ثورة الحسين والتربية الثورية الإسلامية
بقلم : ضياء الحداد
التربية الثورية كانت هي الهدف الأسمى لثورة الإمام الحسين عليه السلام ،وهذه التربية التي استوعب فكرتها أنصار الإمام الحسين وجسدوها بطريقة قل نظيرها لتصبح منهجا وعقيدة يستند إليها من يريد تهيئة نفسه للثورة المهدوية القادمة.
التربية الثورية إنما ينهض بها القادة التاريخيون الذين يهدفون إلى تحرير الإنسان من أسار وضع اجتماعي فاسد ولبناء مجتمع صالح على أنقاضه وعندما يصبح مثل هذا الهدف هو الهاجس الوحيد للقائد التاريخي عندها يبدأ عملية التعبئة الفكرية والروحية بهذا الاتجاه وتلتحق به النخبة المختارة التي ترتضي هذا الهدف محوراً لحركتها وهمومها ومواقفه.
فلابد حينئذ للقائد التاريخي أن يتصدى بكل جرأة وشجاعة لهذا الانحراف والعمل لإرجاع الأمور إلى نصابها وإلا فإن أمر الأمة المسلمة سينتهي الى الانهيار والانحلال وضياع القيم التي أرساها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
ولذلك اتجه الإمام القائد عليه السلام الى إعداد النخبة المؤمنة وتهيئتها وتربيتها للقيام بالدور التاريخي المطلوب دون الإقلال من أهمية وضرورة أحداث وعي متزايد لدى جماهير الأمة المسلمة لتتحمل مسؤوليتها الشرعية أيضاً.
لذلك نلاحظ ان أئمة أهل البيت كانوا يحاولون أن يجددوا ثورة الإمام الحسين في عقول وضمائر الناس ليستمر وهج الثورة وتستمر التربية الثورية التي تمهد لتحقق دولة الأحلام دولة العدل الإلهي الموعودة وقد أشار الى هذا الامر سماحة المرجع الصرخي الحسني خلال بحثه الموسوم (الثورة الحسينية)بقوله:
أهل بيت النبوة (صلوات الله عليهم أجمعين) ومصاب الحسين (عليه السلام)
لترسيخ الثورة الحسينية وأهدافها في أذهان الناس وقلوبهم ولشحذ المخلـصين وتأسـيس الاسـتعدادات الروحيـة والجسدية وتحقيق التكاملات الفكرية والعاطفية والسلوكية، ولتهيئة القواعد والشرائح الاجتماعية التي تحتضن أطروحة الآخذ بالثأر والمحقق للعدل (عليه السلام) والانتصار له (عليه الـسلام) والثبـات علـى ذلـك ، تــصدّى الأئمـة المعصومون(عليهم السلام) لتربية الأجيال وتحقيق الأهداف، وقد جعلوا المنبر الحسيني الوسيلة الرئيسية في تلك التربيـة الرسالية الإلهية ، فقد عقدوا المجالس وأرشدوا الناس إلى ما يترتب عليها من آثار في الدنيا والآخرة ، وإليك بعض مـايشير إلى سيرة المعصومين (عليهم السلام) في إحيـاء ثـورة الحسين (عليه السلام) وواقعة الطفّ:
الإمام السجاد (عليه السلام) يأمر برثاء الحسين (عليـه السلام) ورد أنّ الإمام السجاد (عليه السلام) أمر بشرًا (بشر بـن حذام) برثاء الحسين (عليه السلام) إذ قال(عليه الـسلام):(يا بشر ، رحم الله أباك لقد كان شاعرًا ، فهل تقدر على شيء منه ) ؟ قال بشر : نعم يا بن رسول الله قال (عليه السلام) : (ادخل المدينة ، وانعَ أبا عبد الله) قال بشر : فركبت فرسي ، وركضت حتى دخلت المدينـة فلما بلغت مسجد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) رفعت صوتي بالبكاء وأنشدت: يا أهل يثرب لا مقام لكم بها قُتل الحسين فادمعي مدرارا لجسم منه بكربلاء مضرّج والرأس منه على القناة يدارُ)فقد مارس الأئمة كل الطرق في تهذيب المجتمع والاننفس فجعلوا لكل الجوانب حظا العاطفي والنفسي والفكري حتى يكون الفرد متكاملا روحيا ونفسا حتى يحصلوا سلام الله عليهم على حصيلة معينة من مجتمع متكامل من كل الجوانب لاستقبال الطلعة البهية للأمام المنتظر سلام الله عليه الذي يحي تلك الثور ويحي معالمها وبالقول والفعل ...........
مقتبس من بحث للسيد الأستاذ المحقق الصرخي مستدلًا خلاله على مشروعية الحزن والبكاء وعقد المجالس وبمصادر سنية وشيعية في بحثه " الثورة الحسينية
مقتبس من بيان "محطات في المسير إلى كربلاء" للمرجع المحقق
http://gulfup.co/i/00669/iwf27g80mdmu.png
التعليقات (0)