مواضيع اليوم

رحلــة العــذاب اليوميــة ت 3

خواطر مراهقة

2009-12-31 15:04:16

0

-----------------------------

خيم الصمت على المكان وانبرى كل واحد   للتأكد من عبقرية زميلنا احمد . حاول مصطفى أن يتيقن  أكثر   فاخرج رأسه من النافذة لمعاينة حركة العجلات ، وعند أول منعطف فُتح الباب وتدلى في الهوى انقض   احمد و زملاؤه على الباقي من جسده حتى لا يسقط أرضا فتتحقق نبوءة احمد أو تسوء العاقبة . انشغل السائق عنهم بحركات رجليه، كما حال صوت المحرك عن سماع جلبة احمد و زملاؤه ..

صاح هشام قف أهاذ.... الله انعل...

أصبح وجه مصطفى شاحبا من الخلعة-الخوف- وسرت في جسمه رعدة"قشعريرة" امتدت إلى أسنانه.. .

 أحاط به زملاؤه يتفقدون خريطة جسده  علها تخفي  كسرا أو غيره ثم أركنوه جانب الطريق. حل الجد مكان الهزل ونسي احمد قاموسه الفكاهي ، فلكل مقام مقال

هشام – الحمد لله على السلامة كدت تكون أول شهيد بينا   لكن الله قدر ولطف وأتمنى أن تكون كفارة للذنوب ونهاية البأس...    (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم)  فلولا السرعة المنخفضة للسيارة لأصبحت من الهالكين وربما قد نكون لك من اللاحقين بفعل الطرد المركزي. حينها سيصدق علينا " تمسك  غريق بغريق "

ببطء استرد مصطفى قليلا من عافيته وهو يردد : آميمتي شويه نمشي فيها كيف ستكونين إذا وصلك نبا نعيي..والله لو جاءت سيارة في الاتجاه المعاكس سأرجع إلى المدينة  الله انعل بوها خدمة

أراد احمد أن يبدد  هذا الجو المكهرب : اطمئن أسي مصطفي لان هناك تعويضا عن حوادث الشغل..

n   واش تا تضحك علي آش من تعويض .إذا مت   ظمآنا فلا نزل القطر

n   لا باس بدا سي مصطفى ينظم الشعر

اخيرا نزل السائق من سيارته وسال مصطفى عن صحته لم ينتظر الجواب    بسبب نظرات مصطفى البليغة

السائق  -أسرعوا لان الغيوم تتجمع في السماء كغير العادة  وستكون بشرى للمنطقة التي انتظرتها لأعوام، ولكن قد تكون نذير شؤم علينا إذا لم نتمكن من اجتياز الوادي العريض

 تسابق الجميع لإسناد مصطفى الذي حرص أن يكون في الوسط فليس في كل مرة تسلم الجرة .
وما إن استقر الجميع حتى نادى احمد على السائق

n   اداك خينا أين الحبل الذي تربط به الماعز

   استغرب الجميع ومنهم السائق

السائق - لماذا تريد الحبل؟ هل اصطدت غزالا في هذه البيداء؟

احمد – وهل الغزالة منحوسة مثلنا حتى تترك المراعي والمروج الخصبة حتى..  

مصطفى -  في هذا المكان لا فرق بين احمد وأي صنف من الماشية إلا بقدرة الأخيرة على التكيف مع هذه الظروف

n   صاح به هشام بربك قل لي ما محل الحبل من الإعراب

n   فقط أريد أن نربط   أجسادنا بالكرسي.. فالضرورات تبيح المحظورات والروح عزيزة عند الله..

هشام - عندها يمكن أن تكون نهايتنا جماعية ،فقد ينخلع الكرسي من مكانه ونقذف إلى الخارج بفعل قوة الجدب حينها لن تجد من يفك وثاقك بله إسعافك

n   تناهى إلينا صوت السائق، فلاشك انه أراد أن يأخذنا على قدر عقولنا ، وهو يعلم أن الخوف يعمل في مثلنا الأفاعيل

n   ليتشبث كل اثنين بمقعد عند كل منعرج ،واطلبوا من الله الصحة والسلامة....    


يتبع

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !