سلاطين التيمية المنحرفون لا يتجهّزون لملاقاة الغزاة الطامعين!! !!!
بقلم : ضياء الحداد
خبر عجيب يذكره ابن كثير دون تعليق ، وكأنه موضوع تافه وعابر لا يستحق التعليق ، مع أنه يكشف الكثير من الحقائق ، وأولها أن أئمة التيمية لا يبدون أي استعداد لملاقاة المحتلين، فنلاحظ أن الخليفة العباسي المستعصم لا يعبه للغزاة من المغول بل أستمر في الرقص والغناء حتى بعد سقوط بغداد عدا قصر الخلافة.
فهولاكو لم ينتظر وقتًاً طويلاً، ولم يُعْطِ الخليفة ما يُريده من الوقت للتفكير المتعمق، ولكنه قرَّر أن يجبره على سرعة التفكير؛ وذلك عن طريق بدأ إطلاق القذائف النارية والحجرية على بغداد، مستخدمًا في ذلك أحدث التقنيات العسكرية في ذلك الزمان؛ وبدأ القصف التتري المروع لأسوار وحصون وقصور وديار بغداد، وبدأت المدينة الآمنة تُروع للمرَّة الأولى تقريبًا في تأريخها. بدأ القصف التتري في الأول من صفر سنة 656 هجرية، واستمرَّ أربعة أيام متصلة، ولم تكن هناك مقاومة تذكر،
ويذكر ابن كثير: في البداية والنهاية موقفًاً عابرًا لا يُعَلِّق عليه، ولكنه حمل بالنسبة إليَّ معاني كثيرة.. مصرع عرفة يقول ابن كثير: وأحاطت التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنبال من كل جانب، حتى أصيبت جارية كانت تلعب بين يدي الخليفة وتضحكه، وكانت من جملة حظاياه، وكانت تسمى عرفة، جاءها سهم من بعض الشبابيك فقتلها وهي ترقص بين يدي الخليفة؛ فانزعج الخليفة من ذلك، وفزع فزعًا شديدًا، وأحضر السهم الذي أصابها بين يديه، فإذا عليه مكتوب: (إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره، أذهب من ذوي العقول عقولهم) فأمر الخليفة عند ذلك بزيادة الاحتراز، وكثرت الستائر على دار الخلافة!
وقد نقل الأستاذ المحقق السيد الصرخي الحسني في بحثه التأريخي العقائدي الكثير من الحقائق حول مواقف أئمة التيمية تجاه الغزاة المغول ، فينقل في بحث ( وقفات مع.... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري ) :
المورد3: تأريخ مختصر الدول1/(269): قال ابن العِبري(متوفى685هـ): {{وفيها(655هـ) في شهر شوَّال رحل هولاكو عن حدود همَذان نحو مدينة بغداد:
1ـ وكان في أيام محاصرته قَلاع الملاحدة قد سيّر رسولًا إِلى الخليفة المستعصم يطلب منه نجْدةً
2ـ فأراد (الخليفة) أن يُسيّر ولم يقدر ولم يمكّنه الوزراء والأمراء وقالوا: إِنَّ هولاكو رجلٌ صاحب احتيال وخديعة، وليس محتاجًا إلى نجدتنا، وإنّما غرضه إخلاء بغداد عن الرجال فيملكها بسهولة، فتقاعدوا بسبب هذا الخيال عن إرسال الرجال.
3ـ ولمّا فتح هولاكو تلك القِلاع أرسل رسولًا آخر إِلى الخليفة، وعاتبه على إهماله تسيير النجدة.
4ـ فشاوَرَ الخليفةُ الوزيرَ فيما يجب أن يفعلوه فقال (ابن العلقمي): لا وجه غير إرضاء هذا الملك الجبّار ببذل الأموال والهدايا والتُحف له ولخواصّه.
5ـ وعندما أخذوا في تجهيز ما يسيّرونه مِن الجواهر والمرصَّعات والثياب والذهب والفضة والمماليك والجواري والخيل والبغال والجمال قال الدويدار الصغير وأصحابه: إنَّ الوزير إنَّما يُدبّر شأن نفسه من التتار، وهو يروم تسليمنا إليهم، فلا نمكّنه مِن ذلك.((إذن إذا كنتم تعلمون بهذا الحال وبقرار الوزير، فأين أنتم من التجهيز لملاقاة هولاكو؟!! ))
6ـ فبطَّل الخليفة بهذا السبب تنفيذ الهدايا الكثيرة واقتصر على شيء نزْر لا قَدْر له.
7ـ فغضِب هولاكو وقال: لا بدّ مِن مجيئه هو بنفسه أو يسيِّر أحد ثلاثة نفر، إمّا الوزير وإمّا الدويدار وإمّا سليمان شاه.
8ـ فتقدَّم الخليفة إليهم بالمضيّ، فلم يركنوا إِلى قوله.
9ـ فسيَّر غيرهم مثل ابن الجوزي وابن محيي الدين فلم يُجديا عنه
10ـ وأمر هولاكو بايجو نوين وسونجاق نوين ليتوجّها في مقدّمته على طريق أربل وتوجَّه هو على طريق حلوان..
مقتبس من المحاضرة {42} من #بحث ( وقفات مع.... #توحيد_ابن_تيمية_الجسمي_الأسطوري) #بحوث : تحليل موضوعي في #العقائد و #التأريخ_الإسلامي للأستاذ المحقق الصرخي الحسني
الجمعة/ 15 شعبان 1438هـ - 12/ 5/ 2017م
https://youtu.be/i5UbrHf3ifE
التعليقات (0)