لا أدري لماذا أضعُ كلَّ من يشغلَ منصبَ مدير محل اهتمام واحترام ؟!
بل أحياناً يتعدى الأمر إلى أكبر من ذلك حتى أنني توصلت إلى قناعة بأن أي مدير هو « صاحب سمو » لذا فإنزالهم المنزلة التي تليق بهم أمر تحتِّمه عليّ هذه القناعة التي أقنعت نفسي بها منذ سنوات قليلة مضت .
في ذاكرتي نماذج كثيرة من هؤلاء المدراء والذين يستحقون التمجيد ، وهم يختلفون في أنماطهم ، لكن رغم هذا الاختلاف إلا أن رابطاً واحداً كان يمثل قُطب الاتفاق فيما بينهم ألا وهو« الوضوح » ، فليس في إدارتهم وتعاملهم مع موظفيهم ما يدعوهم للقلق ، وأعتقد بأن هذا السبب ساهم في نجاحهم إدارياً ،
كما ساهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم ، فالإدارة ليست عملاً روتينياً - كما يعتقد البعض – أبداً ، فكل شخص يتولى مهمة الإدارة يريد أن يترك انطباعاً حسناً في نفوس من يعملون تحت إدارته، كما أن هناك من يشعر بالفخر حينما يرى من هم حوله وقد تأثروا بفكره ، وطريقته في التعامل بل قد يتعدى ذلك إلى الملبس وربما يصل الأمر إلى أن يقلدوه حتى في مشيته أو ( تنسيفة الشماغ ) ، والشواهد كثيرة على ذلك ....
على العكس من هؤلاء تماماً ... يوجد نماذج لا تعترف بمفهوم الإنسانية في التعامل ، ولا تتقبل مفهوم اختلاف الأمزجة ، هؤلاء يسيرون على منهج مقولة لإمبراطور فرنسا آنذاك "نابليون بونابرت" حيث يقول :
« جـيـش من الأرانب يقودهم أسَدْ ، خير من جيش من الأسود يقودهم أرنب » ...!!!.
أعتقد بأن المعنى لا يخفى تفسيره على الجميع ، كما لا يخفى ما كان من المفترض قوله ...أليس كذلك !!.
هؤلاء لو أردنا تصنفيهم وفق المستوى الإداري ، فإنّهم يقعون في المستويات التنفيذية ، ولا ضير لديهم ما داموا يعدُّون أنفسهم أسوداً أن يستخدموا على إدارة بقية الأرانب ... أي كائن عدا أن يكتسب صفة الأسديَّة لكنهم يشترطون بالضرورة أن يكتسب خصلة يحبذونها ، هي (المراوغة ) وهذا ينطبق على (أبا الحصين) ما غيره ، فهو من يتقن هذا الدور على أكمل وجه ...
والأهم من ذلك أنه يجيد اللعق وطأطأة الرأس ... يفعل ما يؤمر به ، حتى وإن كان ما يفعله مخالفٌ للمبادئ والقيم الإنسانية، فهو على استعداد بأن يتجرد منها (نطيعهم حبًّا في الرئاسة) ...
في هذه الحالة ... ستصبح المعادلة واضحة ... سيبحث هذا المدير(أبا الحصين) عن ضباع... ليس لديها ما تخسره ، فتفعل أي شيء من أجل أن تحقيق مصالحها ... وهكذا تدور المعادلة وتكون النتيجة ( فاي )...!!
وبهذا فإنهم يحققوا قول السلف الأولين « ما تعاظم أحد على من هم دونه إلا بقدر ما تصاغر لمن هم فوقه » ...!!!.
فلاش :
أستحضر من ذاكرتي ما قاله الشيخ بن مكتوم حينما بعث أبياتاً يردُّ بها على صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل في قصيدته (( من بادي الوقت وهذا طبع الأيام )) حيث جاء ضمن رده (( يا شيخ هذا زمانٍ كله أنعامِ الذيب جايع وشبعانة حصانيها ))..!
يخالجني شعور أن أرمي بتلك القناعة عرض الحائط ، وأستبدلها بقانون المعاملة بالمثل ، فما الرأي بظنِّكم ،،،
أكمل في مقالة قادمة ...
Sultan963@gmail.com
التعليقات (0)