رسالة من أرض السواد إلى امرأة عربية
أنت امرأة مغربية / عربية عشت طويلا تنتظرين في بيت والدك مرتدية خمارا صنع منك خيمة تمشي على رجلين، وتنصتين بإسهاب إلى التلفاز وتقرئين الجرائد بشكل يومي وتقارير المنظمات الحقوقية آملة أن تجدي فيها إشارة إلى أن حريتك كامرأة تعيش في المغرب اكتملت ويمكنك الخروج ألان من حجرك لتكتشفي وتكشفي للعالم عن جسدك ورغباتك واختياراتك ولكنني متأسف اليوم لأخبرك أنك انتظرت كثيرا ومضى كثير من الوقت، وضاع الكثير منه، وها هم يحملونك في نعش إلى مثواك الأخير وكل مرة كنت أتلصص عليك فيها لما حكوه لي عنك العديزات تاع الدوار تمنيت الارتماء عليك أو الهمس إليك حين كنت تنتظرين حتى المساء لتنشري ملابسكم في السطح حيت لا يراك إلا الله، وكنت كما تصفني جذتي شوطين وعفيريت أنتظر تلك اللحظة بشوق وتشوق لأرثي لحالك كانت لدي نصيحة واحدة لم أتمكن من قولها لك لأنك كنت لا تستديرين إلى أسطح الجيران لأنهم وهموك كثيرا بخطاباتهم في الشارع وفي الأزقة بنت فلان بنت دارهم وكأن الباقي بنات الشارع ،لم تعيشي حريتك يوما كنت تنتظرينها وتنتظرين أن يمنحوك إياها ، وهذا سبب تعاستك الحرية لا تمنح لنا بل نعيشها نختارها نفعلها ونفعل(بضم النون وفتح الفاء وكسر العين) قيمها هذا حالك وهو حال العديد من المغاربة رجالا ونساء يعيشون على الانتظار وثقافة الانتظار ،ربما نحن من أخترع محطات التوقف... نسيت أن أخبرك أنني رأيتك ذات مرة تتحسسين نهديك وتتأملينهم كحبات الكرز، لما سجنت نفسك فقط أسيرة للمساء والسماء وللسطح؟ ....أعدك أنني فهمت رسالتك الآن لن أنتظر بل سأختار ،سأعيش ،لن أتوقف سأمنح نفسي ما أريده وما أرغب فيه ،لست قديسا ولا رسولا ولا رجل سياسة ديماغوجي/شعبوي أبيع الشعارات والأحلام لأرهنك للانتظار ،أكتب لك اليوم من أرض السواد /عن الاستماتة السيزيفية التي أبديها حيال كل اتهام أو سوء نية كان يرمي لطعن عذرية تلك الشجرة التي حاولنا في الماضي والراهن وفي أحلامنا الصغيرة والكبيرة /المشتركة، التي يصبح فيها العالم قنينة غاز ورغم ذلك حولناه في أكثر من مرة إلى أكسجين هكذا كنا نمضي معا ونمضي، وها آنا اليوم ألتفت لأجدني أمضي وحيدا ... وسأنتظر كثيرا على الحافة وعلى طول الطريق وعلى الرصيف وجنبات الشعر الذي تركه بودلير من أزهار الشر لأقد حلما من حجر ...أكتب لك أيتها الغائبة الحاضرة التي تسكنني باستمرار عن حمقاتي وألف ليلة وليلة التي لم تحدث في الواقع ويتهمني بها التاريخ الأعور الذي صدقتي رسائله .....أكتب لأقول من أرض السواد أنك تسكنينني وتدمين قلبي وعيناي إن كنت لا أزال أملك جزءا منهم لأنه منذ اللحظة الأولى استوليت على كل شيئ وكنت راضيا بذلك .فلا تنتظرين بعد الآن عيشي حريتك لكي تحرريني .
التعليقات (0)