تبرير المواقف وتدليس وانهزامية الحكام وأئمتهم المتخاذلين
ــــــــــــــ
السنوات الخداعات ...انقلاب المفاهيم.. واغتيال الأمة..والحث على الكراهية ؛ هكذا هو الواقع اليوم ؛ وكما كان الماضي بالأمس البعيد ؛ وقائع غيرت مجرى التأريخ بعد ان تم تدليس صحيحها من قبل الفكر التبريري، بالنسبة للحكام المستبدين من ائمة الضلال واتباعهم او الطبقات الحاكمة التي تمارس وظائفها من خلال تبرير الوقائع والاحداث بما يلازم مصالحها من حيث تشويه الواقع اذ تعمل السياسات على إنتاج صورة معكوسة عن الواقع الذي تعيشه البلاد فتعمل الطبقة المسيطرة على إعطاء مبررات لأفكارها، وإضفاء المشروعية على مخططاتها ومشاريعها، من خلال صناعة عدو خارجي، تلقى عليه جميع تبعات الفشل في السياسة وقيادة الامة ؛ ومن ينظر للواقع والماضي يجد الصورة مشابهة لحالنا اليوم ؛وكما ينقل الصرخي الحسني من بين الرواة ومن بين الاحاديث حادثة احتلال بغداد ودمياط بيد المغول وكيف كانت خيانة قادتها وتبريرهم المخزي على غيرهم للخروج من دائرة الاتهام التأريخي حيث يذكر الصرخي في محاضرته 33 من بحث وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري التيمية المدلِّسة يبرِّرون هزيمة أئمّتهم المتخاذلين!!!
عن رواية الكامل10/(307): [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَة(6144هـ)]: [ذِكْرُ مُلْكِ الْمُسْلِمِينَ دِمْيَاطَ مِنَ الْفِرِنْجِ]: قال(ابن الأثير):..عَادَ الْمَلِكُ الْمُعَظَّمُ صَاحِبُ دِمَشْقَ إِلَى الشَّامِ((التفت جيدًا أيّها الإنسان، أيّها العاقل، أيّها المنصف، أيّها العربي، أيّها العروبي، أيّها الغيور، ابن الأثير يقول:))، فَخَرَّبَ الْبَيْتَ الْمُقَدَّسَ، ((يخرّبون المساجد والمقدّسات بأيديهم، هؤلاء سلاطين الدولة المقدّسة والدولة القدسية الداعشية، التي يسمّيها الدواعش وأئمّة المارقة والتيمية بالدولة القدسية أو المقدّسة، يخربون البيت المقدّس)).
وَإِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ لِأَنَّ النَّاسَ كَافَّةً خَافُوا الْفِرِنْجَ، وَأَشْرَفَ الْإِسْلَامُ وَجَمِيعُ أَهْلِهِ وَبِلَادِهِ عَلَى خُطَّةِ خَسْفٍ فِي شَرْقِ الْأَرْضِ وَغَرْبِهَا: أَقْبَلَ التَّتَرُ مِنَ الْمَشْرِقِ حَتَّى وَصَلُوا إِلَى نَوَاحِي الْعِرَاقِ وَأَذْرَبِيجَانَ وَأَرَّانَ وَغَيْرِهَا، عَلَى مَا نَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ; وَأَقْبَلَ الْفِرِنْجُ مِنَ الْمَغْرِبِ فَمَلَكُوا مِثْلَ دِمْيَاطَ فِي الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ، مَعَ عَدَمِ الْحُصُونِ الْمَانِعَةِ بِهَا مِنَ الْأَعْدَاءِ...وهنا ينبه الصرخي معلقاً القول
[[تنبيه ((لاحظوا: ابن الأثير يتحدّث عن الفتن في سنة (6144هـ) وعن الخسف وعن التتر من المشرق، حتى وصلوا إلى نواحي العراق، وسقوط بغداد في سنة (656هـ)؛ بمعنى أنّه أكثر من أربعين عامًا وابن الأثير يعلم وذكر أنّ التتر قد وصلوا إلى نواحي العراق، وبعد أربعين عامًا سنرى حسب كلام ابن تيمية والتيمية وأئمّة التيمية ماذا سيقولون عن الخليفة العباسي، بعد أكثر من أربعين عامًا سنرى هل الخليفة العباسي يعلم بما حصل على الإسلام وبلاد الإسلام؟! أو أنّ شيخ التيمية وأئمّة التيمية سيبرّرون بتبريرات تافهة سفيهة غبية بادّعاء أنّ الخليفة لا يعلم بالتتر ولا بجيوش التتر وخطورتهم ولا بما حصل من التتر على بلاد الإسلام والمسلمين، ولا يعلم بوصول التتر إلى بغداد حتى تفاجأ أنّهم أحاطوا ببغداد والقصر السلطوي الذي يسكنه الخليفة، سنرى من هذه الخزعبلات والأساطير الخرافية التيمية))
كلام غير تام جدًا؛ لأننا ذكرنا لكم في مورد سابق عن ابن الأثير وهو قد تحدّث عن الموانع الطبيعية والاصطناعية التي تتمتّع بها دمياط، لكنّها خيانة وهزيمة جيش العادل وأولادِه وقادتهم كان سبب الهزيمة، مع ملاحظة ما ذَكَرَه ابن الأثير، أنّ اهل دمياط كانوا قد قاوموا الفرنج وصمدوا كثيرًا وهم بدون أي ذخيرة ولا استعداد عسكري ولا وجود لعسكر عندهم ولا قيادة عسكرية، ومع هذا صمدوا لأشهر ولم يأتِ إليهم أيّ مدد ولا أي نصرة من العادل وأبنائه وسلطانه وحكومته ودَولَتِه!!
التعليقات (0)