المنهجية المغرضة وأوعـية السم وألــوية العداوة
لاشك أن انحراف منهج العمل التاريخي يؤدي إلى مغالطات وتشوهات شتى في عرض أحداث التاريخ
؛ بسبب اختلاف شكل المرئي مع إختلاف زاوية النظر ؛ وبالتالي يُنظر الى أحداث التأريخ بزوايا متعددة ؛ الأمر الذي يقود مسيرة الأمم الى نظرة ومواقف خاطئة فتحدث عندها المشكلات ؛ ومن هنا يمكننا القول أن ممارسة القيم والتحلي بالأخلاق الكريمة يقودان الأمة إلى مزيد بين البناء والعطاء والسؤدد ولهذا فإن الهدف من دراسة التاريخ ؛ الاستنارة بعبر الماضي حيث تعرض الأمم سيرها في وضوح وإيجاز يقودنا إلى حقيقة متفق عليها وهي أن كرامة الإنسان لا تتوفر إلا باحترام العدل وأهله واحتقار الظلم وأهله {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثاراً في الأرض فما أغني عنهم ما كانوا يكسبون} (غافر:82).وكما ويركز القرآن الكريم على أن القوة والعمران لا يدوم منه شيء إذا كان قائماً على الظلم والبطش والجبروت مع ضرورة إمعان النظر في هذه القضية {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين} (النمل:69)....
يحاول المزورون بروح طائفية ومنهجية مُغرضة مع العامل المساعد من جهل الناس أو تجهيلهم ببعض الخدع والاساطير للتغرير بهم وقذفهم في غياهب القتل والأرهاب وتحريف صور الإسلام الناصعة ؛ وهذا مادعا رجال الله في التصدي لهكذا انحرافات وتأولات ومغالطات فإنبرى رجل الدين الصرخي الى مراجعة التأريخ وقراءته قراءة مستقيمة لاعوج فيها ولاخلل وبنظرة تكاملية للتاريخ الإسلامي: حيث يبرز تاريخنا بفكره وقيمه وكل مذاهبه.فاعطى صورة الاسلام بريقها عبر محاضراته ومنها المحاضرة 21 وضمن بحث (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الآسطوري ) حيث أكد على الضرورة والأهمية البالغة في التصدي الفكري الصادق لأئمة الضلال والتكفير والارهاب وسفك الدماء الذي يقوده ويدعوا ويؤسس له التيمية الدواعش المارقة في مناهجهم واساطيرهم
وتأتي تلك الضرورة بدافع قطع طريق التغرير والخداع والنفاق والدجل والاجرام وشريعة الغاب الذي ينتهجه التيمية الدواعش في أشاعة التكفير والأرهاب والقتل والدمار والفساد وقال في (معرض بيانه وقرائته لسيرة موجزة تتعلق بالحاكم الأيوبي أسد الدين شيركوه عم صلاح الدين الايوبي وفقا لما جاء في الصاحب الكامل لأبن الأثير وقرأها المرجع مسجلا عدة تعليقات نذكر منها (قال): {وَلَمَّا رَأَى الْعَسْكَرُ النُّورِيُّ مَطَلَ شَاوُرَ خَافُوا شَرَّهُ، فَاتَّفَقَ صَلَاحُ الدِّينِ يُوسُفُ بْنُ أَيُّوبَ وَعِزُّ الدِّينِ جُورْدِيكُ وَغَيْرُهُمَا عَلَى قَتْلِ شَاوُرَ، فَأَعْلَمُوا أَسَدَ الدِّينِ، فَنَهَاهُمْ عَنْهُ، فَسَكَتُوا وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ الْعَزْمِ مِنْ قَتْلِهِ}
وعلق المرجع هنا متسائلا : [[ أيّ دين وأيّ شرع وأيّ رسول يبيح قتل الإنسان لمجرد الخوف من شرّه!! أفليس هذا شرع الغاب؟!وأضاف : فهل يرضى وهل فعل ذلك الخليفة أبو بكر أو عمر أو عثمان(رض) ..(ـ أليست المدينة فضلًا عن غيرها من مدن ممتلئة بالمنافقين وممن مرد على النفاق أفليس مثل هؤلاء يجب أن نخاف شرّهم، فهل قتلهم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) أو أحد الخلفاء(رض) لمجرد أنّهم خافوا شرورَهم؟!! ـ لا يوجد من يشرعن ذلك ويبيحُه إلّا الفكر التكفيريّ الداعشيّ المتأصّل من ابن تيمية وأئمّتِه السابقين .. كلامنا هنا عن تشريع ذلك ونسبته إلى الشرع والدين وحُكْمِ الله، أمّا القتل والاجرام الصادر من القاتل المجرم بما هو مجرم مفسد ظالم ضال دون غطاء شرعي، فلا كلام لنا فيه لأنه واضح لا يخفى على إنسان
ـ فكلامنا مع تشريع وشرعنة الإجرام، فمن أين يعرف صلاح الدين أو غيرُه ممن التحق بالإسلام وعقد العزم على نصرة الإسلام فمن أين يعرف أن هذا حلال وهذا حرام، وهذا قِصاص وهذا قبحٌ وإجرام؟!..ـ ومن هنا يجب التصدي الفكري الصادق لأئمة الضلال أئمة التكفير والإرهاب وسفك الدماء كي نقطع طريق التغرير والنفاق والإجرام وشريعة الغاب!!]]
goo.gl/1WSQC6
ويبرز قيم الخير في كل جانب من جواتب الحياة بالتمسك بشريعة الله ومانصه في قرآنه الكريم وماسار به رسوله محمد صلى الله عليه واله ؛ لا ماجاء من سيرة المتأسلمين والطائفيين والمحرفين وعليه لابد والتعرف على تأريخنا الاسلامي بعد تمحيصه وغربلته حتى نعلم الغث من السمين والمغرض من الموضوعي.
ـــــــــــــــــــــــ
هيام الكناني
التعليقات (0)