مواضيع اليوم

ان سعادة النصر تبرق في عينيه كالنساء..فيلم " السائح "

ضحى عبدالرؤوف المل

2015-10-03 23:45:52

0

ان سعادة النصر تبرق في عينيه كالنساء..فيلم " السائح " ( The Tourist) ضحى عبدالرؤوف المل الحب هو الحب في كل زمان ومكان انما ما يميزه هو الثقة الكبيرة التي يمنحها القلب لمن نحبه، لكن بعقلانية نشد ازرها بالعاطفة الحقيقية النابعة من حقيقة الفعل الذي نقوم به من خلال الدور الحياتي المنوط بنا، دون نسيان الهدف الذي يقود الانسان نحو واجبه المهنى المرتبط بالامن الوطني او بالمهمة التحقيقية في الجرائم او السرقات او حتى عمليات الصراع الانساني المدفوع بمحبة المال او محبة الاشخاص الذين يجعلوننا نسعى اليهم، وهذا ما بدا من خلال دور " انجلينا جولي" في فيلم " السائح" معتمدا (المخرج) بذلك على قوة الحدث وتفاعل الابطال وفاعلية المشهد وجماليته في آن. دراما رومانسية تثير باحداثها الهادئة التي تنعكس على ادوار الممثلين ان الممثلة " انجلينا جولي" البارعة في خلق ديناميكية تمثيلية خاصة بها وبحيوية عفوية استطاعت من خلالها اظهار ثقة المرأة في الاختيار وحنكتها في معرفة الحدس الداخلي الممغنط نحو شخص تحبه، وتبحث عنه مع محققين فدرالين يسعون الى القبض عليه معها دون ان يدرك حبيبها انها مع الامن الفيدرالي الذي يراقبها كي يستطيع القبض على (اليكساندر) او الممثل " ( جوني ديب) " الذي انتحل اسم ( فرانك ) ليبحث عنها بعد ان لجأ الى عمليات تجميل لتغيير الشكل . ليعيش كشخص آخر هو معلم رياضيات يزور ايطاليا كسائح يزور مدينة البندقية يتعرف عليها في القطار، فتختاره دون علم منها انه هو وهذا ما طلبه منها "اليكساندر" .تقوم الممثلة انجلينا جولي بدور (اليسا) التي تمنح حبيبها ثقتها مرة اخرى بعد مراقبتها الشديدة من الانتربول الدولي وتقرر اللقاء باليكساندر فتحرق رسالته وتحولها الى رماد في صحن من زجاج حملته الشرطه فيما بعد لتعيد الرسالة وتدرك انها ستلتقيه بعد طلبه منها ان تلتقي بشخص يشبهه لكنها تبتعد عن الفكرة وتصاحب فرانك معلم الرياضيات وتأخذه معها الى الفندق دون معرفة منها انه هو اليكسندر فعلا. استطاع " جون سييل" تصوير الاماكن السياحية في الفيلم بعدسة حافظت على طبيعية المشهد خصوصا في شوارع فرنسا التاريخية وفي فينيسيا وعبر المراكب الصغيرة التي تنقلت بها " انجلينا جولي" من مكان لآخر تبعا للحدث المشحون برقة صوتها النغمي المتآلف مع الموسيقى التي لعبت دورها التكاملي والايحائي لمشهد سمعي تتماثل فيه الاحاسيس مع الرؤية من خلال الموسيقي " جيمس نيوتن هاوارد" الذي استطاع خلق الادوار الموسيقية الحسية من خلال الموسيقى التصويرية المتناغمة مع الحركة والاصوات والاماكن في الفيلم بتناسق بين البطيء والسريع ان في القطار او البحر او حتى من خلال تنقلاتها في الاحتفالات، لتنمو علاقة حب اخرى بينها وبين حبيبها القديم دون معرفة منها انه هو الشخص نفسه الذي يبحث عنه الانتربول ، وبقوة حافظت على الحبكة الرومانسية في الفيلم الذي يهدف الى اظهار جمالية البلاد التي تم فيها التصوير من ناحية ومن ناحية اخرى قوة الانسان المؤمن بافعاله حين يتحدى الصعاب، ولكن من المؤكد ان الغاية لا تبرر الوسيلة والغنى المالي لا يحتاج لسرقات تنتهي التحقيقات فيها بموت العصابة كما حدث في الفيلم ، موت العصابة وتحرر السارق مع المحققة من تبعيات الحدث الذي دفعه الى انتحال شخصية اخرى. نهاية كلاسيكية في فيلم بدأ باثارة بصرية مشدودة نحو ممثلة اتقنت ادوارها باحترافية فنية ان من خلال تعبيرات الصوت والجسد او من حيث الحركة المتناغمة ذات الليونة الانثوية الغارقة بالمعنى الانساني من حيث المحافظة على مشاعرها، التي ما زالت تجهل استمراريتها مع شخص غاب عنها لسنتين كاملتين، ولكن ايضا هي مهمة بوليسية فوجئ بها المشاهد عندما ظهرت انجلينا كمساعدة بوليسية تريد الكشف عن حبيب سرق مال رجل العصابة الذي يموت في النهاية ،ولتكشف عنه للسلطات ايضا كي تبقى مع ( فرانك) بعد ان احبته دون معرفة منها ان (اليكساندر) و( فرانك ) هما شخص واحد ، وهنا تكمن جوهرية الحب في الفيلم من حيث معناه الفكري اولا قبل التمثيلي الذي يجذب برومانسيته الدرامية المشاهد. اذ تمنح الكاميرا عدستها " لانجلينا جولي" و" جوني ديب" معظم اوقات الفيلم. ليتخطى المخرج " فلوريان دانرسماك" بذلك الاخطاء الثانوية في الفيلم من خلال العين المتابعة للبطلين فقط باثارة سينمائية استطاعت التقاط المشاهد من البداية الى النهاية، وكأن المؤلف وضع كل جهوده في المقدمة المخالفة للنهاية لدهشة اراد زرعها في الفيلم طيلة الفترة دون معرفة المشاهد من هو ( اليكساندر) الا من خلال المعلومات التي تتناقلها الشرطة للقبض عليه، ليفاجئ المشاهد ان( فرانك ) او " جوني ديب" منذ البداية كل ما اراده ان هو كسب حب ( اليسا ) او" انجلينا جولي" بعد ان تغير وجهه وهنا تظهر التحليلات النفسية او سيكولوجية المرأة في الحب . اذ هي قادرة على الحب حتى في اقوى الظروف النفسية التي تخاف مواجهتها لرجل واحد استطاع منحها الرومانسية في التعاطي النفسي الهادئ والجميل في معانيه السلوكية القادرة على الاحتفاظ بالمشاعر العاطفية التي تتوج المرأة والرجل. قصة بسيطة لحبكة متينة تم تأليفها من قبل لفيف من كتاب مع المخرج "فلوريان دانرسماك" الذي قاد دفة الاخراج بتوازن بين المضمون والحبكة من حيث معانيها المختلفة. ان من حيث كتابتها او اختيار الابطال الذين نجحوا في تقمص الادوار وبرؤيوية خبيرة في توازناتها التعبيرية التي تبدو من الملامح المتوافقة مع الصوت او حتى الاخراج واللعب على الاحاسيس البصرية من خلال المشهد واركانه التصويرية والموسيقية ، والوضوح والانسياب في الاختزال السينمائي المتوازن مع مدة الفيلم، وعدد المشاهد وحتى الديكور والملابس وفخامة الامكنة السياحية التي تم تصويرها في فيلم نجح فيه الكادر الفني في الحفاظ بنسبة عالية من الادراك الفني السينمائي الجميل في معانيه الجمالية. الفيلم من بطولة" انجلينا جولي، جوني ديب، بول بيتناني، تيموتي دالتون، ستيف بيركوف، روفوس سيويل، كريستيان دي سيكا من تأليف واخراج فلوريان دانرسمارك.


التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !