مواضيع اليوم

حديث في الطائفية

أحمد الشامي

2013-04-29 11:39:49

0

يطرح الدخول العلني والمكثف لحزب "نصر الله" ٳلى اﻷراضي السورية سؤالاً محرجاً على كل أطياف المعارضة السورية وخاصة العلمانية منها.
السؤال سبق طرحه أكثر من مرة بشكل خجول ومرتبك. هل هي مصادفة أن تقف الدولة اليهودية مع روسيا الاوثوذوكسية في صف اﻷسد ؟ الاورثوذوكسية "أقلية" في الديانة المسيحية واليهود أقلية بين الديانات.
ما تفسير بذل "ٳيران" للغالي والرخيص في سبيل نظام قميء، طائفي ومكروه، يؤجر خدماته ﻹسرائيل "عدو" الولي الفقيه المعلن؟ لماذا تستميت ٳيران في الدفاع عن نظام يلفظه السوريون الذين لايكنون عداوة لا ﻹيران ولا للشيعة ؟ المزارات الشيعية في سوريا بحماية أهلها من "السنة" كانت على الدوام مفتوحة للٳخوة الشيعة الذين عاشوا معنا في وئام واحترام متبادل. ماذا جرى لكي يصبح "أهل الشام" أعداء "للولي الفقيه" لمجرد رغبتهم في أن يختاروا هم من يحكمهم ؟ تماماً كما يفعل اﻹيرانيون منذ سقوط الشاه بدلالة أن الانتخابات ستجري في ٳيران في حزيران المقبل.
في أيلول من العام 1980 اختار "حافظ اﻷسد" الوقوف في صف ٳيران ودعمها عسكرياً ضد المعتدي الصدامي وذهب أبعد من ذلك حين حاصر العراق في جبهته الغربية وقطع خط النفط العراقي ضد مصلحة الشعب السوري الاقتصادية. هل فعل الرئيس المؤسس للعصابة اﻷسدية ذلك رغبة منه في الوقوف ٳلى جانب الضحية ضد المعتدي أم أن موقفه كان مبنياً على أساس طائفي محض ؟ ولتذهب مصالح سوريا والسوريين ٳلى الجحيم...
الآن حين يتدفق زعران "نصر الله" كالجراد على أطراف حمص والقصير في حين التزم هؤلاء جحورهم حين كانت ٳسرائيل تعاقب حليفتهم "حماس" في غزة فكيف لنا أن نفسر هذا الغزو ؟ هل انتقلت "مزارع شبعا" بقدرة قادر ٳلى جرود عرسال وقرر هؤلاء تحريرها من السوريين البسطاء؟ أم أن لهذا التكالب تفسيراً طائفياً ؟
هل يكفي تجنب الحديث في الطائفية لجعل هذه اﻷخيرة تختفي من حياتنا ؟ أم أن العقلانية والمنطق يقتضيان النظر ٳلى اﻷمور والواقع بجرأة وصراحة دون دفن رؤوسنا في الرمال ؟
أحمد الشامي فرنساahmadshami29@yahoo.com http://www.elaphblog.com/shamblog
نشرت في "عنب بلدي" العدد 62 في الثامن والعشرين من نيسان 2013http://enab-baladi.com/archives/8385

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات