مواضيع اليوم

الفساد مواطن صالح يؤدي واجباته الوطنية بإخلاص

محمد ياسين رحمة

2015-08-27 08:21:54

0

نقطة فاصلة

 مادام قد صار للفساد قانونٌ لمحاربته فيجب الاعتراف بأن الفساد هو "المواطن الصالح" الذي يؤدّي في واجباته "الوطنية" بإخلاص وإتقان.. ويجب الاعتراف بأن الفساد لم يعد حالات "استثنائية" أو حالات فردية يقوم بها أشخاص يستغلون سلطنهم أو نفوذهم وعلاقاتهم، بل الفساد صار ثقافة و"فن حياة" ضرب بجذوره في تربة الواقع وفي الفكر المجتمعي.. وقانون محاربة الفساد هو تأكيد بأن "القانون" هو الكذبة الكبرى التي تحكم الضعفاء الذين تطالهم يد القانون ولا يجدون ظلا للفساد يحميهم.


من لم يخف الله وهو يقوم بسموؤليته فلن يخشى قانون محاربة الفساد ولا أيّ قانون آخر، ومن لم يكن ضميره هو القاضي الأوّل الذي يحاكمه فلن تردعه أيّ عقوبة قانونية.. وكيف لمن لم يخش جهنّم التي وقودها الناس والحجارة أن يخشى قانونا لا يُطبّق إلاّ على المستضعفين.

يُفترض التساؤل عن الذين وضعوا قانون محاربة الفساد وما هو موقعهم في منظومة النظافة والنقاء والشرف وباقي المصطلحات الأنيقة التي يفوح من حروفها الأريج؟ ويُفترض التساؤل عن الذين يطبّقون هذا القانون ومنسوب القدرة والكفاءة والنزاهة لديهم؟. ولكن لا جدوى من التساؤل فقانون محاربة الفساد هو لحماية الفاسدين ولم يثبت حتى الآن أنه "حارب" وطهّر الواقع من المفسدين.

ولكن ما هو الفساد؟ فأغلبية الناس يربطونه بمواقع المسؤولية في الدولة، حيث الأيدي تعبث بالملايير وتتاجر في المشاريع والذمم والضمائر.. ويتغافلون عن مظاهر الفساد التي تنخر المجتمع ويقوم بها الناس في حياتهم اليومية، أم أن الفساد له مستويات ودرجات وفيه ما هو مقبول ومعقول وفيه ما يستوجب اللعنة؟.. لنا عودة للموضوع في فرصة أخرى.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات