سلامــة وحفظ الدين ليس في قاموس السلاطين والفاتحين
ــــــــــــــــــ
من سخرية المواقف والحوادث خضوع وخنوع وجُبُن المتصدين لمركز القرار في كل وقت وزمان ؛ مشكلة المجتمعات ليس في وجود الفساد وأنما في عدم محاربته والخضوع له ومن يستفحل بممارسته ؛ يقع الفرق بين حاكم عادل يحارب الفساد حتى لو احتمل الضرر على نفسه من مافيات الفساد، وحاكم فاسد يراوغ ويماطل بل ويساوم عصابات الفساد ويتعامل معها لكي تحميه او على اقل التقادير لاتزيحه عن السلطة بسبب تغولها في الحياة العامة والاقتصادية في البلد.
وباعتبار ان بني امية كانوا يمثلون حزب السلطة في الفترة الاولى من التاريخ الاسلامي كان لدى الامام علي عليه السلام فرصة ثمينة لعقد صفقة محاصصة ويقتسم الحكم معهم ويجذبهم لصفه لكنه لم يفعل وفي المقابل امر بمصادرة جميع اموالهم التي استولوا عليها دون وجه حق من خزينة الدولة ؛ واستطاع الحفاظ على بيضة الاسلام ووحدته بعكس أئمة النفاق من التيميين والتكفيريين والمتسلطين وممن ينتسم للاسلام زوراً وبهتاناً ..فكم انخدعنا بزخرف الفاتحين على طول السنين وكيف يفتخر غيرهم بتحريرهم البلدان على جماجم الشعوب وتجويعها وقتلها وتخريبها وكأن الماضي يعيد صياغة نفسه مرة اخرى اليوم ومايجري على بلداننا ومدننا العربية وكيف تهمش وتقتل وتسفك الدماء من قبل المارقين والفاتحين الجدد!! وهنا لابد من الاشارة الى بعض من خروقات المكذبين والمدلسين على طول التأريخ وهنا يطرح الصرخي الحسني بعض من تأريخ شعوبنا الاسلامية والخروقات التي دارت في بواطن حصونها وذلك في محاضرات تأريخية وضمن بحث وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري يذكر الصرخي في محاضرته 33 قائلاً ان (الأولويّة لدى سلاطين التيمية المحافظة على السلطة لا حفظ الدين!!! في الكامل10/(307): [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَة(614هـ)]: [ذِكْرُ مُلْكِ الْمُسْلِمِينَ دِمْيَاطَ مِنَ الْفِرِنْجِ]: قال(ابن الأثير): وَأَرَادَ أَهْلُ مِصْرَ الْجَلَاءَ عَنْ بِلَادِهِمْ خَوْفًا مِنَ الْعَدُوِّ، {وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ}ص:3، وَالْعَدُوُّ قَدْ أَحَاطَ بِهِمْ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، وَلَوْ مَكَّنَهُمُ الْكَامِلُ مِنْ ذَلِكَ لَتَرَكُوا الْبِلَادَ خَاوِيَةً عَلَى عُرُوشِهَا، وَإِنَّمَا مُنِعُوا مِنْهُ فَثَبَتُوا
[[يعلق الصرخي : أـ واقع مجريات الأمور وكما نقل ابن الأثير يُثبت أنّ الكامل مَنَعَ الناس لكي يحتمي بهم، وإلّا لما هَرَب السلاطين وقادتُهم وعساكرُهم كلُّهم أمامَ الفِرِنج في دمياط وما جاورها وغدروا بالناس هناك وتركوهم مُجَرَّدين أمام الفِرِنج، ثم لم يرسلوا لهم أي نجدة، وهم يقاومون المحتلّين لأشهر فالعيب في السلاطين وقادتهم وليس بالناس..
http://cutt.us/uwdUL
وهكذا تجري مواقف الاحداث والاشخاص ؛عندما تقع الخيانة وترتكب الجريمة فإن العقاب سيكون شديداً ..نهايتها خراب البلدان وسفك الدماء
ـــــــــ
هيام الكناني
التعليقات (0)