الكثير منا أساء للإسلام والمسلمين بأساليب أخذت تُنّفرهم وتخّوفهم من الرسالات السماوية بعد أن جاءت لإخراجهم من الظلمات الى النور بسبب سوء التصرف والتحجر ؛ والبعض الآخر منا أساء للقيم الانسانية النبيلة التي ساهم في تأسيسها وبنائها وتطويرها عبر عشرات الآلاف من السنوات الأنبياء والصالحين وخيرة المفكرين والعلماء في كل بقاع الكون ؛ كما أن البعض أساء للحكمة الالهية في تسيير وتدبير حياة الرعية من قبل الحكام والمتسلطين ؛ لو تأملنا بعض من معاني التضليل من تغييب للحقائق وطمسها وأظهار المزور والمزيف منها يجعلنا نقف على خطورة مايتسبب فيه هواة التضليل ؛ فماذا بعد تغييب الحقائق ؟ وماذا بعد تزييفها ؛ وماذا بعد تلغيم الواقع بالضلالات المتنوعة ؟ وماذا وماذا ...
التضليل الفكري يسيء الى الفهم السليم ويطمس الحقائق لكل دلالات الرسالة السماوية والاجتهاد البشري المتنوع ؛ لو تأملنا لبعض الحركات التي تنسب نفسها للاسلام لرأيت التباين بين توجهات ومواقف نظرائهم في مختلف بقاع الارض والتي أفرزت الصراعات والحروب والدمار وسفك الدماء ولرأيت التسفيه وتكفير المخالفين ساهم بشكل كبير في تضليل الناس عن الطريق السوي المؤدي للسماحة والأعتدال والوسطية والحوار والمحبة ولنا في الحياة والواقع أثراً بارزاً وشاهداً حياً وما تفعله قوى التكفير والاجرام من سحق لكل مقومات الاسلام ودعائمه باسم الاسلام الا دليل واضح على عمق خطورة امثال هؤلاء على الاسلام والبشرية لذلك كان ولابد من دعاة الانصاف والحقيقة ان يظهروا الجوهر الحق لحقائق التأريخ ويكشفوا نواصع الاسلام الصحيح وكان لرجل الدين الصرخي الحسني الدور البارز في كشف ملابسات الواقع مع تدليس التأريخ وتناقضاته حيث يذكر في محاضرته 24 في بحثه وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري ( المصالحة مع الإفرنج والتحالف معهم والإستعانة بهم كانت مسألة طبيعية جدًا !! وينتهجها كل الأطراف الإسلامية بلا فرق، السنية والشيعية... أحدهم يتحالف مع الإفرنج ومع الصليبيين ومع المجرمين مع القتلة ضد أخيه المسلم السني من نفس مذهبه ومن نفس طائفته ومن نفس دينه، فلماذا يا دواعش ويا مارقة يا قتلة لماذا تكفرون الشعوب بدعوى أنهم سكتوا على الحكام الذين تحالفوا مع دول أخرى، مع هذه الدولة الغربية الأوربية المسيحية الصليبية أو مع تلك الدولة الأوربية أو الشرقية الإلحادية أو الوثنية أو الشيوعية أو الشيعية أو الرافضية أو الصوفية أو المعتزلية وهو هذا الحاكم تحالف مع هذه الدولة أو مع تلك الدولة كما تحالف سابقًا صلاح الدين والملك الصالح ونور الدين وغير هؤلاء والخلفاء العباسيون ؟! هل يحل لأولئك ويحرم على هؤلاء؟! إذا كانت القضية حلال ومباحة فلماذا الآن تكون حرامًا؟! تكفرون الحاكم فتكفرون الشعوب لأنها كما تدعون سكتت على تصرف الحاكم، فتباح كل الدماء والأموال والأعراض، إنّه مقياس باطل ونفاق وضلال )
فالمبالغة في التستر على حقيقة طبيعة السياسات وخلفيات الافعال وجوهر الادعاءات ايجابا او سلبا ينشر عند الكثير حالات من الشك وفقدان الثقة والنفور من اغلب ما يعلن عنه ويخبر به الناس نظراً لقلب الحقائق وتزييفها وهذا يشوش العقول ويعمق مستويات الجهل ويُرسخ التجهيل . goo.gl/oWZW3l
التعليقات (0)