المرجعية العراقية شمس لثقافة التسامح ونبذ التطرف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لايمكن أن ينطوي المجتمع على نفسه دون الاخرين " بل عادة ماتنطوي المجتمعات على التباين والوحدة فيما بينها " ويتجلى هذا التباين في العدد الكبير من الأعراق والآجناس والقوميات التي تحمل قيماً ومعتقدات تؤدي إلى ثقافات مختلفة. وتتجلى الوحدة في أن كل أعضاء المجتمع الإنساني يشتركون في كونهم يسعون للعيش بكرامة وسلام وتحقيق طموحاتهم ومصالحهم، وعلى ذلك فإن ما يجمع الناس هو أكثر مما يفرقهم. وفي العصر الحالي فإن الاحتكاك وتواصل المجتمعات مع بعضها البعض، وتشابك المصالح بينها نتيجة لثورة الاتصالات والمعلومات والمواصلات جعل من التسامح والتعايش والاتصال والحوار المفتوح ضرورات لا بد منها لتحقيق مصالح المجتمعات جميعها. والتسامح مجموعة من السلوكيات والممارسات الفردية والجماعية التي تهدف إلى نبذ التطرف والتعصب، وتقويم كل من يعتقد أو يتصرف بطريقة مخالفة للقيم السائدة، وإعادته إلى الطريق الصحيح، بما يتوافق وقيم المجتمع الذي يعيش فيه. كما يعني التسامح السلوك والنهج المتبع لمواجهة التصرفات والممارسات الفردية والجماعية غير المبررة في أي مجال كان مما تؤدي إلى الحد من التصرفات العنيفة "ولهذا شهدت البشرية عبر تاريخها ولاتزال تشهد بروز جماعات شاذة تدعو إلى التعصب والتطرف وتكفير الجماعات الأخرى التي تختلف معها في الدين والعقيدة والفكر، على رغم وجود ديانات مختلفة ومذاهب مختلفة ضمن الدين الواحد من الأمور المسّلم بها" أذ يعتبر التطرف ظاهرة قديمة حديثة يرتبط بها العديد من المفاهيم كالتمييز العنصري و الديني والطائفي والجنسي. والتعصب هو بمثابة شعور داخلي يدفع الإنسان إلى أن يرى نفسه على حق، ويرى الآخرين على باطل، ويظهر هذا الشعور بصورة ممارسات ومواقف متزمتة ينطوي عليها ,ولأشاعة روح التسامح لابد من الوقوف بحزم ضد من يحرض على الطائفية والارهاب ، واشاعة روح التسامح والحفاظ على التنوع الثقافي والديني والديموغرافي.,التعايش السلمي وتقبل الحوار بين الثقافات والأديان كان ومازال ديدن المرجعية العراقية التي اصبحت شمس لثقافة التسامح ونبذ التطرف و ليس غريبا أن نقول بان المرجعية العراقية شمسا يسطع نورها سلماً وسلاما وأخوة وتسامحاً وحبا لجميع العراقيين و دون تمييز ، وليس غريبا ان نجدها بلا انحياز وعلى الحياد وبلا محاباة لطرف على حساب طرف آخر في أحلك الظروف وأعسرها وأدقها وأحرجها ، نعم هكذا هي دوما البيرق واللواء الخفاق الذي يجمع ابناء الشعب العراقي والضمانة الحقيقية لوحدة الصف .,وهي نبراس للحب والوئام ونشر بذور التعاون والقيم والاخلاق السامية التي تغنى بها الاسلام على طول السنين " فنادراً ما نجد الشخصية المؤثرة بنفوس الجماهير والتي تخطف الالباب وتسرق الأنظار بالمواقف الجريئة والتصريحات الدقيقة بعيدا عن الروتينية والتكلف والاصطناع لا سيما في بلد مثل العراق، لكن المرجعية العراقية شقت طريقها وسط زحمة المفارقات التي عصفت بالساحة العراقية وتبنت لنفسها المواقف الثابتة التي لا تخلو من الجرأة والمعرفة المسبقة بالنتائج وهي معرفة الخبير المتفهم اصطبغت معها الموسوعية والشمولية في الحركة والنشاط ، ليصل مدى تأثيرها الواسع بدفع كل فتن التمزيق والتطرف والطائفية عن البلد الجريح ولينعم العراقيون بشعاع روح التسامح المنبثق من شخصية المرجع الديني الاعلى العراقي السيد#الصرخي الحسني دام ظله ليسير هذا الرجل بطريقه العلمي وليرسي دعائم نهج التسامح ونبذ التطرف وليكون سدّاً منيعاً، صامداً شامخاً، واقفا في وجه تيّار الغلوّ والخرافة، وأفكار التطرف . فالمرجع الذي عاصر الأحداث التي جرت على البلد الجريح وتفاعل معها تفاعلا وطنيا أبهر الجميع بمبدأيته ، ومواقفه وخطاباته تشهد له بعمق الفكرة واستيعاب الموقف وتبني المسؤولية ,الصرخي الحسني قد جسد هذا المفهوم وانتهجه منهجا له وسار عليه وامر محبيه وكل من يريد ان يسمع القول فيتبع احسنه ان يتصف بهذه الصفة النبيلة التي تدعو الى الاخوة الانسانية والى نبذ الفرقة والضغينة فقد دعى في بيانه 33(المسامحة والمصالحة(والآن وفي كل آن ....... لنسأل أنفسنا ....... لنسأل أنفسنا وزعمائنا وعلمائنا ............. بل لنحاسب أنفسنا ونحاسبهم على كل ما صدر ويصدر من قول أو فعل أو موقف (( صَبَّ الزيت على النار)) وأدى بالمجتمع العراقي الى هذا السيل والصراع الطائفي القبيح الجارف للأجساد والأفكار , والزاهق للأرواح )( ويقول ايضا(الخطابات فاشلة والفتاوى والأحكام غير تامة وقاصرة والمواقف خاطئة........ إذن لنستغفر الله (( تعالى مجده وجل ذكره )) ونتب إليه ونبرأ ذممنا قبل أن نُحاسب يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا ندم ولا توبة ...... نعم علينا (( سنـــــــة وشيعــــــــــــــة)) أن نفعل ذلك حقاً وصدقاً وعدلاً , ثم نصحح المسار والخطاب والفعل والموقف , فنعمل صالحاً وخيراً للإسلام والإنسان والإنسانية جمعاء , دون الانقياد أو التأثر بدوافع ومنافع شخصية أو فئوية أو جهتية أو طائفية أو قومية أو غيرها من أمور وتوجهات تـُفسد وتـُضل وتوغل في الظلم والجور والعدوان.)
ـــــــــــــــــــــــــــ
هيام الكناني
التعليقات (0)