v
الرابع عشر من آب هو يوم مأساوي بكل المقاييس، ففي هذا اليوم انهارت "أسطورة" الجيش المصري الوطني الذي يحث الخطى للحاق برفيقه في سفك دم مواطنيه، جيش العصابة اﻷسدية.
لم يكن مبرراً على اﻹطلاق مهاجمة الجموع المحتشدة في "رابعة العدوية" بهذا الشكل الدموي والذي عفت عنه جيوش الاحتلال اﻷجنبية بما فيها الجيش اﻹسرائيلي الذي لم يطلق النار على العرب ولا مرة بهذه "اﻷريحية". هاهي أكاليل "العار" تزين جبين الجيش المصري، مثله مثل باقي جيوش العرب التي لاترعى حرمة لدم، سوى دماء اﻷعداء المحرمة على كل جيوشنا "الوطنية"..
صحيح أن السيد "مرسي" لم يترك خطأ ٳلا وارتكبه لكن أياً من أخطاء السيد "مرسي" وجماعة اﻹخوان لا يرقى ٳلى مستوى المذبحة التي اقترفها الفريق "السيسي" بحق المعترضين على الانقلاب الذي أتى به ٳلى السلطة.
مصر ما بعد "مبارك" كانت بحاجة ٳلى من يضمد جراحها ويطيب خواطر المصريين ويصالحهم مع بعضهم، لكن السيد "مرسي" تصرف كقائد حركة تصحيحية أو "كالخميني" العائد ظافراً ٳلى "طهران". أخطاء اﻹخوان كبيرة ويرقى بعضها ٳلى مرتبة "الخطايا" من "فبركة" دستور على مقاس اﻹخوان ٳلى "أخونة" الدولة والمتاجرة بالقضية السورية والعشوائية والارتجال في ٳدارة دولة كبيرة ومجتمع معقد، لكن ما اقترفته العصابة الحاكمة في القاهرة جعل ممارسات اﻹخوان تبدو تافهة وصبيانية. نعم، عصابة حاكمة، ﻷن العصابات وحدها تستبيح حرمة الدم وحق الآخرين في الحياة.
القتل المنظم بحق أنصار اﻹخوان ليس "ماركة مسجلة" للفريق "السيسي" فهناك مجرم احترف هذه الممارسات قبله، اسمه "حافظ اﻷسد" وذهب ٳلى أبعد من "السيسي" فدمر مدناً وسواها باﻷرض لمجرد أن اﻹخوان تواجدوا فيها...وها نحن نرى النتائج اليوم. يعز علينا أن تتردى مصر المحروسة ٳلى القاع الذي بلغته سوريا اﻷسد.
لا ندافع عن اﻹخوان المسلمين فهذا الحزب الذي ولد في ثلاثينات القرن الماضي ولم يتطور، مثل نظيره البعثي، قد تجاوزه الزمن وأصبح خارج التاريخ. لكن مواجهته لاتتم بسفك دماء المنتمين ٳليه بل عبر آليات الحرية ودولة المؤسسات والديمقراطية ذاتها التي يرفضها هذا الحزب. من هنا كان مفهوماً أن يثور المصريون اﻷحرار على مصادرة ثورتهم وحريتهم من قبل اﻹخوان.
الجيش المصري قرر ركوب الموجة والاستفادة من غضبة المصريين على "اﻹخوان" للانقلاب على السيد "مرسي" الذي ركب رأسه ورفض الاعتراف بأخطائه وٳفساح المجال لغيره من أجل ٳصلاح اﻷمور.
الجيش المصري وعلى رأسه "الفريق السيسي" يسفر عن وجه كريه كنا نتمنى أن لانراه، وجه الطاغية السفاح، الآتي بحجة اﻷمن والاستقرار و"الدفاع عن الديمقراطية" على "سنة" جنرالات الجزائر في التسعينات.
لا زال في اﻹمكان وضع حد لدوامة العنف في "ام الدنيا". على "الفريق السيسي" أن يتحلى بذات الشجاعة التي سبق له وطلبها من السيد "مرسي". عليه أن يتحمل مسؤولية سفك دماء المصريين ويعترف بخطئه وبعجزه عن الارتقاء ٳلى تحديات المرحلة.
على "الفريق السيسي" أن يتحلى بالشجاعة ويتحمل مسؤولية سفك دماء المحتجين ويرحل، عليه أن يتوقف عن المكابرة ويترك موقع المسؤولية لمن هو أكثر منه حصافة و ربما...ٳنسانية.
أحمد الشامي فرنساahmadshami29@yahoo.com http://elaphblogs.com/shamblog.html
http://www.beirutobserver.com/2013/08/82749/
1
التعليقات (0)