تجديد بيعة الغدير في منظور المرجع الصرخي
.................................................. ...
عيد الغدير ,هل هو فرحة وعيد حقاً لأن هناك شخصية آستحقت فيه التشريف والمكانة السامية كونه أنسان تغلب على نفسه وهواه وأسعفه عقله فأدرك وجود الخالق وإنخرط وسط المجتمع الانساني فعاش مأساة الناس وتجرد عن كل أشكال العبودية والمال والشهوة والسلطة ,رجل لايملك الخبز وحكومته تمتد عبر قارات وهو ياكل قرص الشعير مع قليل من الملح, يتفقد أحوال الناس يطرق الابواب يعد الطعام بنفسه دون كلل او ملل دون أن يعرف الناس من هو ,فلا حماية تدور حوله ولا موكب مهيب يلمع شكله بنى الامام كتلة بشرية امتلكت " القدرة على حرية التفكير والتامل والتدبر والفحص لمختلف القضايا الفلسفية والكلامية والسياسية بعيدا عن الاطر الجامدة او القيود الفكرية المفروضة سياسيا او مذهبياً
ذاك هو شخص علي عليه السلام ,ونهج علي فمن انتهج نهجه يستحق ان نقول له أفرح ببيعة الغدير ,واما ما يعمل عكس نهج علي نستحق ان نقول له أنه غدر ببيعة علي
الغاية الحقيقية من تلك البيعة بناء الأنسان والوحدة والتلاحم الاخوي الذي سيكون المحور الأساسي في قيادة التجربة الأسلامية الحديثة, وأنشاء الدولة الفاضلة , والوصول بها الى أعلى درجات الرقي والتقدم
ولكن مانراه اليوم عكس مايتكلم به الكثير حيث الفقر المدقع والقتل والتهجير لان اغلب الحكومات قد أبتعدت عن النهج الاسلامي المحمدي الاصيل ولــم تحكــم بمبادئـه بل بأسمه فقط حتى اصبحت تجارب مشوهة سرعان ماتلفظ انفاسها اما بيد مستعمر غاصب او شعب ثائر ,تحكم باسم علي ,وتطبق نهج الحجاج ! والصور والوقائع تحكي كل ماسردناه فالعراق ليس ببعيد عن الانظار الآف المهجرين تحرقهم حرارة الشمس وزمهرير البرد ووعاظ السلاطين يتباكون بكاء التماسيح كذباً وزوراً والشعب يعيش الماساة ,
ولكن كما يقال ان خُليت قُلبت العيد تغير عن السابق في عراقنا وانتقل من الصخب والاحتفال الى مساعدة النازحين ومؤاساتهم في محنتهم اذ ان احداث التأريخ تتغير بإختلاف الزمان والمكان والشخوص .فبالامس كان علي يساعد الفقراء واليوم المرجع الصرخي وأنصاره يقدمون المساعدات رقم قلتها ,فالقيمة المعنوية اكثر حاجة من المادية كونهم لايمتلكون الا مايخرج من اموالهم الشخصية فانهم ليسوا بمسؤولين او وجهاء أوزعماء سلطة وكما ذكر في ماثور القول لاتستحي من اعطاء القليل فان الحرمان اقل منه ,المرجع الصرخي لم يكن بعيداً عن الناس والشعوب الاسلامية فله في كل واقعة رد حاسم ببيان يعطي فيه النصح والارشاد ويؤازرهم بالموقف في احدى محاضراته العقائدية يقول فيها (...الإمام علي سلام الله عليه يتصدى لاستحقاق الدين وليس للتصدي والسلطة والحكم, وإنما يتصدى لمثل الدين لتثبيت الدين, لتثبيت الأحكام, لتطبيق الأحكام, ليس للسلطة والسرقة والإجرام والقتل والتهجير, والتمثيل بالجثث......)
,,هكذا تتجسد الوحدة الانسانية بصورها وتجلياتها فعيد الغدير وبيعة الغدير انك تنتنهج منهج صاحب الغدير بالواقع العملي لا اللفظي فقط.
التعليقات (0)