اشترط الرئيس الفرنسي "هولاند" أن تسيطر قوات المعارضة على المناطق الخارجة عن سلطة النظام وأن تواجه الجماعات المتطرفة قبل أن تتلقى أي سلاح نوعي.
يعتبر الكثيرون أن هذا الشرط مجحف وأن هدفه هو ٳطالة زمن الصراع مع النظام وأن اﻷولوية هي لمقاتلة النظام وليس لمواجهة القاعدة أو جبهة النصرة. فهل من الممكن أن يقاتل "الجيش السوري الحر" جنباً ٳلى جنب مع "جبهة النصرة" الخاضعة ﻷجندة القاعدة، وفق مبدأ "دعنا جميعاً نقاتل النظام يداً واحدة اليوم ثم، حين يسقط النظام، لكل حادث حديث..."؟
هذا الكلام غير وارد في السياسة ولا في الواقع. من يساعد الثورة في هذه الظروف يكون كمن "يشتري السمك في الماء". ماذا يضمن أن لا تنتصر القاعدة في المواجهة المحتومة بين "العلمانيين" و"المتطرفين"؟ ما مصلحة المسلمين المعتدلين في مقاتلة أخوة السلاح السابقين بعد سقوط النظام؟ ماذا سيفعل الغرب في مواجهة القاعدة بعد سقوط اﻷسد؟
مادام النظام قائماً، فالغرب والشرق سيستمران في ابتزاز الثورة عبر تسويق خيار استمرار اﻷسد وٳدامة الصراع. ٳن سقط النظام على يد الثوار ووصلت القاعدة ٳلى الحكم في سوريا، فسوف يتدخل حينها الغرب عسكرياً وستكون فلول النظام الأسدي في خدمته، لهذا السبب يبقي الغربيون على خطوط اتصالهم مع اﻷسد.
الغرب حارب القاعدة قبل الثورة وسوف يستمر بمحاربتها بعدها واﻷسد يطرح نفسه كأفضل حليف له في هذه المواجهة وهو مستعد للقيام بكل اﻷعمال القذرة التي تطلب منه.
لن تنتصر الثورة السورية ضد العالم كله، القاعدة لم ولن تنتصر ضد العالم الغربي ولا أمل لها على اﻹطلاق في أن تكون خياراً مستقبلياً للسوريين فمن "خلق" القاعدة هم بالضبط أعداء العرب والمسلمين من ٳيران ٳلى موسكو مروراً بالصين.
القاعدة حاولت أن تحكم في السودان ووصلت فعلاً ٳلى الحكم في الصومال وأفغانستان ومالي ونعرف ٳلى أين انتهت هذه البلاد.
الانتصار على اﻷسد يمر عبر توحيد القوة العسكرية وهو مايقتضي، شئنا أو أبينا، مواجهة القاعدة وجبهة النصرة من أجل مستقبل أفضل لكل السوريين.
أحمد الشامي
التعليقات (0)