للإعلام سطوته في كرة القدم ، فقد يصلح ما أفسد الدهر ، و قد ينعكس سلباً ، فيستفد طرفاً على حساب آخر ؛ لتحقيق مصالح خاصة .
و لا شك أن الإعلام الرياضي السعودي يلعب دوراً حيوياً في تقدم الدولة رياضياً من عدمها ، فيقاس مدى تقدمنا رياضياً بما الإعلام يقدمه من موادٍ رياضيٍة راقية و متحضرة في مختلف وسائله المتعددة .
الحكاية الكاملة في الإعلام الرياضي السعودي - من وجهة نظري - ، يتكون من نصفين :
الأول منه – دورٌ هامشي للأسف ، حيث يرتكز على طرح مواضيع هامشية لا تسمن و لا تغني من جوع ، بهدف الإثارة و جذب المتلقي بغض النظر عما إذا كانت النتيجة إيجابية أو سلبية نحو إيجاد حلول و انتقادات بناءه تسهم في تطور الرياضة لدينا ، و الأمثلة تتعدد في هذا الشأن و منها كما نشاهد إعلامياً ، حيث لا يمر موسماً إلا و تجد الإعلام فيه من خلال وسائله المتعددة يخوض معارك ضارية ، فقد تشاهد برنامجاً يزرع التعصب بدلاً من نبذه عن طريق استضافة أطراف متعصبة تسعى للدفاع عن ناديها أو لاعبها المفضل و التقليل من حجم فرقٍ تستحق الثناء بطرقٍ غير منطقية ، و قد تجد إعلاماً آخر يُصعِّد قضيةً مضت و انقضت ، كإصبع إيمانا الشهيرة ، أو أن تجد أناساً في الصحف المقروءة تمجد نادياً أو لاعباً بسبب ميولهم ، و آخرون لم يظهر حسهم الإعلامي إلا في المقارنات الغير مفيدة لنا ، فتجد من يجزم أن موهبة ماجد تفوق أرقام سامي ، ناهيك عن رداً آخر يحدث في الضفة الآخرى تنفي ذلك و تؤكد أن أرقام سامي هي الأهم من ماجد و موهبته !!
ما ذكرت آنفاً ليست نظرة سوادوية بقدر ما هي الحقيقة في النصف الأول من إعلامنا الظاهر للعيان ، و هذا الأمر لا يعني افتقاد عموم الوسط الإعلامي نزاهته ، بل أن هناك في النصف الآخر ، إعلاماً يقدم أدوراً أساسية و هامة ، من حيث تقديم مادةً صادقة مخلصة ، تتحرك فيها المياه الراكدة و المقصود بها ( الركود في تشريع القرارات الهامة المتعلقة بكرة القدم و تنفيذها ) ، و هو النصف الثاني المفيد من إعلامنا الرياضي ، حيث يقدم دوراً أساسياً بكافة وسائله ، من خلال استخدامه النقد البناء في البرامج عند استضافة المحللين و النقاد و المعنيين في الأمر أو عن طريق الصحف المقروءة بحيث يتصدى لها إعلاميين أصحاب نوايا صادقة ممن لا ينحازون لفريق أو لاعب ، حتى و إن كانوا عشاق لهذا الفريق أو اللاعب .
و خلاصة القول : أن الإعلام هو لب الرياضة و متى ما استخدمناه بعقل و دراية ، سيصبح الطريق المؤدي – ان شاء الله – إلى تحقيق المجد العتيد بالطرح المثمر المفيد .
و الرسالة الأهم أن يعي البعض ممن يقدم دوراً هامشياً تاركاً خلفه الأمور الأساسية أن يعيد حساباته و يفكر بأنه لو تطرق للأساسيات لساهم في استعادة بريق الكرة السعودية و هو ما لم يحدث إن لم ينزع ثوب التعصب أولاً ثم يكتسي الوطنية ، فتسمو الأنفس و يتحقق المراد ، من خلال البحث عن أوجه القصور سعياً في علاج خللها ، و طرح الحلول اللازمة ، أملاً في تنفيذها .
بقلمي ...
التعليقات (0)