كتب لي أحد اﻷصدقاء منتقداً حثي للشباب السوريين على تنظيم أنفسهم وحمل السلاح للتوجه للداخل :"لا أريد ان أكون مجرد عدد على الشاشات..." وأنهى بالقول "رفقاً بالشباب السوريين".
صديقي الشاب، من يحاربون من أجل غاية نبيلة هم ندرة والغالب هو أن يحارب الناس ويضحوا من أجل أنفسهم ومستقبلهم وليس من أجل شعارات طنانة لاتسمن ولاتغني من جوع. حاربنا ٳسرائيل باسم فلسطين والعروبة وحاربنا اﻹسرائيليون من أجل بيوتهم ومن أجل أهلهم، لذلك انتصروا ولذلك هزمنا.
لا أحد يريد الموت ولكن كل ٳنسان مسؤول عن نفسه وعن مستقبله، من يرضى بأن يمضي عمره في مخيمات اللجوء بانتظار المدد ويقبل بأن يأكل ويشرب بالكفاف يكون قد اختار قدره بنفسه ...لا بد أن يعرف السوري اللاجئ أن لا أحد سيأتي لتحريره فاﻷمريكي والغربي لن يموتا من أجل أن يبقى السوريون قاعدين. لن يأتي الغرب لتحريرنا كما حرر اﻷمريكيون اوروبا من النازية وٳن لم ننظم أنفسنا فلن يأتي أحد لينظم أمورنا وعلى كل منا أن يفعل ما يقدر عليه.
من لديه جنسية أو ٳقامة ولديه عمل ويستطيع أن "يستغني" عن سوريا أو"يمضي عطلته الصيفية" في بلد آخر، من المستبعد أن يذهب ويضحي بنفسه من أجل تحرير بلده اﻷصلي واﻷغلب أنه سيبقى بين أولاده في بلد الاغتراب، ٳلا "من رحم ربك"، أما من يتوقع أن يأتي الغريب ويضحي بنفسه من أجل أن يبني له مستقبلاً فهذه طفولة سياسية وانعدام في النضج.
من لا مستقبل له خارج سوريا هو من سيخسر الكثير في حال بقي النظام وهذه من ثوابت اﻷمور.
لا أحد يريد الموت، لكن اﻷسد أعلنها حرب ٳبادة ووضعنا أمام خيارين لاثالث لهما، ٳما الفرار وٳما المواجهة. من قدر على الفرار فعليه أن يدرك أن فرصته في العودة حراً لسوريا رهن باستعداده للتضحية في سبيل حريته أو يعود ليرزح تحت نير العبودية للأسد وٳيران.
أما من اختار المواجهة فلا مفر له، ٳما أن ينتصر أو أن يستشهد، هكذا هي الحرب ولاعزاء للخاسرين.
أحمد الشامي فرنساahmadshami29@yahoo.com http://elaphblogs.com/shamblog.html
عنب بلدي – العدد 75 – الأحد 28-7-2013
http://the-syrian.com/archives/101414
التعليقات (0)