مواضيع اليوم

المثقف والحرب...

أحمد الشامي

2013-12-06 18:48:56

2

حين قال الشهيد "مروان حديد" أن نظام اﻷسد لن يزول ٳلا بالقوة، لم نأخذ كلامه على محمل الجد وبقينا غارقين في أوهام "المقاومة" و"الصمود" و"العروبة". بعدها التزم المثقفون السوريون صمت العاجز وقت مجازر "حماة" وفي وجه القانون اﻹجرامي القاضي بٳعدام المنتمين لجماعة اﻹخوان. لا أستثني نفسي فقد هجرت "الثقافة" منذ 1982 ولم أكتب كلمة بالعربية حتى استشهاد "حمزة الخطيب"وشجاعته التي ألهمتنا جميعاً.

منذ بداية الثورة مازالت كرة النار اﻷسدية تتدحرج وتلتهم البشر والحجر. مع الوقت، ظهر أعداء جدد قاموا بٳغناء الجحيم اﻷسدي، من ٳيرانيين وروس مباشرة وأمريكيين بشكل غير مباشر. حتى ٳسرائيل لاتنظر بعين الرضى لسقوط أجيرها اﻷسدي.

منذ مجزرة الكيماوي سقطت آخر اﻷقنعة وأصبح واضحاً أن خيار السوريين ينحصر بين الفرار والتشرد أو الموت. الموت تحت نار اﻷسد، فوراً أو حال انتهاء المقاومة المسلحة، كما جرى في 1982، أو الشهادة في سبيل الحرية. هذه هي الحرب ولامكان للوسطية و"الاعتدال" حين يتلقى المرء الصواريخ والبراميل ورصاص القناصين.

 هل نتصور الجيش الفرنسي وهو يقصف "باريس"؟

 مالذي يُجبر جند اﻷسد على قصف المدن الآهلة؟ ماهو شعور الطيار الذي يلقي برميلاً متفجراً على باحة أطفال وليس في أرض خلاء؟ والقناص الذي يتسلى بقتل ضحاياه بالتقسيط؟ هل هؤلاء "بشر" لهم حقوق ومشاعر؟ أم أنهم قتلة ومجرمو حرب لاتسقط جرائمهم بالتقادم؟ ما الفرق بينهم وبين من هدم برجي "نيويورك" ومن يقطع الرؤوس على الشبهة؟

هل من يأتي للشام "ثأراً للحسين" ومقابل آلاف الدولارات ليقتل ويسبي هو "مقاتل" أو مرتزق لا تنطبق عليه ٳتفاقيات "جنيف"؟

ماذا يفعل المثقف وقت الحرب؟ هل ينضوي تحت لواء الخطاب التنويمي لوسائل ٳعلام "طويلي العمر" و"يعلك" ذات الكلمات صباح مساء؟ أو يسقط في فخ الشتم والتحريض على العنف ؟

على المثقف أن يقول كلمته ويمشي، فدوره هو أن يكون ضمير اﻷمة، ينقل الصورة كما هي ﻷقرانه ويدلهم على أقرب الطرق للنصر، يدعو للقتال والشهادة حين يقتضي اﻷمر وللعفو والتسامح ساعة النصر، فالثقافة دون  أخلاق هي "صف كلام".

أحمد الشامي   فرنساahmadshami29@yahoo.com        http://elaphblogs.com/shamblog.html

http://enab-baladi.com/archives/13981


 

 




التعليقات (2)

1 - http://3n-tagropa.blogspot.com/2013/11/subway-surfers-game-download-apk-1150.html

تحميل لعبة سابوى - 2013-12-07 14:44:23

مقال رائع و مدونة رائعه

2 - هل نتصور الجيش الفرنسي وهو يقصف باريس؟

مالك الأشـتر - 2013-12-08 15:58:13

سؤال ابداعي وجميل ويعيد النهر الى مصبه لايوجد اطلاقا جيش يقصف بلده من اجل رئيس واحد خرجت جموع الشعب للأطاحه بـه الا ان كان هذا الجيش يوالي بلد غير بلده وكلنا نعرف ان الشيعه بجميع مذاهبهم الكثيره توالي دولـة ايران والتي هي تعادي الاسلام والعرب عداء تاريخي الى ماقبل الاسلام والوثائق التاريخيه وثقت حروب العرب مع الفرس فيما قبل الأسلام واليوم نفس الحروب تشن على الاسلام والعرب ولكن بلباس جديد وهو التشيع وحب ال بيـت !! لقد شاهدت مقطع لشيخ شيعي يقول لو كان المهدي يقاتل ضد بلدي العراق سأكون معه ولو كان المهدي يقاتل في صف اسرائيل واليهود سأكون معه ولو المهدي يقاتل المسلميـن سأكون معه !! ولمعرفة من هو المهدي ينظـر الى موقـع البرهـان ويمعن النظر في مهدي الشيعه من هو ومن عدوه ومن سيقاتل وبماذا سيحكم اذا خرجت من سردابـه

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات