بن كثير والكيل بمكيالين لضرب المذهب الشيعي
بقلم : ضياء الحداد
وصلت الخلافة العباسية قبيل الغزو المغولي الى غاية ضعفها بسبب استغراق الخليفة وبطانته وسلاطينه في اللهو و الترف وجمع المال ! ، وكان خطر غزو المغول واضحاً ماثلاً أمامهم ، لكن الخليفة المستعصم بالله ، بقي مستعصماً في اللهو والخمر والنساء ، حتى بعد أن وصل الزحف المغولي الى قصره.
وقد شهد بذلك المؤرخ المعاصر للحدث ابن الطقطقي في الآداب السلطانية/27: (وكان المستعصم آخر الخلفاء شديد الكلف باللهو واللعب وسماع الأغاني ، لا يكاد مجلسه يخلو من ذلك ساعة واحدة ، وكان ندماؤه وحاشيته جميعهم منهمكين معه على التنعم واللذات ، لا يراعون له صلاحاً ! وفي بعض الأمثال: الحائن لا يسمع صياحاً !(الحائن: الذي حان هلاكه بحمقه) وكتبت له الرقاع من العوام وفيها أنواع التحذير وألقيت فيها الأشعار في أبواب دار الخلافة ، وملكه قد أصبح واهي المباني ! ومما اشتهر عنه أنه كتب إلى بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل يطلب منه جماعة من ذوي الطرب ، وفي تلك الحال وصل رسول السلطان هولاكو إليه يطلب منه منجنيقات وآلات الحصار ! فقال بدر الدين: أنظروا إلى المطلوبَيْن وابكوا على الإسلام وأهله !
رغم فساد الخليفة ومجونه إلا أن بن كثير ذلك القلم التيمي المسموم الذي صب نار غضبه الطائفي على الوزير بن العلقمي لأنه شيعي الأصل !!
وجعل سقوط بغداد وكل الويلات التي حصلت بعد ذلك ، تنصب عليه ، متناسيا دور الخليفة العباسي الفاسد وزمرة الفساد التي كانت تحيطه ، ونسي أن المغول جاءوا للغزو لا للهو كما يفعل المستعصم .
وينقل المحقق الكبير السيد الصرخي الحسني في بحث ( وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) بعض مما ذكره بن كثير في كتاب بداية ونهاية لتشويه صورة بن العلقمي وتلميع صورة الخليفة وأعوانه ، يقول سماحته في المحاضرة (38) :
البداية والنهاية13: ابن كثير: ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وستَّمائة (656هـ): يُكمل ابن كثير كلامه: 1..2.. 6ـ وَأَرَادَ الْوَزِيرُ ابْنُ الْعَلْقَمِيِّ قَبَّحَهُ اللَّهُ وَلَعَنَهُ أَنْ يُعَطِّلَ الْمَسَاجِدَ وَالْمَدَارِسَ وَالرُّبَطَ بِبَغْدَادَ وَيَسْتَمِرَّ بِالْمَشَاهِدِ وَمَحَالِّ الرَّفْضِ..
ـ كان شيعيًّا جلدًا رافضيًّا خبيثًا، فمات جَهْدًا وَغَمًّا وَحُزْنًا وَنَدَمًا، إِلَى حَيْثُ أَلْقَتْ رَحْلَهَا أُمُّ قَشْعَمٍ، فَوَلِيَ بَعْدَهُ الْوِزَارَةَ وَلَدُهُ عِزُّ الدين بن الْفَضْلِ مُحَمَّدٌ، فَأَلْحَقَهُ اللَّهُ بِأَبِيهِ فِي بَقِيَّةِ هَذَا الْعَامِ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ.
ـ وَقُتِلَ أُسْتَاذُ دَارِ الْخِلَافَةِ الشَّيْخُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ وقتل أولاده الثلاثة،
[تعليق لسماحة السيد الصرخي الحسني :
أـ إذا كانت القضيّة غير علميّة وغير مهنيّة وغير واقعيّة، وكانت مجرَّد حشو كلام وكذب وإفك وافتراء، فبالأولى يقال عن ابن الجوزي كلّ ما قاله عن ابن العلقمي وأضعاف ما قاله،
ب- فعلى لسان ابن كثير نفسِه يقال عن ابن الجوزي: كان مجسِّمًا جَلْدًا تكفيريًّا خبيثًا، فلم يمهلْه الله تعالى وقد اقتصّ تعالى منه عاجلًا هو وأولاده الثلاثة، بعد أن أذلّه أسوأ ذلة بعد أن كان أستاذَ دارِ الخلافة وله مِن النفوذ والسطوة، بحيث عادى الوزير، وكان ينافق عليه عند الخليفة وأبناء الخليفة وقادة جيشه، وكان رأيه ونفاقه يقدَّم على رأي الوزير وغير الوزير، وكان مفتي الخلافة الأوّل الأكبر الذي استطاع بنفاقه وفتاواه التكفيريّة أن يؤجِّج الطائفيّة، فأباح لجيش الخلافة سلْبَ ونهْبَ محلة الكرخ، وأباحَ لهم دماءَ وأعراضَ وأموالَ الشيعة هناك، وحلّل للجند الاعتداء على الأعراض وارتكاب المحرَّمات، فلم يمهلْه الله ولا أهملَه، بَلْ أَخَذَهُ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ، وَأَرَادَ أستاذ دار الخلافة ابْنُ الْجوزي قَبَّحَهُ اللَّهُ وَلَعَنَهُ أَنْ يُعَطِّلَ الْمَسَاجِدَ وَالْمَدَارِسَ وَالرُّبَطَ والحسينيات والتكايا الصوفيّة بِبَغْدَادَ، وَأَنْ يَبْنِيَ لِلمارقة مَدْرَسَةً هَائِلَةً يَنْشُرُونَ عِلْمَهُمُ التكفيري وَعَلَمَهُمُ الداعشي بِهَا وَعَلَيْهَا، فَلَمْ يُقَدِّرْهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى ذَلِكَ، بَلْ أَزَالَ نِعْمَتَهُ عَنْهُ وَقَصَفَ عُمْرَهُ بَعْدَ ساعات يَسِيرَةٍ مِنْ هَذِهِ الْحَادِثَةِ، وَأَتْبَعَهُ بِأولاده فَاجْتَمَعَوا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالدَّرْكِ الْأَسْفَلِ من النَّار!!!
جـ- هل يُعقل وهل يُقبل مثل هذا الخطاب، وهل يمكن أن يؤخذ علم وواقع وحقّ وحقيقة مِن مثل هذا الخطاب والمنهج الإقصائي الداعشي التيمي المكفِّر؟!! ونؤكِّد أننا نرضى منهم لو اكتفوا بالنفاق والكذب والإفك والخيانة والغدر والتكفير بكلّ أصنافها النظريّة والعمليّة، لكن مِن دونَ سفك الدماء وهتك الأعراض وسلب ونهب الأموال!!!] 10..)).....
المحاضرةُ الثامنة والثلاثون "وَقَفات مع.... تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطوري
للاستماع الى البث الصوتي على الرابط
http://mixlr.com/alhasany
لمشاهدة البث الفيديوي على اليوتيوب
https://youtu.be/eHeQL2Cp3Cg
التعليقات (0)