ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إياك أن تفكر, حذار أن تتدبر, إياك أن تتذكر أن لك عقلأ ومن واجبك أن تستخدمه فى حياتك أو أن تستثمر ما به من قدرة على الفكر والإبداع والتجديد , وإياك إيــاك أن تستخدم هذا العقل ؛ إلا إذا كنت ستسخره للتقليد الأعمى والإنقياد المريض والإنسياق الهمجي خلف القطعان ففى هذه الحالة فقط أنت مرحب بك وبعقلك وبأفكارك المكررة السمجة المملة الآسنة التى تزكم الأنوف وتضر العقول الحكيمة بمرض الإشمئزاز " وإذا تكلمت فى أمور السياسة وأنتقدت الحاكم والحكومة وجهرت برأيك لاحقك المخبر السري وكتبت عنك التقارير وتتبعتك المخابرات وحيكت ضدك التهم فالسب واللعن والتهويل والقتل والتهجير هما مصيرك !؛ الا اذا عدلت عن رأيك وتأكد من أتجاهك التام وولائك الهمام للقائد العام والحكومة التمام عندها يكون لك الامان وانت صاحب الشأن!
أما اذا حاولت التدخل فى أمور الدين والفكر الدينى وأمسكت بالمصحف لكى تقرأ آياته الكريمة وتفهمها وتتدبرها فإذا أكرمك الله بفكرة جديدة أو موضوع مميز وحاولت عرضه لأنه مهم من وجهة نظرك طاردك الجميع مطاردة الذئب للفريسة واتهموك بالضلال والإجرام حتى قبل أن يناقشوك بحجة أنك لست عالماً ولا فاهماً ولم تحصل على شهادات تؤهلك للكلام فى الدين والفهم والتدبر والخروج عليهم بمواضيع لم يألفوها ولم يسمعوها ولم يحدثهم عنها أحد من ذى قبل؛ هكذا هو عالمنا اليوم عليك ان تلغي العقل وتحجم الفكر ولاتتكلم ,أنت عليك ان تتلقى منهم وتصغى لهم وتنفذ تعاليمهم وفتاويهم دون أن تنطق بحرف وإلا فعليك أن تواجه خطر التكفير والمحاكمات والطرد والتشريد واللعن والتكفير لمثل هذه الامور وغيرها انتقد الصرخي الحسني في محاضرته (السيستاني_ما_قبل_المهد_الى_ما_بعد_اللحد )) والتي كانت ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد و التاريخ_الإسلامي .تحجيم العقل والتفكير واستعمال وسائل اللعن والسب للانتقاص من المقابل ونقده حيث قال (لا نسمح ولا نجيز السب واللعن
في النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، قال ابن تغري بردي قال: سبب بناء عبد الملك بن مروان قبة الصخرة أن عبد الله بن الزبير لما دعا لنفسه بمكة، فكان يخطب في أيام منى وعرفة، وينال من عبد الملك ويذكر مثالب بني أمية .
أقول : بعضهم يسب بالآخر ويلعن الآخر ويكفر الآخر ويفسق الآخر ويقاتل الآخر ويقتل تحت هذه الادعاءات والتهم والصراعات والتنافس على الدنيا عشرات الآلاف ومئات الآلاف من الناس من الأبرياء من المسلمين، من أهل الشام، من أهل العراق، من أهل الحجاز من أهل اليمن من أهل مصر، بعد هذا يقال: صحابي ومن أهل الجنة، ولا تعترض ولا تحكي ولا تناقش ولا تقيم !! ، لنترك نحن لا ندعوا ولا نسمح ولا نجيز السب واللعن، لكن هل نمنع العقل من التفكير؟ هل نمنع نبوءات النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم؟هل نمنع من قراءة الأحاديث وفهم الأحاديث وقراءة القرآن وفهم القرآن ومعاني القرآن ونمنع الناس من الالتزام بالقرآن ومعاني القرآن وبالسنة ومعاني السنة؟ هل نجعل الناس تلغي العقل والفكر والتفكير وتسير كالبهائم كما يفعلون الآن بالمغرر بهم بالجهال، ويسوقون هؤلاء إلى الموت، إلى الجحيم، إلى النار، عندما يفجرون أنفسهم بين الأبرياء؟!)
وعليه حتى تكون محبوباً ومقبولاً ما عليك الا ان تكون صامتاً كما يريده رجال الدين والسياسة وتكون الخانع فعندها انت النموذج المطلوب والمثالي! .
ـــــــــــــــــــــ
هيام الكناني
التعليقات (0)