قال لك أبي أجي عند الغذاء..
انصرف بسرعة دون أن ينتظر الجواب في الواحدة والنصف لبيت دعوة الجار رغم سوابقي مع الأكل .سلمت على المجموعة المشكلة من الجيران ففي مثل هذه المناسبة يتعالى صوت التضامن والأخوة على غيره . كما يحرص الجيران على إحياء سنة التناوب حول الطواجين ولواحقها التي تستمر لأكثر من ثمانية أيام غذاء وعشاء
- انبرى احدهم متهكما كيف حال صحتك يا سعيد ؟ أنت من يحق له الافتخار بالقيام بهذه الشعيرة هذا العام
- رميته بطرف خفي وأنا اسلم على الجماعة مضيفا العكوبه ليك إن شاء الله في العيد المقبل
- تكلم آخر في ركن قصي من الغرفة كدنا نكبر عليك أربعا و لن يتمكن ورثتك لا قدر الله من شراء ما ينحرونه إذا..لان العيد شطب على كل الذبائح
- رددت عليه فال الله ولا فالك لماذا يبحثون، سأوصيهم أن ينحروك إذا شحت الأسواق وبذلك نضرب عصفورين بحجر واحد من جهة تكفي الورثة عنت البحت والشراء و من جهة يرتاح الحي من مشاكلك اليومية ولعل هذه التضحية كفارة لك عما راكمته من ذنوب
- تدخل صاحب المنزل ما هذا الكلام الماسخ من منكم يهيئ الشاي
- قال احدهم من يكون سوى التهامي
- أجابه محماد بل بوشعيب لان له باع في هذا الجانب إذا حضر الماء بطل التيمم
انصرفت في حديث ثنائي مع الجالس بجانبي حول سعر الأضاحي لانتقل إلى الجانب (السياسي) الذي يحبذه بكثرة ،فهو ممن أفرزته الانتخابات السابقة رغم انه لم تطأ قدماه المدرسة قط ، ومع ذلك يحدثك بخليط من شظايا الفصحى واللهجة المحلية حريص أثناء حديثه على انتهاك كل قواعد اللغة المتعارفة. مما ضاعف من الجمهور الذين يحضرون انعقاد دورات مجلس المدينة ،يعوضون به افتقار المدينة لوسائل الترفيه فيقتنصونها فرصة للاستمتاع بصاحبنا وهو يستعرض عضلاته البلاغية ولا يملكون إلا التصفيق في النهاية
- قيل لي بأنك زلزلت قاعة الجلسة بانتقادك أوضاع المدينة أمام الأعضاء وانك أفحمت الرئيس وباقي الحضور
- سبحان الله لا شيء يختفي في هذا البلد فالأخبار سرعان ما تنتشر كالنار في الهشيم
- اشرأبت أعناق الجميع نحونا . ترك بوشعيب البراد مفتوحا دون أن يضع فيه السكر
- لما تيقن جاري بأنه محور الاهتمام رفع من نبرة صوته وكأنه أمام المجلس
- قلت لهم لا يعقل أن تصرف الميزانيات في أمور شكلية بينما يبقى المواطنون يعانون من قلة الإنارة والتجهيزات والسكن .. لما ذا يبقى المواطنون يتسكعون أمام مكتب الرئيس الذي لا يأتي
- أردت أن اخفف من لهجته هل أنت مع الأغلبية أم المعارضة مع الرئيس أم ضده
- أنا من الأغلبية ولكني أنا مع المواطنين فهم من صوت علي
- وما هو موقفك إذا طلب التصويت في نهاية الجلسة على قرارات المجلس
- طبعا حين تنتهي المناقشة ارفع يدي مع الموافقين
- ألا ترى أن عملك هذا يعد عبثا وما تقوم به كفيلة به المعارضة
- إن زملاءنا من المعارضة قاطعوا الجلسات مند مدة
- لذلك خلى لك الجو وتقوم بدور المعارضة بالنيابة
- إن الرئيس وكذا زملائي شكروني على تدخلي لان الجلسة بدون معارضة كالطعام بدون ملح كما أن تدخلاني تكون بردا وسلاما على الحضور يحكونها بعد خروجهم للآخرين .وقد شجعني السيد الرئيس على هكذا مداخلة لأنها الضامن لنا للنجاح في الانتخابات القادمة
- استأثر جاري بالحديث ولم يستطع الإجابة على أسئلة الجيران حول الوعود التي قطعها مع زملائه للناخبين وما هو حجم الإنجازات التي يتغنون بها في جلساتهم فالمية تكذب الغطاس كما قال التهامي رغبة منه في وضع حد لعنتريات هذا العضو
فهو عارف بمؤهلاته التي حولته بقدرة قادر من تاجر في التهريب و.. إلى عضو يفتي في الشأن المحلي ويرفع يده للتصويت حول مستقبل المدينة الذي يمتزج في أحيان كثيرة بمصلحته الشخصية
- فجأة
التعليقات (0)