تدليس التيمية بإحتلال بغداد وفك الشيفرة
الوقوف امام مشهد سقوط بغداد واحداثها الدامية ، يحتاج الى تدبر وتفكر ودراسة تداعياتها وظروفها المكانية والزمانية بمهاره فائقة، هذا السقوط له اهداف متشعبه ومتعددة، رغم انه ليس بالجديد في تاريخ صراعنا مع استخبارات المغول والتتار والسلاجقة سواء في الساحات الداخلية والخارجية وتجاربنا مع هذا النوع من الجبن والغدر مريرة وأليمة، ولكل قصة خيانة وخراب بلدان أساليب وأدوات واهداف تختلف عن الأخرى ، الا انه في مجمله كان وما زال هدف استراتيجي للعدو ،تستخدم فيه السلاطين والمماليك الإرهاب والعنف والتخويف والقتل المنظم بصفه خاصه لتحقيق أغراض سياسية وامنيه ، علما بان مشاهد الترويع تكاد تكون بشكل يومي في قرى وشوارع ومخيمات الوطن ، ومبرراتها لدى القتلة والمجرمين جاهزة وراسخة في عقولهم ، لانهم يتلقونها في نشأتهم التربوية والتلمودية المزورة ويتم تدريبهم وتأهيلهم لذلك ، ويمارسون علينا اسقاط ارهابهم المنظم بتفاصيله ، ويتساوق معهم العالم الظالم ويجاريهم في اغتيال كل شيء يتعلق بالبلاد ، محاولات بائسة يكررها مؤرخي التيمية المدلسة وفقا لمنهجهم التجديدي بالتدليس من مدلس الى آخر ، وهذه المرة مع ما جاء في تاريخ الدول لابن العبري
والذي يؤكد ان المستعصم ووزراءه ومستشاريه من المماليك كانو يعلمون باطماع هولاكو لغزو بغداد منذ محاصرته لقلاع الملاحدة وطلبه لنجدة المستعصم والذي بدوره تخلف عن نجدته بقولهم ان هذه خديعة من هولاكو لاخلاء بغداد من الرجال فتقاعسوا وتخاذلوا عن تلك النجدة بسبب هذا الخيال على حد وصف العبري في تاريخه ؛ وحتى مع نصيحة ابن العلقمي المتهم بالخيانة من قبل المدلسة التيمية حين نصحهم ان يبعثوا بهدايا جميلة وكثيرة لدفع مخاطر هذا الملك الجبار وعدم الاستماع لنصيحته وتقديم رأي الدويدار الصغير وغيره من المماليك بدعوى ان ابن العلقمي انما يفعل ذلك مصانعة لهولاكو وليسلمهم الى هولاكو فهذا بحد ذاته يكشف عن علمهم المسبق بالاحوال والاحداث والتحركات . وبهذا الصدد يذكر الصرخي في محاضرته ( 42) من بحثه وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري قائلاً (.. وعندما أخذوا في تجهيز ما يسيّرونه مِن الجواهر والمرصعات والثياب والذهب والفضة والمماليك والجواري والخيل والبغال والجمال قال الدويدار الصغير وأصحابه: إنَّ الوزير إنَّما يدبّر شأن نفسه مع التتار، وهو يروم تسليمنا إليهم، فلا نمكنه مِن ذلك ..) يجيب الصرخي نظرا للرواية قائلاً إذن إذا كنتم تعلمون بهذا الحال وبقرار الوزير، فأين أنتم من التجهيز لملاقات هولاكو؟!! )) وهنا نقول هناك مناصره واسناد للعدو لم يسبق لها مثيل من قبل مؤسسات التيمية التدليسية التي تدعي الحرية والإنسانية......ان قضية احتلال بغداد بابعادها ومكانها وحرفيتها تدلل على ان استخبارات العدو اتقنت الإجراءات القبلية والبعدية والواضح بأن المنفذ المباشر يتمتع بقدرات وسمات ومحاط بإجراءات وتعليمات متقنه من العدو....فان كانت قوات خاصه فنلك مصيبه وطعنه في القلب امنيه مهارية......؟وان كانت بأيدي عملاء العدو من أبناء جلدتنا فهي مصيبه اعظم وتشير الى تطوير قدرات العملاء والقضية تحتاج الى عقول ابتكاريه ابداعيه امنيه للتعامل معها ..وهنا يمكننا القول فيما يتعلق باحضار الخليفة المستعصم امام هولاكو عند غزوه لبغداد
يقول ابن العبري : ولمّا رأى الخليفة أنْ لا بدَّ مِن الخروج أراد أو لم يُرِد، استأذن (الخليفةُ) هولاكو بأنْ يَحضرَ بين يديه فأذن (هولاكو) له، وخرج (الخليفة) رابع صفر ومعه أولاده وأهله.
يضيف الصرخي الحسني [التفاتةعلى هذا القول قائلاً : ليس ابن العلقمي هو الذي تآمر على الخليفة واقترح عليه الخروج إِلى هولاكو، بل الخليفةُ بنفسُهُ طلب أنْ يَحضرَ بين يدي هولاكو!! تعلّمَ إبليس وشياطينه مِن ابن تيميّة الكذب والتدليس!! {شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} الأنعام1
وعليه لابد أن نقول اذا لم تعرف نفسك ولم تعرف العدو ، فانك احمق وسوف تواجه الهزيمة في كل معركه " هذه الاقوال للاعتبار يا ساده ...؟ وتدفعنا الى النظر بعين العقل والحكمة ، وان نضع دراسة واقعنا المشؤوم على طاولة الاهتمام الفوري ونغادر واقع الالام ونعيد صياغة اليات مواجهة تخدم رؤيتنا للمستقبل بمهارات عقلية متزنة ، وان ندرك مهارات الاعداء في كيفية تسويق نفسها كضحيه والاختباء خلف افة الإرهاب، رغم ممارساتها له بأبشع صوره ضد الانسانية ..كشيطان يدعو للخير!
هيام الكناني
التعليقات (0)