الهرمينوطيقا والعلوم الإنسانية عند: هانس جورج غادامير
تمهيد :
إن الحديث عن إشكالية المنهج في العلوم الإنسانية يعود بنا إلى تاريخ الكر الأوروبي حيث عاش المجتمع هذه الإشكالية منذ العصور الوسطى عصر محاربة الكنيسة للعلم إلى أن تمكن العلم بمناهجه وتجاربه أن يثبت صدقه ،ويتغلب عن الأفكار اللاهوتية والميتافيزيقيا؛ وهذا من خلال تفكير العقل الإنساني بطريقة علمية مكنته من أن يخترع ويصنع ...من خلال ما يستخدم من مناهج تساعده في ذلك بمختلف طبيعتها سواء أكانت كيفية كالمنهج الهيرمينوطيقي أو المنهج العلمي التجريبي .
في البداية ظهرت مدرسة " أوكست كونت " الذي نادي بوحدانية المنهج، بمعنى دراسة الظواهر الإنسانية مثل دراسة الظواهر الطبيعية؛ ومن هنا ظهر الصراع بين العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية، أي بين المناهج الكيفية والمناهج الوضعية التجريبية؛ في علاقتهما بالبحث عن الحقيقة.
وعليه كان فريفيين من الباحثين، فريق يرى أسس المنهج تكون عقلية مثل "ديكارت"؛ وفريق نقيض يرى إن العلوم الإنسانية يمكن دراستها بالمناهج التي تدرس بها العلوم الطبيعية مثل "بيكون" .
إن المناهج المستخدمة في العلوم الطبيعية غير صالحة لكي تستخدم مع الظواهر الإنسانية نظرا لاختلاف الظواهر الطبيعية عن الظواهر الإنسانية، فالأولى تدرس العالم الخارجي، والثانية تدرس العالم الداخلي؛ فكان النقد الموجه إلى الوضعية وتبني الإتجهات العقلية في دراسة الظواهر الإنسانية .
حيث ظهرت العديد من المناهج في هذا المجال تنتقد المدرسة الوضعية مثل: المنهج الظاهراتي (هوسرل)، والمنهج الإبستمولوجي (باشلار)،والمنهج النقدي (فرانكفورت) والمنهج الهيرمينوطيقي (غادامير) .
- فما علاقة الهرمينوطيقا كمنهج بالعلوم الإنسانية في الفكر الغربي عموما وعند "غادامير" على وجه الخصوص؟ وهل تبقى الهرمينوطيقا تطرح نفسها كبديل عن المنهج التجريبي المتصف بالكمية بدل الكيفية أم لا ؟
1- ضبط المصطلحات والمفاهيم:
1 – جنيالوجيا :
أ – بوجه عام :
المنهج وسيلة محددة توصل إلى غاية معينة .( 1 )
ب – في اللغة العربية :
النهج: الطريق المستقيم, ونهج الأمر وأنهج, لغتان إذا وضح , والنهجة : الربو يعلو الإنسان والدابة؛ ونهج الرجل نهجا وأنهج إذا أنبهر حتى يقع عليه النفس من البهر, وقد نهج الثوب والجسم إذا بلى وأنهجه البلى إذا أخلقه.
قال عبيد: المنهج الثوب الذي أسرع فيه البلى, وقال" الجوهري" : أنهج الثوب إذا أخذ في البلى؛ قال عبد بن الحسحاس:
فمازال بردى طيبا من ثيابها إلى الحول حتى أنهج البرد باليا ( 2 )
والمنهج لغة ترجمة للكلمة (méthode) الفرنسية المشقة من اليونانية, وهي الكلمة التي استخدمت عند " أفلاطون "
و" أرسطو " بمعنى " البحث ". ( 3 ) , والمنهج بوزن المذهب, والمنهاج هو الطريق الواضح . ( 4 )
ج – في اللغة الأجنبية :
- في اللغة الفرنسية ( Méthode -Méthodologie ) :
المنهج هو الطريق إلى نتيجة ما, غير متوقعة مسبقا؛ كما هو عند " ديكارت " : مجموعة قواعد وعمليات توصل إلى هدف.
وعلم المناهج هو جزء من علم المنطق يتميز عن الإبستيمولوجيا التي تدرس موضوع المناهج والعمليات المستعملة غالبا في ميدان العلم, وكل علم له موضوعه ومنهجه الخاص؛ علم المناهج يختص بوصف طرق المناهج المستعملة دون فرض على العلماء طريقة بحث علمي . ( 5 (
- وفي الإنجليزية ( Method):
المنهج كلمة تعبر عن الطريقة أو الكيفية التي يتبعها الباحث في دراسة مشكلة موضوع البحث.( 6 ) كما تعني النظام والترتيب, وطريقة عمل لشيء.( 7 )
د – أما في الاصطلاح :
المنهج أو المنهاج: هو الطريق الواضح, والسلوك البين, والسبيل المستقيم.( 8 ) و المنهج أيضا هو: الخطة المتبعة للوصول إلى نتيجة معينة, أو هو الترتيب الذي يتقيد به سير العمل من أجل الوصول إلى نتيجة معينة.( 9 )؛ وقولنا النهجية : هي علم الطرائق أو الطرائقية التي يجري بموجبها البحث في الفلسفة أو الأدب أوفن علم, ( 10) وعلم المناهج : هو قسم من المنطق بمعناها العام ينظر في المناهج القائمة التي تستعملها مختلف العلوم للوصول إلى التي هي القوانين التي تصاغ في قضايا كلية .( 11 )
وقولنا المنهج العلمي (Méthode scientifique): يعني خطة منظمة لعدة عمليات ذهنية أو حسية بغية الوصول إلى كشف حقيقة أو البرهنة عليها. ( 12 )
ومن خلال التعريف العام, اللغوي والاصطلاحي؛ يمكن أن نحدد تعريف جامعا مانعا نقول فيه المنهج هو: الطريق الواضح المستعمل كوسيلة منتظمة للوصول غلى نتيجة ما غير متوقعة مسبقا في أي ميادين العلم, دون فرض على العلماء طريق بحث علمي.
وبما أن المنهج هنا له علاقة بالهيرمينوطيقا والعلوم الإنسانية, لابأس أن نشير إلى مفهوم الهيرمينوطيقا ومفهوم العلوم الإنسانية بشكل وجيز: فالهيرمينوطيقا( Herméneutique ) : بشكل عام تدل على إرادة علمية في تفسير أي نص من الصعب تفسيره, على سبيل المثال ما هو عند " بول ريكور" في قراءة فلسفة التحليل النفسي.( 13 )
أما العلوم الإنسانية (sciences humaines) : يطلق هذا الاصطلاح على العلوم المسماة بالعلوم المعنوية, وهي تبحث في أحوال الناس, وسلوكهم, أفرادا كانوا أو جماعات، كعلم الأخلاق، وعلم الاجتماع, وعلم التاريخ, وليس كل علم يمت إلى حياة الإنسان بسبب علما إنسانيا, لأن علم التشريح مثلا ليس قسما من العلوم الإنسانية , وإنما هو قسم من العلوم الحيوية والطبيعية.( 14 )
2 – كرنولوجيا ( تاريخيا ) :
إن الدارس لتاريخ المنهج التجريبي ليكتشف أن قدم هذا المنهج يساوي قدم هذا الإنسان على وجه هذه المعمورة, فهو لم منذ البداية يحاول التعرف عن الطبيعة عن طريق التجريب ولو أردنا مثالا على ذلك نأخذ استخدامه لحجر الصون لقدح الشرر وتوليد النار ووصول الإنسان لهذه النتيجة سبقته تجارب عديدة حتى وصل لمعرفة هذه الخاصية .
1 - اليونان والمنهج :
أستمر المنهج التجريبي يحاول الظهور منذ عهد الفيلسوف " سقراط " هذا الأخير الذي يقال :" أنه أستنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض " ( 15 ) وهذا دليل أخر على أن من سبقوا " سقراط " هم أيضا نعدهم منتمين إلى مجال العلم التجريبي ونقصد بذلك الفلاسفة الطبيعيين - التجريبيين اليونان - من خلال نظرياتهم الخاصة بأصل نشأة الكون أو بطبيعة المادة, وكذلك في الفترة المتأخرة مع الأيونيين والذريين ؛ وأبرز هؤلاء الفلاسفة كان هو " ديمقريطس " الذي قال :" بأن الطبيعة تتألف من ذرات وهو يعتقد هنا بأن المعرفة لابد أن تكون يقينية أو مجربة على نحو مطلق.( 16 )
في القرن 9 ق م أدرك " كارنيدس " : أن الاستنباط لا يمنكن لن يقدم مثل هذه المعرفة, لأنه يقتصر على استخلاص النتائج من مقدمات معطاة ولا يستطيع إثبات صحة المقدمات ؛ كما أدرك انه لا ضرورة للمعرفة المطلقة من أجل توجيه الإنسان في حياته اليومية و" كارنديس " بدفاعه عن هذا الرأي نجده قد أرسى دعائم الموقف التجريبي في بيئة عقلية؛ وكان اليقين الرياضي يعد الصورة الوحيدة المقبولة للمعرفة.( 17 )
وقد استمر التجريب عن طريق " الشك " في المعلومات العقلية المجردة في القرون الموالية, وظل الاتجاه العام للفكر هو الاتجاه العقلي.
أما التجربة فقد كانت قديما من اختصاص أصحاب الحرف والصناعات, بل حتى الأطباء حيث كان " سكتس إيرامبيريكوس " Sextus Erampiricus - - حوالي العام 150م رائد لمدرسة الأطباء التجريبيين التي ظهر منها أبو الطب " أبقراط "الذي لثر في مسيرة المنهج ولقد تأثر به " سقراط "كثيرا حتى لا ننسى تجربته الرائدة عندما قام بكسر بيض الدجاج في مراحل مختلفة لمعرفة مراحل تطور الجنين .
2 – المسلمين والمنهج :
في القرن 2 م عرفت الحضارة الإسلامية ازدهارا ثقافيا حيث أتسمت بروح علمية واستخدمت العلم كأداة لتطوير الحياة, وبرز علماء مسلمين كثيرون اعتمدوا التجريب أساسا في المعرفة وأبرزهم كان " جابر بن حيان " ( في الكيمياء) و " الحسن بن الهيثم " ( في حقل البصريات ), وللعلم أن فترة اضمحلال الحضارة الإسلامية رافقها ضعف في حركة التجريب وعودة جدية إلى المذاهب العقلية .( 18 ) أما عند الغرب في هذه المرحلة لم يكن ببعيد عما عرفته الحضارة الإسلامية, حيث سيطر" علم اللاهوت " عن " علم التجريب " ؛ وأبعد " رجال اللاهوت " المنهج التجريبي عن واقع الحياة, وأضفوا طابعا دنيا على المنهج المدرسي أو المسمى " بالمنهج السكولاستكي " . ( 19 )
3 - الغرب والمنهج :
بعد مرحلة العصور المظلمة أتت مرحلة الأنوار بظهور العلم الحديث في 1600 م, حيث أتخذ المذهب شكل نظرية فلسفية مكنته من منافسة المذهب العقلي؛ ومن أهم رواد هذه المرحلة القسيس الإنجليزي " روجر بيكون " – Roger Bacon - ( 1214 – 1219 م) كان من الذين نقلوا التجربة العلمية من بلاد المسلمين إلى الغرب حيث أطلع على كتب " ابن سينا " و " ابن الهيثم " وعاب على أهل ملته إهمالهم لفوائد التجريب التي تنمي المعرفة.( 20 ) ويأتي بعده الفيلسوف الإنجليزي " فرانسيس بيكون " Francis Bacon - - ( 1561 – 1626 م) الذي يعتبر أول من حاول إقامة منهج علمي جديد يرتكز إلى الفهم المادي للطبيعة وظواهرها , ويعتبر مؤسس المادية الجديدة والعلم التجريبي وواضع أسس الاستقراء العلمي أسسا جديدة تجعل المعرفة تتقدم وتنمو في مقابل الأسس القديمة التي وضعها " أرسطو " في كتابه " الأرغانون " وهذا من خلال كتابه الجديد " الأرغانون الجديد " ( 21 )
هذا بالإضافة إلى الفيلسوف الإنجليزي " جون لوك " – John Locke – ( 1235 – 1315 م) الذي رفض الأفكار الفطرية التي اعتمادها الفيلسوف الفرنسي " روني ديكارت " – René Descartes – ( 1596 – 1650 م) وجعل التجربة أصلا لكل ما في العقل من معاني ومبادئ .( 22)
والسؤال الذي يطرح نفسه على الباحث هنا هو: ما هو الفرق بين الحضارة اليونانية والغربية في بناء المنهج العلمي ؟ إن الحضارة اليونانية كان لها الفضل في بناء الجانب النظري , والحضارة الغربية ساهمت في بناء الجانب العملي من المنهج ولو أخذنا مثالا على ذلك الفكرة القائلة " بأن الأرض تدور حول الشمس " لم تكن مجهولة لدى اليونان, فقد قال" أرسطوفوس الساموسي " –Aristarchus Samos - بصواب الفكرة القائلة " بالنظام المتمركز حول الشمس " في حوالي 2000 ق م برغم اعتراض بعض الفلكيين اليونان المعاصرين له مثل " بطليموس " - والسبب هو تأخر الميكانيكا آنذاك – والقول بأن الأرض ساكنة ولو لم تكن كذلك لما سقط الحجر الذي يقع على الأرض في خط رأسي....وقد أجريت في القرن 17 م تجربة أثبتت خطأ حجة " بطليموس " على يد فرنسي كان معاصرا لـ " ديكارت "وخصما له, وهو "جاسندي " الذي أجرى تجربته على ظهر سفينة متحركة فأسقط حجرا من قمة الصاري ورأى انه وصل إلى أسفل الصاري تماما؛ ولو كانت ميكانيكا " بطليموس " صحيحة لوجب أن يتخلف الحجر عن حركة السفينة , وأن يصل إلى سطح السفينة عندما يقع في اتجاها مؤخرتها, وهكذا أيد " جاسندي " قانون الفلكي الإيطالي "غاليلو" – Galilei Galileo – ( 1564 – 1642 م) – لاستخدامه التقدير الكمي في دراسته للظواهر الطبيعية بالمنهج التجريبي – (23 ) الذي يقول : « إن الحجر الهابط يحمل في ذاته حركة السفينة ويحتفظ بها وهو يسقط » وهذا نتيجة القياس والملاحظة المجردة التي لم تتوفر لـ "بطليموس" خاصة واليونان بصفة عامة, فلو أجرى اليونان هذه التجربة لكان الفلك الحديث قد تقدم بـ 4000 سنة .
فالبشرية قد بلغت مرحلة متقدمة من العلم منذ القرن 15 م حيث دخل في الوسط العلمية وليد جديد هو العلم التجريبي, حيث كان " غاليلو" أول من وجه التلسكوب الذي أخترعه صانع عدسات هولندي إلى السماء في إيطاليا؛ وأخترع إيطالي آخر كان صديق لـ "غاليلو" هو العالم " توريشيلي "حيث أخترع " البارومتر ", وأثبت أن للهواء ضغطا يقل بازدياد الارتفاع, وفي ألمانيا أخترع " جوريكا " – Guericke - مضخة الهواء ؛وأكتشف " هارفي " – Hervey – الدورة الدموية, ووضع " بويل " القانون الذي يعرف باسمه والخاص بالعلاقة بين ضغط الغاز وحجمه, وهكذا كان فضل التجربة العلمية على الإنسان.( 24 )
3 - مقاربة في التأويل, اللغة والعلوم الإنسانية:
في مشروعه المنهجي : (1900م -) Hans-Georg Gadamer - وقفة مع: "هانس جورج .غ
إن الكتابة تمتلك خاصية تاريخية جعلتها محل اهتمام من فبل المؤولين من فقهاء لغة قديما, والألسنيون حديثا, ونقاد ما بعد الحداثة ( Post modernité ) وبمجرد ما يكتب النص يغدو تراثا, فإنه يشكل بامتياز موضوع التأويل ( فن التأويل) أو "الهيرمينوطيقا".
من هنا ولضرورة منهجية ومعرفية وجب أن نتسأل:
1. ما التأويل عند "هانس جورج غادامير" بشكل خاص - باعتباره أشهر فلاسفة الهيرمينوطيقا في العصور الحديث - ؟ وما هي العلاقة التي تحكم التأويل, النص, والحقيقة؟ما الأسس الفينومينولوجية الإجرائية لفهم النص وتأويله؟ أوبصيغه أخرى ما مقومات اللغة التأويلية في بناء تجربة خطاب السؤال؟ وأين تتمثل القواعد الأساسية للتأويل انطلاقا من اللغة؟
نحاول في البداية تحديد مفهوم التأويل أو الهيرمينوطيقا كما هو محدد عند "غادامير", ثم نسعى بعد ذلك إلى تحديد العلاقة من منطلق الشرط الأصلي لكل تأويل عند "غادامير"؛ من خلال رباعيته ( الشك, الانسجام الكامل, الافتراضات, والفهم الذي يقتصر على إدراك ما يستهدفه الآخر كاعتقاد شخصي ).
لنقف بعد ذلك على الأسس الفينومينولوجية الإجرائية لفهم النص وتأويله عند "غادامير" وهي باختصار:
1. السؤال, الفهم, المعنى.
2. ضرورة العلاقة التي تربط بين الفهم والتأويل.
3. شروط الفهم ( شروط فهم السؤال).
وفي الأخير نذكر أهم القواعد الأساسية للتأويلية عند "غادامير" والمتمثلة في:
1. مفهوم النبوغ العبقري المشترك.
2. البعد الذاتي الإنساني.
3. التأويل والتاريخ.
4. تفضيل السيرة الذاتية ( ترجمة حياة ), وخصوصا السيرة الذاتية.
5. دراسة المفاهيم.
6. الأدب التأويل.
7. التجربة والتأويل.
8. الترجمة والتأويل.
لنكون في الأخير قد وقفنا على أهم ماحدد عند "غادامير" لفهم حقيقة النص كتراث,حيث لا يمكن الحديث عن القراءة دون شقها الآخر الذي نشأ عنه التأويل وارتبط به منذ القديم.
1. ما "التأويل" ؟! :
إذا ما تسألنا عن ماهية التأويل عند "غادامير", فإننا نكتشف إنه المشكل الرئيس والهام الذي شغل أبحاث "هانس جورج غادامير" وهو: « الفهم الذاتي الذي تمارسه العلوم الإنسانية في مقابل النموذج العلمي البحث الذي تتمتع به العلوم الدقيقة والطبيعية »(25).
حيث إننا نجد إن "غادامير" قد عرض نظريته هذه في كتابه "الحقيقة والمنهج" الذي يفسر فيه نظريته في الفهم من حلال مراجعه النظرية التأويلية لـ : "شلايرماخر" "دالتاي"مع إنه قد تأثر بالفلسفة اللغوية والتأويلية لـ "هيدغر" والقائمة على مفهومين أساسين يجعلان الترجمة متفقة مع الفلسفة من خلال العلاقة بين المؤول والنص والمحاور له هي: التأويل: إذا كان كل فهم تأويل فإن التأويل المقصود عنده هو: «دخول في إنشاء خاص يتجدد به معنى النص لإستحراج معنى موضوعي وخارجي يستقل به النص ...ثانيا الحوار: إذا كان كل تأويل ذو طبيعة لغوية فإن اللغة ليست أداة التواصل بل هي حقيقة حوارية يتوجه فيها عالمان لغويان مختلفان يصيران متداخلان فيما بينهما فيتحول الفهم الذي هو تأويل إلى تفاهم عن طريق هذه الطبيعة اللغوية.إذن فإن كل من الفلسفة والترجمة تأويل وفهم حواري "تفاهم"» (26).
2. التأويل, التراث, الحقيقة:
إذا كان التأويل الذي نمارسه إزاء التراث يرتبط دوما بالسؤال الذي نطرحه أي مشكلاتنا الخاصة وإمكانية أن يقدم النص المقروء إجابة عن هذه المشكلات (26). كما قال "غادامير", فإن تحديد العلاقة من الشرط الأصلي لكل تأويل عند "غادامير" يكون من خلال نقاط عدة:
1 – الوعي التاريخي:
لم يعد حرا فمن الضروري التحقق من أحكامه المسبقة القديمة العهد, ومن افتراضاته الراهنة, وبدون هذا تكون معارفنا حول الآخر تاريخيا سوى اختزالات تؤدي حتما إلى غدر كل ما بإمكانه أن يكون هو " الآخر" – وبالتالي تكون مسألة الوعي التاريخي المحقق كما وصفه " غادامير" – والتأويل كعلاقة جدلية بين " تكهن" دلالة الكل وتفسير اللاحق من قبل الأجزاء.
2 – الانسجام الكامل:
هو عبارة عن فكرة, ويمكن أن يفهم على أنه افتراض من طبيعة صورية, هكذا يستلزم العمل القصدي للقراءة على إننا نعتبر النص كنص "منسجم".
3 – الشــــــــــــــــك:
كعامل يقلل من الانسجام الكامل بتحريكه لجهازنا النقدي, وعليه يقول " غادامير": « تنشأ افتراضات التي يتضمنها فهمنا بخصوص وثيقة متداولة عبر التاريخ من علاقتنا مع" الأشياء " وليس من الطريقة التي تداولت عبرها هذه الأشياء»(27).
4 – الافتراضات:
المقصود به الانسجام الكامل لا يقتضي فقط أن النص هو عبارة عن التعبير المطابق لفكر معين, ولكن ينقل أيضا الحقيقة نفسها.
5 – الفهــــــــــــم:
وهو ما يؤكد على أن الدلالة الأصلية لفكرة الفهم هو إننا نعرفها في شيء ما , وإنه فقط ضمن دلالة مشتقة يقتصر الفهم على إدراك ما يستهدفه الآخر كاعتقاد شخصي
نستنتج مما سبق إن الشرط الأساسي لكل تأويل: ينبغي أن يكون مرجعا عاما ومفهوما " للأشياء نفسها وهذا الشرط يحدد إمكانية الدلالة الأحادية المستهدفة, وإمكانية أن يكون الانسجام الكامل مطبقا ممارسة (28).
3. الأسس الفينومينولوجية الإجرائية لفهم النص وتأويله:
1 – السؤال, الفهم, والمعنى:
إذا كان السؤال ينجز نفسه بواسطة اللغة, والفهم يؤول السؤال باللغة, والمعنى المفتوح على كل الاحتمالات الممكنة التي تغير مواقعها بتعبيرات لغوية أساسا, وهذا يبين لنا لماذا اتخذا مشكل اللغة في المناقشات الفلسفية المعاصرة مكانة رئيسية كالتي أحتلها مفهوم الفكر أو الفكر المفكر ذاته؛ ومنه فعلاقة هذه الثلاثية أكثر من ضرورة باعتبارها مقومات اللغة التأويلية في بناء تجربة خطاب السؤال.
2 – ضرورة العلاقة التي تربط الفهم باللغة من جهة, والفهم بالتأويل من جهة أخرى:
إن ارتباط الفهم باللغة من جهة والفهم بالتأويل من جهة أخرى, فحدود هذه العلاقة مترابطة وتشكل عملية الفهم ذاته, فنستنتج إن عوائق التعبير اللغوي هي عوائق للفهم ذاته, هذا باعتبار كل فهم تأويل وكل تأويل يحاول عن طريق اللغة التي تريد استحضار موضوع الكلام, والتي هي مع ذلك اللغة الخاصة بالمؤول في الوقت نفسه.( لغة التأويل = لغة الفهم ← بعد إجرائي واحد اتجاه النص) (¬29).
كما يبرر"غادامير" سوء التعبير عن الفكرة بسوء فهمها أساسا, وهذا ما يبرر في نظره الأخطاء المنهجية المترتبة عن الفهم بصدد الكتابة التاريخية, وليس عن النص ذاته, ذلك أن الفهم في هذه الحالة هو لغة المؤول إزاء هذا النص؛ وهنا يتضح لنا بوضوح الإستيلاب المفاهيمي للأفكار النص و التقرب إلى الافتراضات المتعالية عليه. وبالتالي تحدد أمامنا مهمة التأويل الحقة التي تتمثل عند " غادامير" من خلال محاولاته الدءوبة في إعادة صياغة السؤال مما يجعلنا منسجمين تأويليا مع المنجزات اللغوية من دون إقصاء لصوت الآخر ( الموروث تاريخيا), بحيث يرى "غادامير" إنه لا يمكننا فهم النص في معنا إلا إذا امتلكنا أفق السؤال الذي يشتمل بالضرورة أجوبة أخرى ممكنة كذلك (30).
3 – شروط فهم السؤال:
إن امتلاك الأفق هو امتلاك السؤال ذاته, هذا بوصف الأول إجراء مفسر لإحدى شروط فهم السؤال وهذا ما نلخصه في النقاط التالية:
• امتزاج الأفق في التأويل يعتبر منتجا. إن الأفق التأويلي مرتبط أساسا بمفهوم التجربة.
• المؤول شخصا متفتحا على كل التجارب (مغامر).
• التأويل محادثة دائرة تتعلق ضمن جدلية السؤال والجواب ← الحصول على تأويل مفتوح باستمرار على ما هية النص.
ونفس الشيء تقريبا يشير غليه الفيلسوف الفرنسي " بول ريكور" - Paul Ricœur - الذي يفترض جدلية مزدوجة من التفسير والفهم لا تفتح التأويل على عموم النص بل تؤسس طريقا لفلسفة الفعل , والتي من خلالها يحتل فعل الإنسان مكانة في التاريخ مهما كانت العلاقة بين التأويل ونصوص العلوم الإنسانية؛ وإن الفهم التاريخي لأي أثر يرتبط بثلاثة عمليات: ما قبل التجسد – La préfiguration - , التجسيد – La configuration - ،ما بعد التجسيد –La ré figuration – العملية المعبرة عن القصدية المرجعية و البعد الأنطولوجي للحكايات (31). وعليه يبقى التفسير أكثر هو فهم أحسن في تأويل النص.
• فعل الشك يسهم في تأسيس فعل التأويل.
وإن من شروط السؤال ما يختص بمعنى النص لا بتجارب فكر المؤلف, فحينما نفهم المعنى الملفوظ, أي المعاد صياغته والذي يجيب عنه فعليا؛ يمكننا بعد ذلك الاهتمام بمن طرح السؤال وعن رأيه, الذي لم يقدم للنص غير جواب تخميني؛ (9) وهذا من خلال التأويل في وضعية وسيطة بين النص و التاريخ تجب أن يبقى النص مفتوح أمام التأويل.
إذن أن فهمنا لحقيقة النص يقتضي تأويل السؤال الذي حرك صاحب مؤلفه في كتابه هذا النص, وعليه يقول "غادامير" : « إن فهم النص يعني فهم النص المطروح عليك »(32).
والفهم في لغة التأويل هو القراءة, وهي الواسطة التي تمكن القارئ المؤول من فك معاني النص وتركيبها. كما أن تأويل الكتابة مرتبط في نظره بمدى الإخلاص في " اللعب باللغة " ( فينومينولوجية اللعب )؛ ( فالتأويل يكمن أساسا في اللعب باللغة بقواعد النحو = لاعب إذا تلاشت الحدود بين اللاعب ولعبته)، وهذا ما عبر عنه "هيدغر" بتعبير مجازي " اللغة تسكن الكائن الحي " حتى ان الخروج عن اللغة بوصفه تأويل هو لغة أيضا.
4. القواعد الأساسية للتأويل عند " غادامير":
1 – مفهوم النبوغ العبقري المشترك كمفهوم أساسي ومحوري في نظرية الفهم البشري:
" غادامير" من خلال دراسته التأويلية وجده يتمحور حول فكرة تكرار المنتج للفعل الأصلي للإنتاج ( الفني والأدبي أو الفلسفي )
وهذا لا يتفق مع نظرية الإنتاج الحقيقي ( للمعنى الأصلي ) المؤسس على دعامة الفكرة القائلة بهذا النبوغ العبقري المشترك.
2 – البعد الذاتي للإنسان:
وافق على نظرية " هيجل " لإمكانية إيجاد المعن وتأويل المعنى الحقيقي للتاريخ, لأن " هيجل " - Hegel - ( 1770-1831 م) قال:« ثمة نقطتين يلتقي فيها مستوى ولفق ونشاط الإنسان العظيم تتطابق مع النزعات العامة والكونية والنزوع الحقيقي للعصر»(33). و المقصود منه أنه يمكن تأويل نزاعات العصر بتأويل مقاصد وأفكار هذا الشخص.
3 – التأويل والتاريخ:
يدعونا إلى تأويل جميع المصادر والمنطلقات قصد اكتشاف مسار الحدث.
4 – تفضيل السيرة ( ترجمة حياة ):
وخصوصا السيرة الذاتية, والغاية منها هي إيضاح إمكانية تأويل التاريخ وفهم بشكل واضح منطلق الأحداث.
5 – دراسة المفاهيم:
لا سيما الأساسية منها مثال: في علم الجمال: لا يمكننا تأويل الأثر الفني بناء ا على فكرة النبوغ العبقري المشترك مع صاحب الأثر وإعادة إنتاج الأصل , ولقد كان " كانط " على حق لما " أعتبر إن الأثر الفني تشكله العبقرية ", استحالة تقليد صاحب الأثر و استحالة إدراك إمكانية وتقنية إنتاجه الفني.
6 – الأدب والتأويل:
نجد في الأدب التأويل نفس الأوهام الرامية إلى إيجاد وتحديد الأفق الحقيقي للشاعر وبناء الإمكانيات الخاصة بلغته وأساليب تعبيره كما قال "غادامير" فنؤول عندئذ الشعر بتكرار الفعل المبدع والمنتج.
7 – التجربة والتأويل:
لايمكن إهمال التجربة التي نمارسها لحظة إعادة القراءة وعلاقتها بالإنتاج العبقري, مما يدعو غلى إستمراريتها في استمرارية فتح النص المؤول لا إسغلاقه .
8 – الترجمة والتأويل:
تعتبر الترجمة أهم القواعد الهامة في التأويل (34) - لا سيما إذا كانت تستوفي مقتضيات المجال التداولي – لأن الترجمة لا يمكن أن تكون دون فهم النص, كما إنها لا ترغمنا على إيجاد اللفظ المناسب؛ بل أيضا إعادة وبناء وتشكيل المعنى الحقيقي للنص داخل أفق لغوي جديد تماما لا سيما إن كان يؤدي إلى فعل إنتاج مثل الترجمة العربية التأصيلية.
خــــــاتمــــة:
هذا هو منطلق نظرية التأويل كما رسم معالمه " غادامير", وعمل على ترقيته وتطويره واكتشف إننا مسجونون داخل استلاب يسميه " التاريخانية " - Historismus - .
ولا يسعنا المقام هنا لكي نخوض أكثر في بسط خيوط هذه الإشكالية التي نسعى لأن نخصص لها دراسة خاصة تمكننا من الوقوف عليها بدقة وعمق. والتساؤل الذي يبقى يطرح نفسه في أخر هذه المداخلة:
- هل نحن أمام أزمة منهج أم أزمة حضارة ؟
منذ القديم حتى العصر الحالي امتازت كل حضارة بخصوصيات علمية وثقافية واقتصادية وسياسية , والسر في ذلك يعود حسب تخميننا إلى المناهج المستخدمة في كل حضارة؛ فالحضارة اليونانية نجدها قائمة على منهج عقلي برهاني استنتاجي إن صحت العبارة , بينما الحضارة العربية الإسلامية قامت على منهج تجريبي استقرائي؛ لكن في الخير عرفت عودة إلى المناهج العقلية. بينما الحضارة الغربية الأوروبية نجدها انطلقت من المنهج العقلي للفصل بين العلم والدين أو بين السياسة والدين, وأفضل لو قلنا بين الدين والحياة؛ واستبدلته بالمنهج التجريبي لتغير الواقع والنهوض به وتطويره.
فحين اتسعت الهوة بين الحضارة اليونانية الغربية والحضارة الإسلامية, فبدلا من الحديث عن أزمة العلوم كما هو عند " إيدموند هوسرل " – من خلال المناهج المستعملة فيها, والدليل على ذلك تفطن المفكر لخصوصية منهجه المادي والدعوة إلى العزف عنها للوصول إلى المعرفة الحقيقية – صرنا نتحدث عن أزمة الحضارة أو ما يسميه التاريخين و السياسيين " صراع الحضارات " أو صدام الحضارات " ؛ وفي حقيقة رأينا ماهو إلا صراع في مناهج هذه الحضارة أصلا .
وهنا نرى الدعوة إلى توحيد المناهج في منهج واحد يجمع بين المنهج المادي في المعرفة والجانب المعنوي أو الروحي– العرفاني-
وهذه دعوة إلى تأصيلية المناهج الغربية عند المسلمين ليس ببعيد عن مبادئ الدين والأخلاق أو الفصل بين العلم والدين.
الهوامش والإحالات:
1 – مذكور إبراهيم, المعجم الفلسفي, مجمع اللغة العربية, الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية, القاهرة , دط, 1938, ص 195.
2 – ابن منظور, لسان العرب, دار المعارف , القاهرة, دط, تح : علي الكبير عبد ربه وآخرون, 1119, ص 4555 .
3 – عميراوي حميدة, في منهجية البحث العلمي, دار البعث للطباعة والنشر, ط 1, قسنطينة , 1985, ص 17 .
4 - صلاح شروخ, منهجية البحث العلمي للجامعيين, دار العلوم للنشر والتوزيع, دط, الجزائر, 2003, ص92 .
5- Dictionnaire de philosophie –Gérard Durozoi .André Roussel Nathan. Imprime en France par I.M.E 2003, p259.
6 - دوادي محمد ومحمد بو فاتح, منهجية كتابة البحوث العلمية والرسائل , دار مكتبة الأوراسية, ط 1 الجلفة, 2007, ص76,
7 - منهجية البحث العلمي للجامعيين, صلاح شروخ,ص 92 .
8 – صليبا جميل, المعجم الفلسفي, ج 2, دار الكتاب اللبناني, دط, بيروت, 1982, ص 435 .
9 – يعقوبي محمود, معجم الفلسفة, الميزان للنشر والتوزيع, ط2, الجزائر, 1998, ص170 .
10 – احمد خليل خليل, معجم المصطلحات الفلسفية, دار الفكر اللبناني, ط2, بيروت, 1995, ص 189.
11 - معجم الفلسفة, يعقوبي محمود,ص 170 .
12 - المعجم الفلسفي, مذكور إبراهيم, ص 195.
13 - DICTIONNAIRE de philosophie, OP. Sit. p .180 .
14 – المعجم الفلسفي, جميل صليبا, ص101 .
15 - الفاخوري حنا وخليل الجر, تاريخ الفلسفة العربية, دار الجيل, بيروت, ط3, 1993 .
16 – فروخ عمر ، المنهج الجديد في الفلسفة العربية ، دار العلم للملايين ، بيروت ، ط 1 ، 1970 ,ص 25 .
17 – مقالة بعنوان: المنهج التجريبي, من النصوص المنشورة تحت رخصة جنو للوثائق الحرة لمؤسسة ويكيبيديا , ديسمبر 2007 .
18 – عبد الرزاق قسوم, إشكالية الحضارة في فكر مالك بن نبي, في مجلة الموافقات , العدد الثالث, جوان 1994
المعهد الوطني العالي لأصول الدين, الجزائر, ص 290 وما بعدها.
19 – راجع أيضا : المنهج التجريبي, من النصوص المنشورة تحت رخصة جنو للوثائق الحرة لمؤسسة ويكيبيديا , ديسمبر 2007 .
20 - معجم الفلسفة, محمود يعقوبي, ص 201 .
21 – المرجع نفسه, الصفحة نفسها .
22 - معجم الفلسفة, محمود يعقوبي, ص 229 .
23 – المرجع نفسه, ص 219 .
24 - راجع أيضا : المنهج التجريبي, من النصوص المنشورة تحت رخصة جنو للوثائق الحرة لمؤسسة ويكيبيديا , ديسمبر 2007 .
25 - غادامير هانس جورج, فلسفة التأويل, تر: محمد شوقي الزين, منشورات الاختلاف, د(ط - ت), ص 11.
26 - عبد الرحمن طه, فقه الفلسفة, الفلسفة والترجمة, المركز الثقافي العربي, ط 1, بيروت, 1995, ص 104 وما بعدها.
27- بشار ساغائي, غادامير:الحقيقة, حوار وتفاهم, تر: محمد شوقي الزين, مجلة كتابات معاصرة, عدد 40 , المجلد العاشر, ماي, 2000, لبنان, ص 79.
28 – فلسفة التأويل ,هانس جورج غادامير, ص46 .
29 – المرجع نفسه, ص 47 .
30 – راجع :
Hans-Georg Gadamer, Vérité et Méthode. Trad. Etienne sacre, Revu. Paul Ricœur Les grand Lignes d̒uné Herméneutique Philosophique. Edition du Seuil .1976. p216 - 235.
31 – حمانه بخاري وآخرون, المجلة الفلسفية الجزائرية, العدد 1, جانفي 1997 ,ص 51- 59 .
32 – Paul Ricœur, Du texte à L’action, Essai d’Hermétique, Seuil, 1986,p 15 - 19.
33 – Hans –Georg Gadamer, Vérité et Méthode, p235.
34 – Ibid. p 216.
35 – فلسفة التأويل, هانس جورج غادامير, ص 128.
36- عبد الرحمن طه, تجديد المنهج في تقويم التراث, المركز الثقافي العربي, بيروت, ط 2, 1993, ص 243 وما بعدها .
- للاتصال :
n.moulay@mail.Lagh-univ.dz
nadjemmoulay@gmail.com
moulaynadjem@yahoo.fr
moulay03.women-blog.net
muolaynadjem.elaphblog.com
التعليقات (0)