المرجع الصرخي وإطروحة الرجعة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن الغاية من الهدى الإلهي، ومن دعوة الأنبياء (عليهم السلام) لم تكن بهدف تخويف الإنسان وتهديده بالجنة والنار، أو التأسيس لنظام عقوبات صارم يأخذ الإنسان بألوان العذاب والتهديد، أو بالترغيب والترهيب ليكون في طريق الدعوة إلى الله تعالى، بل هي تهدف أساساً وجوهراً إلى التأسيس لمنهج ورؤية تربوية يكون الثواب والعقاب ركيزة وليس غاية بحدّ ذاتها. ,
قال الله تعالى في محكم كتابه: ? وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ? [229] .
وقال تعالى: ? وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً (20) وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً ? [230] .
وقال تعالى: ? قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ? [231] .
هذه جملة من الآيات المباركة التي يعرض فيها القرآن لحقيقة الوعد في الدنيا فيما كان منه تعالى لنصرة المؤمنين لإحقاق الحق وإزهاق الباطل..
ولان المسوغات كثيرة لإعادة طرح هذا الموضوع من خلال القرآن الكريم، الذي نرى أن هناك التباسات كثيرة قد تتسبّب بالخروج عن السياق القرآني في معالجة مسألة الوعد والوعيد، ويكفي في هذا السياق أن نشير إلى أن التدبر في القرآن من شأنه أن يؤدّي إلى ملامسة بعض اللطائف القرآنية التي تسهم في تجاوز حدود الإفراط والتفريط في حقيقة الوعد والوعيد، بما يؤدي إلى اكتشاف حقيقة الموقف الرسالي في مسألة كانت ولا تزال تثير الكثير من الأسئلة في حياة الإنسان المسلم، فضلاً عن آخرته، ولأنّ القرآن فيه تبيان لكل شيء، ويمكن للمتدبّر من خلال الرؤية الموضوعية أن يستوعب هذا الموقف ويحصيه على النحو الذي يمنع من القول بغير علم، وهذه الإمكانية يمكن أن تتبدّى لنا في ضوء عرض الأخبار في القرآن الكريم، باعتبار أن ما يخبر عنه القرآن فهو كائن لا محالة، هذا فضلاً عن استحالة تناقض الأخبار، لقوله تعالى: ? وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلَافاً كَثِيراً..ولعل من الوعود الالهية التي اختص بها اولياؤه من اهل البيت عليهم السلام هي الرجعة تماماً مثل ما تذهب إليه الإمامية آخذةُ بما جاء عن آل البيت عليهم السلام أن الله تعالى يعيد قوما من الأموات إلى الدنيا في صورهم التي كانوا عليها ، فيعز فريقا ويذل فريقا آخر ، ويديل المحقين من المبطلين والمظلومين منهم من الظالمين ، وذلك عند قيام مهدي آل محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام .
ولا يرجع إلا من علت درجته في الإيمان أو من بلغ الغاية من الفساد ، ثم يصيرون بعد ذلك إلى الموت ، ومن بعده إلى النشور وما يستحقونه من الثواب أو العقاب ، كما حكى الله تعالى في قرآنه الكريم تمني هؤلاء المرتجعين الذين لم يصلحوا بالارتجاع فنالوا مقت الله أن يخرجوا ثالثا لعلهم يصلحون : ( قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل ) " المؤمن : 11 " وعلى نحو الاطروحة بين المرجع الصرخي هذا الامر والعقيدة قائلا (نتحدث على نحو الأطروحة
إنَّ الرجعة لا تختص برجوع طوائف من المؤمنين بل تشمل طوائف من الكافرين ليذوقوا عذاب الله تعالى ويُقام عليهم الحدّ والقصاص، ونؤكد بأننا نتحدث على نحو الأطروحة، من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، لكن بدون تكفير، وسفك دماء، وفحش، وانتهاك الأعراض، وسلب ونهب الأموال والممتلكات .جاء ذلك ضمن
مقتبس من المحاضرة { 10 } من # بحث " #الدولة.. #المارقة...في #عصر_الظهور ...منذ #عهد_الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم)
#بحوث : تحليل موضوعي في #العقائد و #التاريخ_الاسلامي
2 ربيع الاول 1438هـ - 2_12_2016مـ.
ـــــــــــــــــــــ
هيام الكناني
التعليقات (0)