لها، وهذا، أيضاً، خبر سيئ للأسد أينما استدار.
د أحمد الشامي 3 تشرين الثاني 2011Beirutobserver
http://www.elaphblog.com/shamblog




 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات