النصب والعداء في تراث ابن تيمية وأتباعه ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكفر والفسق والبدعة والزندقة والشرك... كلها عناوين وإتهامات يطلقها أتباع المنهج التكفيري ,اذ يوجد هناك نهجاً عند جملة من العلماء وأتباع أولئك يحاولون أن يتهموا كل من لم يتفق معهم ولو في أي مفردة دينية كانت، يحاول البعض أن يبين ويلقي إلى الناس أن ظاهرة التكفير إنما هي موجودة في مدرسة أهل البيت عليهم السلام، وأن الآخرين ليسوا كذلك، يعني نظرية أهل السنة والجماعة مدرسة أهل السنة والجماعة بمختلف اتجاهاتهم لا يوجد فيهم من يكفر أحداً من المسلمين، ولكن الشيعة الإمامية الاثنا عشرية هم الذي يكفرون باقي المسلمين ويكررون هذه المقولة التي تتكرر هنا وهناك من غير دقة وتدبر لمضمونها ولكن ماهو معروف انه لا يوجد هناك إشكال أساسي وصراع حقيقي بين أهل السنة والجماعة وبين أتباع مدرسة أهل البيت، لا هؤلاء يكفرون هؤلاء ولا أولئك يكفرون هؤلاء، وإنما هي نظرية الشيخ ابن تيمية، وطبعاً هذا امتداداً للاتجاه الأموي والإسلام الأموي
و لعل من اشهر الذين انكروا أحقية علي ابن أبي طالب وفضائله هو ابن تيمية نفسه فما من فضيلة او منقبة تخص علي ابن ابي طالب الا وقد قال عنها كذب وافتراء ولم يروى وما شابه ذلك ولو كانت مشهورة ومجمع عليها ...
ولكن حينما نرجع الى كلام ابن تيمية في كتابه مجموع الفتاوى نجد انه يكفر كل من ينكر الاحاديث المجمع عليها والمتواترة ؟حيث يقول نصاً في كتابه مجموع الفتاوى: 1ج/ ص109.( من أنكر ما ثبت بالتواتر والإجماع؛ فهو كافر بعد قيام الحجّة عليه )
وهذا الكلام هو قاعدة له: بمعنى ان هذه القاعدة لابد وتكون عامة وتشمل الجميع بمافيه ابن تيمية نفسه ..يعني يمكننا ان نطبق القاعدة التي اتى بها ابن تيمية على نفسه بما يخص فضائل الامام علي عليه السلام من حيث كثرة الروايات الواردة والمشهورة والمجمع عليها والمسندة؛ وبالتالي يكون شيخ الاسلام (ابن تيمية ) قد كفّر نفسه بنفسه حسب قاعدته ؟!!
المتتبع لمنهج ابن تيمية يجد فيه الكثير من اللغط والانحراف والتشويه والتناقض بكلامه لمناقب الامام علي عليه السلام الذي يعتبر احد الخلفاء الراشدين واللازم ومن الفرض ان يكون من الاولين الذي يذكرون مناقبه كونه يمثل اهل السنة والجماعة على حد زعمه وهو من اطلق عليه شيخ الاسلام!!ولكن مانجده في اسلوبه الانحراف عن الاسلام والحث على تكفير الاخرين دون غيره واذا ذكر منقبه لعلي عليه السلام فلا تكون الا عن كذبه والنصب والعداء الفاحش لعلي وآل علي عليهم السلام... ولكن ابن تيمية يغالط نفسه مرة اخرى ويعترف ضمنيا بأحقية حب علي واتباعه من اهل السنة الذين كانوا ينكرون على من يسب عليا ويحافظون على مواقيت صلواتهم هكذا كان محبوا عليا من اهل السنة وهذه هي صفاتهم .. وهذا ما اراد الاشارة اليه الصرخي الحسني في محاضرته الثامنة من بحثه الموسوم السيستاني من المهد الى اللحد والذي ذكر فيه موقفا لابن تيمية يثني على علي عليه السلام واصحابه .. حيث بين الصرخي ذلك قائلاً ( قال ابن تيمية في منهاج السنة النبوية (6 / 201): {{وَقَدْ كَانَ مِنْ شِيعَةِ عُثْمَانَ مَنْ يَسُبُّ عَلِيًّا، وَيَجْهَرُ بِذَلِكَ عَلَى الْمَنَابِرِ وَغَيْرِهَا؛ لِأَجْلِ الْقِتَالِ الَّذِي كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ، وَكَانَ أَهْلُ السُّنَّةِ مِنْ جَمِيعِ الطَّوَائِفِ تُنْكِرُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَكَانَ فِيهِمْ مَنْ يُؤَخِّرُ الصَّلَاةَ عَنْ وَقْتِهَا، فَكَانَ الْمُتَمَسِّكُ بِالسُّنَّةِ يُظْهِرُ مَحَبَّةَ عَلِيٍّ وَمُوَالَاتَهُ، وَيُحَافِظُ عَلَى الصَّلَاةِ فِي مَوَاقِيتِهَا، حَتَّى رُئِيَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْجَمَلِيُّ، وَهُوَ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْكُوفَةِ: شَيْخُ الثَّوْرِيِّ وَغَيْرِهِ، بَعْدَ مَوْتِهِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ فَقَالَ: غَفَرَ لِي بِحُبِّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَمُحَافَظَتِي عَلَى الصَّلَاةِ فِي مَوَاقِيتِهَا)... ويضيف المرجع الصرخي في نفس المحاضرة ( أشكُّ بما نُسب لابن تيمية ما نُسب إلى ابن تيمية أشكّ بنسبته، أشكّ بنسبته في الجملة أو بأكثره أو بما يخصّ هذا الخصوصيات التي تدلّ على النصب والعداء الفاحش لعلي وآل علي عليهم السلام ) واستطرد المرجع الصرخي مخاطبا ابناء السنة الكرام بقوله (( أيها السنة التزموا بعلي ولا تتركوه لمدعي التشيع ، يا أبنائي وأعزائي ، يا أهل السنة ، حتّى تكونوا متمسكين بسنة النبي (صلى الله عليه وآله) عليكم الالتزام بفتوى ابن تيمية وحكمه وتشخيصه حيث يقول ( كَانَ الْمُتَمَسِّكُ بِالسُّنَّةِ يُظْهِرُ مَحَبَّةَ عَلِيٍّ وَمُوَالَاتَهُ ) فأين إظهاركم لمحبّة علي وموالاته ، لماذا تركتموه وهجرتموه وجعلتم الفسقة ممّن ينتسب إلى التشيّع ينصب نفسه محامياً لشرف علي وإمامته ، عليكم التمسك بعلي والدفاع عنه وإظهار محبّته وموالاته لأنه إمامكم وسيدكم وقدوتكم )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هيام الكناني
التعليقات (0)