سنخوض قليلاً في أصل العداء, لعل الأغلبية الكبرى تعلم أن المهدي الموعود رجل يخرج في آخر الزمان في زمن تكثر فيه الشبهات ليخلص البشرية عامة والمسلمين خاصة من الظلم والاضطهاد, ويُحل محله العدل والسلام, في ذلك الوقت يبطش بكل متجبر ظلوم ويأخذ الحق لكل صاحب حق, لهذا الامر كان العداء على المهدي قائم على قدم وساق من قبل الاستكبار العالمي خصوصاً وكما معلوم كيف تنبأ المنجم الفرنسي الشهير نوستراداموس بظهور المهدي وشرح أمره بزوال ملكهم على يدي المخلص الموعود, هذا الأمر جعل من قضية المهدي محط الانظار لدى الغرب خاصة اكثر مما يدركه المسلمون الغافلون عنه، فأخذوا يشرعنوا كل الادوات والوسائل لتقويض قضيته الحتمية, الهلع الغربي من العدو الغيبي محط الصراع الاول بين كل الشعوب ناهيك عن الثروات التي يتمتع بها العرب خاصة جعلت منه محط الصراع الدائم..
لهذا أخذ أعداء الإسلام على عاتقهم في السنوات الأخيرة خلق ظروف مناسبة، تفرز مناخاً يساعد على تقويض أمر الإمام المهدي عليه السلام، وجعل مبادئ العقيدة المهدوية خاوية وفارغة من محتواها الأصلي. فإن من يقرأ أخبار الأحداث الأخيرة ومجريات الأمور الحالية، يذهله عظيم البلاء وحجم العداء ضد العقيدة المهدوية، ففي ظل إرادة دولية ظالمة متنفذة، ودعاية إعلامية عدائية، يحاولون دحض الثقافة المهدوية، بل يصرون على نشر أفكار تنكر أصل وجوده عليه السلام، وذلك من خلال خلق حالة من العداء النفسي والفكري والاجتماعي والسياسي للإمام عليه السلام في أوساط القاعدة الشعبية الموالية له سواء الخاصة منها أو العامة, يُصَور للاذهان ان فكرة المهدي غير أصيلة، وليس لها مصدر في القرآن الكريم، بالإضافة الى شكوك حول أحاديثها من السنة الشريفة، وبالتالي لا حاجة للاستعداد والانتظار، وإن كان لابد من الإيمان بهذه الفكرة، فإن المهدي المنتظر هو شخص عادي من الأمة الإسلامية وسيولد في المستقبل، وأي فرد بإمكانه تقمص شخصيته. كل هذه الأساليب الخادعة والماكرة تضعنا أمام حرب نفسية أشرس من الحرب العسكرية، إنها حرب الأفكار والمعتقدات, كما ظهر للكثير من خلال الادعاءات الكاذبة التي تسمّت بـاسم المهدي عليه السلام امثال مدعي المهدوية على طول السنين كما خلقوا مدعين للرسالة النبوية أمثال مسيلمة الكذاب (وابن كاطع اكبر شاهد في وقتنا) وهذا ما تعمل به تلك الإرادة الظالمة جاهدةً لتنفيذ استراتيجية متكاملة وشاملة، لإقامة منظومة ثقافية تحمل في طياتها العداء للعقيدة المهدوية في صفوف الطوائف الاخرى .بل مانشاهده في افلام الهوليوود خصوصا وما يتعلق بالمخلوقات الغريبه التي ستهاجم الأرض من الكواكب وكيف يأتون هم ويخلصون العالم منها تبين الخوف والتحريض وتراهم يذهبون للخيال اكثر مما يتصوره العقل ليبينوا للعالم ويوهموهم بأن الاسلام مبني على خيالات وخرافات بالرغم من انهم يعتقدون بأصل القضية المهدوية ولكن الخوف من زوال الملك ارعب أفكارهم قبل قلوبهم.
نرجع للسياق كل من يخاف المهدي، ولا يتمنى خروجه، ويحمل مبادئ وأهداف تخالف ما يحمله المهدي، وتتضارب مصالحه مع مبادئ العدل والقسط الإلهي، تراه يعلن العداء للمهدي ومن هنا يجب أن نوضح: عندما نتكلم عن أعداء الامام المهدي عليه السلام حالياً، فإنما نقصد الإشارة الى الجبهة السياسية المعادية.. السؤال الذي يشغل الكثير ماهي الخطط التي يتبعها الاعداء في حربهم ضد المهدي وعقيدته ؟ وكيف يستعدون لقدومه, رغم ان التأريخ أرشدنا الى ذلك وكيف حاول الاعدء محاربة الرسل والانبياء كــ قصة موسى وهارون وعيسى واليهود, والنبي الاكرم صلوات ربي عليه واليهود, فعندما نقول ان الاعداء يحيكون خطط واسعة شاملة متكاملة فهذا لايعني اننا تبالغ في الامر, لأنهم يسعون جاهدين في نسف العقيدة المهدوية من الأساس والتشكيك في مصداقيتها, ولعل أخطر ما فعله الأعداء، أنهم خلقوا عقائد جديدة مرتبكة ومشوهة وخاطئة كعقائد بن تيمية ومايروَّج لها والتي كانت السبب الرئيسي للارهاب الفاسد وعقيدته الفاسدة البعيدة كل البعد عن الأسلام وعقائده الحقة, الامر الذي يجعل البلدان في دوامة من الصراع الدائم خدمة لمصالحها وغاياتها. لهذا الأمر إستطرد المرجع الصرخي مستكملاً بحثه الدولة المارقة في عصر الظهور -منذ عهد الرسول صلى الله عليه واله وسلم ضمن البحوث العقائدية التأريخية حيث قال (يا مارقة آخر الزمان ما هذا الحقد على أهل بيت النبي؟!!
العنوان الأول: ميِّزوا الفتنة...إيّاكم والفِتنة!!!1..2..6..العنوان الثاني: المارقة والدولة!!!...العنوان السادس: اليوم الموعود...في القرآن:1..2.. 22ـ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ:... هنا أمور: الأوّل...الثاني...الثالث: {إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} ورد فيه عن الصحابة الكرام، وعن أهل بيت النبوة وجدّهم الرسول الأمين (عليهم الصلاة والسلام)، أنّه وقت وعصر ظهور المهدي وعيسى والدابّة وتَحقّق الرّجعة لمن يشاء الله مِن عبادِه، ونذكر عدة شواهد: 1..2.. 7.. 23ـ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ: قال الله (سبحانه وتعالى): {{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ۗ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ ۖ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}}. الأعراف: 167، هنا نقاط: 1..2- تفسير القرطبي:.. 4ـ تفسير ابن كثير: أـ قال ابن كثير:.. ب ـ ثم قال ابن كثير: {قال ابن عباس في تفسير هذه الآية: هي المَسْكَنة وأخْذُ الجِزْية منهم، وعنه: هي الجزية، والذي يسومهم سوء العذاب محمد (صلى اللّه عليه وآله وسلم) وأمته إلى يوم القيامة، وكذا قال سعيد بن جبير وابن جريح والسدي وقتادة، ثم آخر أمرهم أنّهم يخرجون أنصارًا للدجال، فيقتلهم المسلمون مع عيسى بن مريم (عليه السلام)، وذلك آخر الزمان}. أقول: سبحان الله يقول مع عيسى (عليه السلام)!!! ولكم التقييم في مستوى الحقد والبغض لأهل بيت النبوة وجدهم الأمين (عليهم الصلاة والتسليم)، فيذكر عيسى (عليه السلام) ويوحي بأنّه المنقذُ والمخلّصُ في آخر الزمان على قول ومنهج النصارى، ويجعل المسلمين بمجموعهم أتباعًا له، فيقول {فيقتلهم المسلمون مع عيسى}!!! فإنّه حتى لم يذكر ما ذكره البخاري ومسلم مِن أنّ فيكم الذي يصلي عيسى خلفه!!!).
نحن الآن أمام أسلوب خطير للأعداء، تطبقه وتنفذه ايادي وعقول مشبوهة من مدعي العقائد تستهدف النيل من العقائد الاسلامية الصحيحة، والمدهش في الأمر حقاً أن يكون لهؤلاء المدعين الضالين مريدون وتابعون من شرائح اجتماعية وثقافية مختلفة، يمتثلون لأوامرهم وينساقون خلف مخططاتهم وينفذون مؤامراتهم بسذاجة وجهل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هيام الكناني
التعليقات (0)