راقصةُ خليفة التيمية تُقتل بين يديه !
من أهم الصفات الإسلامية وقيمها العليا بلوغ الهم الرسالي الأعلى عند الفرد المسلم وتجاوز ذاته ومصالحه وشهواته بغية تحقيق الهدف الأسمى الذي أوجبه قانون السماء وصدح به خاتم الأنبياء (صلى الله عليه واله) وطبقه سلوكاً ليكون إسوة وقدوة وشاهداً ,ومن باب أولى تكون المسؤولية أعظم على من يدعي الخلافة والإمامة في بلوغ هذا المقام الروحي الإيماني الرسالي وتجسيد ذلك في سلوك شرعي أخلاقي في الحياة العملية على كل حال في السراء والضراء , لكننا نجد العجب العُجاب في سيرة وسلوك وفكر خلفاء التيمية الذي ينعتهم بالقداسة ويُؤمن سلطانهم ويمدح مآثرهم ويوثق أفعالهم ويصدرها للعامة لمجرد أنهم قربوهم وسكتوا عن فكرهم وقاطعوا واضطهدوا مخاليفهم في حين أنهم يرتكبون المحرمات والموبقات وينغمسون في مستنقع الرذيلة والفحش واللهو والطرب والرقص والليالي الحمراء وجاهلية بعد إسلام ! فآخر خليفة من بني العباس يلهو ويطرب , وراقصته ترقص بين يديه في أحلك وأصعب الظروف والأخطار والحصار من قبل التتار ورغم إجرامهم بحق المسلمين من النساء والرجال والأطفال وسحقهم للبلدان ! ومع هذا لايبصر ولايرى إلا شهواته وملذاته في غفلة وسهو وسكر حتى وصلت النبال الى معقله فاخترق أحدها جسد راقصته أرداها قتيلة بين يديه ! هنا ثارت ثائرة السلطان والخليفة المبجل فانزعج وفزع فزعاً شديداً !! حينما داهم الخطر ملذاته وشهواته !! ولم يفزع ولم ينزعج طوال سنين من حصار وقتل واجرام وتشريد بحق المسلمين !! ليس الكلام من قصص الخيال والأساطير بل وقائع تاريخية وثقها ابن الأثير ! وليس المستهجن والمستغرب من الفعل وردة الفعل بقدر ما هو مستهجن ومستغرب ومستنكر أن تصدر هذه السلوكيات المخزية بخلفية اسلامية ودينية وكما يقدس أصحابها ابن تيمية ولعمري أن هذا لخطب عظيم وشر مستطير يهدد كيان الاسلام ونظامه وقوانينه ويفتح أبواب النقد والسخرية والانتقاص منه !! وقد أشار المحقق المرجع الصرخي في محاضرته الــ 36 من بحثه الموسوم وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري لهذه الجزئية قائلاً (ما مرّ علينا، فإنّ حملات المغول على المسلمين وبلاد الإسلام لم تتوقَّف منذ عشرات السنين قبل سقوط بغداد، وقد أبادوا شعوبًا إسلاميّة كاملة وانتهكوا كلّ الحرمات والمقدَّسات وأزالوا مدنًا مِن الوجود، فصارتْ أثرًا بَعْدَ عَيْن!!! ففي مواجهة ذلك الخطر الهائل المدمِّر، وقف خليفة المسلمين وولي أمرهم وإمام التيمية المقدَّس الخليفة العباسي، وقف المواقف التي لا تُنسى ولا يمكن أن تُنسى لا في الدنيا ولا في الآخرة!!! فكلّ التحايا للإمام التيمي ابن كثير وكلّ التيمية على مواقف إمامهم وولي أمرِهم المجاهد الشهيد البطل معزّ المسلمين وحامي أعراضِهم وأرواحِهم وأموالِهم الخليفة المستقر في بغداد!!! فلنطلع على ما قاله ابن كثير عن خليفتِه وإمامِه وقائدِه وقدوتِه: البداية والنهاية13: ابن كثير: ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وستَّمائة (656هـ): فِيهَا أَخَذَت التَّتَارُ بَغْدَادَ وَقَتَلُوا أَكْثَرَ أَهْلِهَا حَتَّى الْخَلِيفَةَ، وَانْقَضَتْ دَوْلَةُ بَنِي العبَّاس مِنْهَا: 1ـ وأحاطتْ التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنِّبال مِنْ كُلِّ جَانِبٍ حَتَّى أُصِيبَتْ جَارِيَةٌ كَانَتْ تَلْعَبُ بَيْنَ يَدَيِ الْخَلِيفَةِ وَتُضْحِكُهُ، وَكَانَتْ مِنْ جملة حظاياه. 2ـ وَكَانَتْ مُوَلَّدَةُ (مُوَلِّدة) تُسَمَّى عَرَفَةَ، جَاءَهَا سَهْمٌ مِنْ بَعْضِ الشَّبَابِيكِ فَقَتَلَهَا وَهِيَ تَرْقُصُ بَيْنَ يَدَيِ الْخَلِيفَةِ، فَانْزَعَجَ الْخَلِيفَةُ مِنْ ذَلِكَ وَفَزِعَ فَزَعًا شَدِيدًا، وَأَحْضَرَ السَّهْمَ الَّذِي أَصَابَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَإِذَا عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ إِنْفَاذَ قضائِه وقدَرِه أذهَبَ من ذَوِي الْعُقُولِ عُقُولَهُمْ، [أقول: لم يزعجْ الخليفة كلُّ ما حصل ويحصل مِن دمار وهلاك وإبادات على الإسلام والمسلمين!!! ولم ينزعج على مصيره ومصير سلطته والتتار تحيط بقصره والنِّبال تخترق قصره!!! لكن انزعج فقط وفقط عندما أصيبتْ رقّاصته الخاصّة التي تُحْيِي له ليالِيَه وأيّامَه حتى في أخطر الظروف وأهْلَكَها!!! فهنيئًا لابن تيمية بإمامه الرومانسي الرقيق والمنفتح جدًّا والمدني العلماني جدًّا جدًّا، ولو كان ابن تيمية قال ما قال على أساس خلفيّة مدنيّة علمانيّة لا خلفيّة دينيّة إسلاميّة، لما حكينا معه، ولما رددنا عليه، لأنّ هذا ليس مِن شأننا ولا مِن موارد بحثنا المرتبط بالدين والتديّن والإسلام!!!]
https://www.youtube.com/watch?v=PPn3dsJNcPk
المحاضرةُ السادسة والثلاثون "وَقَفات مع.... تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطوري
التعليقات (0)