الوحدة والأخوة الإنسانية الركيزة الأساسية للتعايش السلمي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ينطلق الإسلام في غايته و اهتمامه الكبير بالوحدة كونه ديناً إنسانياً و حيوياُ يجسد قيم الألفة والتواصل والرحمة ، في ذات الوقت الذي يجسد معاني القوة والمنعة ويوظف هذه المعاني في تفعيل حركته الجهادية والتحريرية، لكل هذه الأسباب بدت المفاهيم الوحدوية في الفكر الإسلامي وهي تتصل اتصالا عضويا وتفاعليا مع المفاهيم الإيمانية والعبادية .
ولا أحد يستطيع أن ينكر أن الإسلام يعلمنا كيف نتعامل مع أهل الأرض بالحب والمودة, وقد حفل القرآن الكريم بالعشرات من الآيات القرآنية المجيدة التي تؤكد على أهمية الوحدة وفاعليتها ودورها الأساسي في تحقيق أماني الإسلام المقدسة وفي مقدمتها صنع أمة إسلامية قوية قادرة على أداء مهمتها الجهادية والرسالية وقادرة على القيام بدورها في الإبداع والبناء والتعبير عن إرادتها الحرة والمستقلة في تأصيل هويتها والدفاع عن أصالتها أمام الهجمات التآمرية والعدوانية الشرسة, والدين الإسلامي ينطوي على مقومات الوحدة عبر الثوابت والمفاهيم الأساسية والذي يؤكد على تلازم موضوع الوحدة مع هذه الثوابت والمفاهيم و ارتفاع الموضوع المذكور إلى مستوى الواجب والحتمية على ماله من أبعاد إيمانية وتاريخية تقرر في ضوئها طبيعة المسيرة وأداء الأدوار ومصلحة الأمة على الأصعدة المتعددة.
ففي ظل المتغيرات والتطورات التي شهدها العالم العربي خصوصا والعالم عموما والتي أدت لوصول القوى والحركات الإسلامية إلى سدة الحكم أو البرلمان ,بينما الشعوب تتناحر في بينها وتثار الفتن والتطرف هنا وهناك يأخذ الانتهازيون فرصهم في التوغل، ولعل التدهور و الارتباك الذي يصيب الواقع الإسلامي يشل من حركة الإنسان ويجعله يراوح فيما بينه، بل انه قد يرجع إلى الوراء لذلك عمد الدعاة إلى رص صفوف الوحدة والإخوة في الله كوننا بشر لنا اله واحد بغض النظر عن هويتنا وانتمائنا تجمعنا الإنسانية ,حيث يدعو ويحث على الوحدة والألفة وبث روح التسامح بين صفوف المسلمين ,يذكر سماحة السيد الصرخي الحسني في بيانه (وحدة المسلمين …. في …. نصرة الدين )..القضية متأصلة مادام العقل موجودا وما دام العقل قد خاطبه المولى بالإقبال والإدبار فاقبل وأدبر وخاطب المولى العقل بالقول بك أثيب وبك أعاقب.....ثم يذكر في جانب آخر ان كل إنسان يعمل في موقعه وبالأخص ممن يمسك منصبا سياسيا كان أو دينيا او أي شيء لزرع الوحدة بين بناء الجنس الواحد وان يكون العداء لمن يقف ضد الإنسانية ويقتلها ,ويذكر (ليعمل المجتهد باجتهاده لمليء الفراغ وحل المتزاحمات وتقديم الأهم على المهمات وليراعي ويلاحظ العالم المجتهد المصالح والمفاسد ويعمل بالاستحسان أو أي دليل
يعتقده … فالمهم والمهم والاهم الدماء والأعراض والأموال ……
وفي الختام أقول :: الذي نعتقده و نتيقنه ان كلامنا ومعتقدنا أعلاه يمثل الخط العام والسواد الأعظم من المسلمين الشيعة والسنة ……… وها نحن وبأمر الله والقران
والإسلام والإنسانية والأخلاق .. ونيابة عن كل الشيعة والسنة ممن يوافق على ما قلناه … نمد إليكم يد الاخاء والمحبة والسلام والوئام يد الرحمة والعطاء يد الصدق
والأخلاق الإسلامية الرسالية الإنسانية السمحاء …. فهل ترضون بهذه اليد او تقطعونها … والله والله والله حتى لو قطعتموها سنمد لكم الأخرى والأخرى والأخرى)رابط البيان
http://www.al-hasany.net/بيان-رقم-56-وحدة-المسلمين-في-نصرة…/
ما أحوجنا اليوم إلى هذا النهج الرباني في نبذ العنف المتطرف بجميع أشكاله ,واستبداله بالحوار الموضوعي بما يحمله من قيم الديمقراطية ,والتعددية , والتعبير بحرية الرأي, واحترام الرأي الآخر بعيداً عن التعصب, والعدوانية بمجرد الاختلاف مع الآخر ؛وإنما يكون بفسح المجال الى الحوار المفتوح ,والاستماع إلى الآخر بكل هدوء وموضوعية بدون طعن , أو تجريح اتجاه من يخالفنا الرأي في الدين أو الدنيا.وما أحوجنا الى الانطلاق في بناء المجتمع على أساس قاعدة العدل والمساواة والتآلف والتعايش السلمي وإتباع أفضل السبل في كسب الآخرين لخدمة الإنسانية جمعاء.
ــــــ
هيام الكناني
التعليقات (0)