الآن وقد ارتفعت أصوات من داخل تنظيم القاعدة ذاته، على لسان "أبو خالد السوري" تدين ممارسات "داعش" وتشكك في ارتباطاتها، وبعدما نأى الفاتح الجولاني زعيم جبهة النصرة، الابن الشرعي "لداعش" بنفسه عن تجاوزات أميره السابق "أبو بكر البغدادي" بات من المشروع التساؤل عن من بقي لهذه"الدولة" من حلفاء غير عصابة اﻷسد و حزب "المقاومة"؟
باستثناء عملين استعراضيين أبرزهما سقوط مطار "منغ" المحاصر والساقط عسكريا بيد "الدولة" لا نجد الكثير من الغزوات والمعارك التي واجهت فيها "داعش" نظام العصابة اﻷسدي.
عسكرياً، تلعب "داعش" دوراً مكملاً لدور النظام فهي تقوم بقمع المناطق التي حررها الثوار السوريون بدمائهم وبطعن هؤلاء في الظهر. في النهاية وجد المقاتلون السوريون أنفسهم محصورين بين سندان النظام ومطرقة "داعش" فاﻷسد وعصاباته من أمامهم و"داعش" من ورائهم تغتال من فشل النظام في اغتياله منهم وتمعن في الباقين فتكاً وتنكيلاً تحت راية "تطبيق الشرع" وتعتبر كل من لايطأطئ رأسه أمامها "مفسداً" وكافراً...
ليس اﻷسد الصديق الوحيد "لداعش" فسيد المقاومة المتقوقع في الضاحية الجنوبية لديه كل اﻷسباب التي تدفعه لدعم أشباهه من أتباع "البغدادي" فبين الطرفين، حزب الله و مهووسي البغدادي، الكثير من الصفات واﻷهداف المشتركة، فباستثناء جلد المدخنين الذي لم يلجأ له حزب المقاومة حتى الآن، يقوم "حزب الله" بذات الزعبرة "الداعشية" في لبنان تحت حجة "المقاومة" فهو يقتل المعارضين ويضع يده على الدولة ومرافقها بقوة السلاح.
مثل "داعش" التي "تتسلبط" على القرار "السني" وحتى "الوهابي"، يصادر حزب "نصر الله" القرار الشيعي ووراءه القرار اللبناني بأكمله.
كما يؤدي البغدادي دوره "كأمير" لدولة العراق والشام، يلعب "نصر الله" دور سيد المقاومة والحاكم بأمره في بلاد اﻷرز. "البغدادي" حصل على ترقية فأصبح أميراً على بلدين، و"نصر الله" أيضاً صار سيداً للبنان والشام، منذ عاث زبانيته خراباً في البلد الشقيق، بفضل الرئيس اﻷخرق "بشار"...
كما بايع "البغدادي" أميره "الظواهري" المتسردب في "تورا بورا" بحماية المخابرات اﻹيرانية والروسية، يعتبر "نصر الله" نفسه جندياً في خدمة "الولي الفقيه" في "قم"...في ٳيران ذاتها هذه المرة.
"البغدادي" يدعي مواجهة النظام ويقتل من السوريين اﻷبرياء أضعاف ما قتل من عسكر اﻷسد في مواجهتين يتيمتين، كذلك "حسن نصر الله" تسبب في قتل آلاف اللبنانيين عبر مغامراته العشوائية لتحرير قاتل اﻷطفال "سمير القنطار" وعبر "مقاومته" الدون كيشوتية، أو مباشرة عبر الاغتيال...
مثل "البغدادي" الذي وجد أن السلامة تقتضي منه العمل لصالح اﻷسد وخدمة مآرب العصابة ٳياها، كذلك استنتج "سيد المقاومة" أن ٳسرائيل ليست عدواً بل "جار كريم" وقوي تجب مراعاة مصالحه والسهر على حماية حدوده واﻷهم...عدم التحرش به.
كما صرّح "البغدادي" أن عدوه هم "الصحوات" وليس اﻷسد أو أمريكا ولاحتى ٳسرائيل، أصبح التكفيريون هم هاجس "نصر الله" اﻷوحد أما الشيطانان اﻷكبر واﻷصغر فاﻷمور معهما لاتعدو كونها "سوء تفاهم" عابر تم حله "ببوس اللحى" في جنيف.
صحيح أن "حسن نصر الله" لم يصف أعوانه، بعد، بأن " شرابهم الدماء وجليسهم اﻷشلاء" كالمأفون "العدناني" لكن اﻷمر لايتعدى كونه تفصيلات بلاغية، يمكن اللجوء ٳليها عند اللزوم...
اﻷمانة تقتضي أن نعترف أن "حلف الممانعة" هذا لايقتصر على "البغدادي" و"نصر الله" و"بشار" فهناك منظمات فلسطينية منها "حماس" لديها كل المؤهلات لعضوية هذا الحلف من حيث الممارسات المتشابهة و"الممول" الواحد.
حلف الممانعة بين اﻷسد - نصر الله والبغدادي يفسر استراتيجية الكماشة المتكاملة بين الثلاثة حيث يتولى نصرالله غزو سورية من الغرب في حين يتكفل البغدادي بالشرق والشمال ويقوم اﻷسد بتقديم الدعم اللوجستي والجوي والمدفعي لحلفائه وصيانة جبهة الجنوب.
"نصر الله" الذي دخل سورية لمقاتلة "التكفيريين" لم يقاتل أي "تكفيري" ولم يواجه "داعش" ولا مرة واحدة ولو بالصدفة، فالكلب لايعض ذيله...
حتى المناورة التي قامت بها أجهزة دعاية "داعش - نصر الله" عبر تبني "الدولة" لمجزرة "حارة حريك" والسيارة المفخخة بعشرين كغ لا تقنع أحداً....مقارنة بخمس عشرة سيارة مفخخة أرسلتها "داعش" للمدن السورية التي خرجت عن طاعتها...
بالمناسبة، كيف يتمكن "قاسم سليماني" من التمييز بين أزلامه؟ هل أعطاهم أسماء "حركية" حين يرسل لهم كشف الرواتب؟
مثلاً "أبو حافظ القرداحي" و"أبو بكر البغدادي" مروراً ب "حسن نصر الله البيروتي"...
أحمد الشامي فرنساahmadshami29@yahoo.com http://elaphblogs.com/shamblog.html
http://www.beirutobserver.com/2014/01/90469/
التعليقات (0)