تَمَّلَّق ليِتَسلق
ـــــــــــــــــــــــ
كثيرة هي التعاريف للتملق , منها مايقال انه الود والمجاملة الى حد المبالغة فيها بمعنى إظهار الثناء الكاذب كــ وسيلة للفت الإنتباه وإكتساب الرضا ,وممكن أن نسميه سلوك إنهزامي , يُغّلف الحقائق بألوان لماعة جاذبة للإنتباه ,ولكن في حقيقته هو غلاف رديء
باهت لاصدق فيه ,هكذا هم أغلب المتملقون والذي نهانا عنهم القران الكريم في قوله تعالى (
وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون * الله يستهزيئُ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون * أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وماكانوا مهتدين )).
التملق والمتملقين آفة فتكت بالحياة الإنسانية أستخدمها المتملقون لاغراض شخصية مصلحية ؛ ايها ان كانت ذا فائدة ومردود ووسيلة للتسلق ونيل المناصب او البقاء في المكانة التي هم فيها ؛ فقد تكون هذه الآفة حالة نفسية تصيب المتملق كونه عديم الثقة بنفسه وبما يفعله في واقعه تجده يسعى لاظهار الجميل لمن حوله , وكما يذكر علماء النفس وعلماء الاجتماع ان التملق له رائحة نفاذة تزكم الأنوف ... فهو كالشواء
العفن المحروق يخرج رائحة نتنة. .. ماترى أن أصحاب التملق والنفاق على مدار التأريخ هم أصحاب النكبات والسبب في ضياع الأمم هذا كون تملقهم لم يكن الا سبيل لتحقيق غايات بعيدة عن القيم والمرؤة والأخلاق مما سبب إخلال في العلاقات الانسانية والاجتماعية وحتى السياسية منها وهذا ما سبب الايذاء والتخلف والتحجر والجمود الفكري ومما سبب في الفساد وضياع الكرامة وإستمراء الذل والمهانة وغالبا ما ينقلب على صاحبه ومادحه وقت المحن والأزمات، كون ولاؤهم متذبذب وقلوبهم تتقلب مع مصالحهم وأهوائهم,..
هذا ما اشار اليه الصرخي الحسني في محاضرته التاسعة في بحثه (السيستاني من المهد الى اللحد) واصفاً تملق السيستاني بأوصاف متعددة ذاكرا ذلك بقوله (يا ترى هل يوجد أي ضرورة أدّت إلى اتخاذ السيستاني مواقفه المشينة المخزية المضرة المهلكة الذليلة في التملق والتزلف والعمالة لنظام صدام ثم الانقلاب عليه والغدر به والالتحاق بركاب المحتلين وشرعنة دخولهم البلاد وإهلاكهم الحرث والنسل والعمل بكل طاقة لخدمة مشاريع المحتلين وتسليط الفاسدين وتخدير الشعوب وارغامهم على القبول بالذل والهوان والخضوع والخنوع؟!! فلماذا فعل ذلك السيستاني؟!! وكان يكفيه أن يسكت وسيكون المحتلون بكل أصنافهم شاكرين له سكوته، بل سيغدقون عليه كل ما يستطيعون ثمنًا لسكوته!!! فلماذا لم يكتفِ بالسكوت، فيحافظ على رجولته وكرامته وإسلامه ودينه وأخلاقه؟!! فهل الدافع ذاتي راجع إلى السيستاني نفسِه وأصلِه وطينتِه وتكوينِه الجسدي الأخلاقي؟!! وهل هو مطابق لما عند ابن تيمية؟!! أو أنه لأمر خارجي؟!! أو خليط بين الأمرين الذاتي الفطري التكويني والعوامل الخارجية المؤثرة؟...).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
هيام الكناني
التعليقات (0)