من عاصر المرحلة الذهبية "لسرايا الدفاع" اﻷسدية لا يسعه سوى المقارنة بين نشأة هذا التشكيل العلوي والذي ضم بعض المنتفعين من اﻷقليات وحتى من السنة وبين تطور حزب "نصر الله" وممارساته القمعية في لبنان مستعيناً بحلفاء ومرتزقة من خارج الطائفة الشيعية.
كما يفعل زعران "نصر الله" في لبنان وسوريا، كذلك فعل زبانية "رفعة اﻷسد" في السبعينات ومابعدها في سوريا وخارجها. هذه السرايا تدخلت في كل مراحل نشوء نظام اﻷسد وكان دورها حاسماً كذراع ضاربة للعصابة العلوية الحاكمة في دمشق. تماماً كحزب "نصر الله" كانت السرايا اﻷسدية تقدم نفسها على أنها "رأس حربة المواجهة مع العدو الصهيوني" وساهم بعض أفرادها "لرفع العتب" في مسخرة تشرين 1973.
قبل أن يصل عراب العائلة اﻷسدية ٳلى السلطة المطلقة في دمشق، كانت سرايا شقيقه عبارة عن ثلة من القتلة تقوم باغتيال كل من قد ينافس "حافظ" في صعوده الصاروخي ٳلى السلطة. بلطجية السرايا هم من اغتالوا عبد الكريم الجندي، أو "دفعوه" للانتحار بشهادة "مصطفى طلاس" وغيره كثر.
لنتذكر أن من بين أهم ٳنجازات زعران "نصر الله" كان اغتيال الشخصيات الوطنية اللبنانية من "جورج حاوي" حتى الشهيد "رفيق الحريري" مروراً بالراحلين "سمير قصير" و"جبران تويني" وغيرهم.
أيضاً، فقد كانت "سرايا الدفاع" هي رأس حربة التدخل السوري في لبنان خاصة في العمليات القذرة والحساسة، ولازالت ذكرى "شهداء" سرايا الدفاع في "عيون السيمان" عالقة في اذهان من عاصروا تلك الفترة.
الكثيرون لا يعرفون أن العديد من ضباط وكوادر وجنود السرايا قد شاركوا في الحرب العراقية اﻹيرانية بفعالية عبر تدريب اﻹيرانيين ومدهم بالسلاح مستعملين طائرات "الجامبو" العائدة للسورية للطيران وحتى بالمشاركة في القتال ضد "الغازي السني" الصدامي. حزب الله والحرس الثوري لايفعلان سوى رد الجميل لآل اﻷسد ولحلفائهم العلويين في الشام.
في الداخل السوري، كانت سياسة السرايا مشابهة لممارسات حزب "نصر الله". للسرايا "ضاحيتها" في المزة 86 و"عش الورور"، حيث معاقل العصابة الآمنة. في المقابل وفور الحاجة، تخرج قطعان الشبيحة من "الضواحي" لنصب الحواجز ووضع اليد على المدن وترويع الآمنين. هذا ماحصل في مدن سوريا عام 1981 و1982 ويجري في سوريا كل يوم منذ آذار 2011. نفس الشيء جرى في بيروت عام 2008 ويجري اليوم في الضاحية الجنوبية وبعلبك وعكار...
السوريون كانوا "أغبياء" في الثمانينات بحسب التوصيفات الخاصة بحسن نصر الله، فلم يروا أن "المؤامرة" الحقيقية هي "عصابة اﻷسد" ولم يفهموا طلائع الغزو الطائفي والظلامي على حقيقتها. ما كان، ربما، في ظن السوريين أنهم قادرون على مواجهة المحتل الداخلي باللغة الوحيدة التي يفهمها. يومها اعتبر السوريون أن ثمن المواجهة سيكون مرتفعاً وجبنوا عن الصراع مع الغاصب. غاب عن ذهنهم أن الثمن الذي سيدفعونه مع تأخير المواجهة سيكون أكبر بكثير...
هل يكون ماجرى في بعلبك اﻷسبوع الماضي مؤشر مواجهة مع الغازي "اﻹلهي" وقطعانه؟ هل كف "السنة" عن كونهم "أغبياء" أم أن ماجرى ليس أكثر من فقاعة وانتهت، كما حصل في صيدا مع الشيخ اﻷسير؟ وهل سنرى "فقاعات" جديدة هنا وهناك؟
أحمد الشامي فرنساahmadshami29@yahoo.com http://elaphblogs.com/shamblog.html
http://www.beirutobserver.com/2013/10/85842/
التعليقات (0)