لم يأبه السائق لكلام الركاب وتناول خرقة متسخة لا خفاء معالم التلوث..رغم ذلك اخذ كل واحد مكانه لعلمهم بأنها الوسيلة الوحيدة للوصول إلى العمل فليس في الامكان أبدع مما كان . والتلوث بفضلات الماعز أفضل مائة مرة من تأنيب المدير وربما الخصم من الأجرة . اخذ السائق مكانه خلف المقود أدار مفتاح التشغيل. بدأت السيارة تصدر صوتا شبيها بالحشرجة التي تسبق خروج الروح ، لم ييأس السائق اخذ الصوت يخف مع كل محاولة إلى أن تلاشى .في هذه الظروف المتوترة سمعنا احمد يردد بصوت مرتفع : إنا لله وإنا إليه راجعون يا شباب عظم الله أجوركم.. اقرؤوا الفاتحة على روح الفقيدة. لم يتمالك الجميع انفسهم من الضحك باستثناء السائق الذي خاطبنا بلهجة صارمة :
ماذا تنتظرون ؟ انزلوا لدفع السيارة إذا أردتم الوصول في الوقت..
يتبع
التعليقات (0)