من المعلوم إن كل حديث سيكون قديماً يوماً ما ؛ بالطبع القرآنمنزّه عما نقول فهو يتجدد بتجدد الأيام والأحداث .. ولكن كلامنا في عالم الواقع والمادة وما نراه ونتتبعه من خلال السنة الإلهية الكونية , فكل مرحلة لاحقة من مراحل البشرية تعتبر حديثة بالنسبة إلى مرحلة سابقة، وإن مرحلتنا اليوم ستصبح قديمة في يوم من الأيام، عندما يطرأ على الحياة البشرية تحوّل جديد، ومن هذا نفهم إن الحداثة هي المشاركة والمساهمة في صنع تحوّل كبير لتشهده الإنسانية وفق ضوابط تفيدها كما يحدث اليوم من حداثة فكرية كبيرة هزّت العالم بتسونامي العلم القرآني الذي ينبع ويصب في خدمة الإنسان فكراً وعقيدةً، ثقافة ،أدباً ،فناً، سلوكاً، قيماً ومفاهيماً, إذن الحداثة اليوم أعتمدت العقل أساساً وطريقاً للمعرفة وهذا ما أكده وحثّ عليه الدين الإسلامي وقد وردت كلمة العقل في القرآن الكريم بمرادفات ,ومعان , وكلمات كلها تدل على العقل ,كالفكر واللب والفؤاد والقلب
﴿ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 75]
ولأن الإسلام ليس غيبياً محضاً كالأديان الأخرى، ولا يقوم على أسس نظرية وخيالية ومثالية، إنما هو دين عقلي واقعي يتسم بتشريعات عملية تشمل كل مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والروحية والاقتصادية بتوازن وانسجام وواقعية. دعانا أهل العلم والفكر لأن نحّكم عقولِنا ونجعلها هي من تتولى الإجابة بصدق، بعد أن يتحرر الجميع من حبال الوهم والفهم الخاطئ لتعاليم الدين السمحاء , إن هنالك عقولاً في الإسلام لها دوراً فريداً ومحورياً بالمعرفة الدينية ، وهو التعرف على الله الخالق وتوحيده، وكذلك الدلالة على ضرورة اللطف الإلهي في إرسال الأنبياء وبعث الرسل، ليكونوا الأدلاء على توحيد الله سبحانه، والوسطاء لتلقي المنهج الفطري والعقلي والواقعي لطريق السعادة الإنسانية.
وبالتالي فإن الإسلام - كما هو واضح ومعروف - هو دين العقل، كما هو دين الفطرة وكما هو دين الوحي...على خلاف من يتخبط بالرسالة السماوية وينفث سموماً تفتك بالعقل البشري وتحّرف أمماً وتغير منهجاً مرسوماً آلهياً بمنهج تكفيري وحركات شاذة , لاعقل فيها ولا رؤية واضحة , أفكار هدامة مبنية على إقصاء الفكر وحب القتل والتشبيه والتجسيم وكل ما هو منافي للعقيدة والإنسانية كما فعل ابن تيميه ومنهجه السقيم كيف وقد هيأ وعبأ دستوراً خاصاً به بعيداً عن مفهوم العقل ومنطوق الفكر والحقيقة الكونية الشاخصة للذات الالهية لذا دعى المرجع الصرخيّ الى تصحيح تلك الرؤى والمفاهيم المغلوطه لابن تيميه في منهجه وسلوكه ومن بين تلك الإشكالات التي فندها السيد الصرخيّ هي فكرة التجسيم للذات المقدّسة عبر رواية قد صححها ابن تيمية والتي تصور الله على هيئة شاب أمرد ..جاء ذلك في المحاضرة الاولى من بحث ...وقفات مع توحيد_التيمية_الجسمي_الأسطوري"
يا بن تيمية تصحيحك أسطوري للحديث!!!
ابن تيمية يصحح حديث أنّ الله صورتُه شاب، طلعَ شاربه، ولم تُنبت لحيته، وليسَ بأصلع، وليسَ بأقرع، بلّ له شعرٌ مجتمع على رأسه، وأنّ شعره قصير جَعْد منقبض ملتوي، وأنّ النبي الأمين (صلى الله عليه وآله وسلم) قد رأى الله ربّه على صورة ذاك الشاب الأَمْرَدٌ الجَعْدٌ القَطَطٌ... قال ابن تيمية شيخ الإسلام ( كما في الحديث الصحيح المرفوع عن قَتادة...)، فهل يوجد إنسان يمتلك ولو الحد الأدنى من العقل والفكر يقول إنّه لم يصحح الحديث؟!! لمعرفة الكثير من الحقائق ندعوكم لمتابعة رابط المحاضرة الاولى
https://youtu.be/d4gnMJpFt3I
حسب ما مطروح هنا قد تلتقي بنماذج قد تختلف معك في الفكر والعقل بل يصل الأمر الى الخلاف معك لأتباع منهجه المنحرف وتبني الكثير من أتباعه كل أفكاره الهدّامة رغم إن فكره ومنهجه خارج تصورات العقل الإنساني والفطرة السليمة .لأنك قد اثرت شيئأً خارج المألوف فما يكتب ويُنسب لابن تيميه وغيره هو منزّه عن البحث والتحقيق !! ولكن الصرخيّ الحسني ومشرطِه بالتحليل والبحث والتدقيق هدّم فيه العرش التيمي التكفيري التجسيمي .
التعليقات (0)