الفتوى من جديد في ثوبِها الداكِن
................................
العجب كل العجب مما يرى المرء ويسمع فمنذ سقوط النظام 2013 والى اليوم اخذت كثيرمن من السلبيات تتفشى في مجتمعنا الآمن تتفشى في الشارع العراقي رغم العنف الذي يصيب البلد اليوم ,اغلب الاشياء أصبحت تدعو للعنف حتى لعب الاطفال لم تسلم من ظلامية أعداء الطفولة أصبحت أداة طيعة في متناول الجميع بينما هي من ادوات العنف, ولم نرَ اي قانون حرّم او منع اقتناء هذه الالعاب , وها هي الأخبار تنتشر ان هناك فتوى جديدة صدرت من المرجعية الفارسية تلوح في الأفق مفادها ان السيستاني أفتى..... بحرمة اقتناء لعب الاطفال التي تدعو للعنف وعدم جواز بيع وتجارة لعب الاسلحة البلاستيكية، اذا تسببت بالرعب او الضرر,حقيقة لانعلم اين كانت هذه الفتوة طيلة هذه السنين وقد تعرض الكثير من الاطفال وحتى الكبار جراء هذه اللعب المؤذية ..
في المقابل نرى ان نفس هذه المرجعية أفتت في العام الفائت بنشر القتل والدمار من خلال فتواها السيئة الصيت التي جعلت العراق دما عبيطاً ولم نر انها قد افتت بتحريم الدم العراقي بكل اطيافه فنرى قوى التحشيد من جهة والحكومة من جهة اخرى ترمي المدن ببراميل متفجرة سقط من خلالها الكثير من الناس الامنة !!
فما هذا التناقض المضحك المبكي فاصبحنا كما قال احد الشعراء
(( القاه في اليم وقال له اياك اياك ان تبتل بالماء) انه لمن العجب انك ترى مدن تنوء باعباء اثقلت كاهلها بالمفرقعات والمفخخات وعصابات النهب والسلب والخطف والتزوير وكثير مافي قواميس الشيطان من قضايا يشيب لهولها الولدان ,عجبا! صمت دهرا ونطق كفرا, ماهذا الا عمل المفلس الذي يريد ان ينمق افعاله بصفة جديدة اسمها الضحك على الذقون) حيث يمطر الشارع المشحون بالنكبات بوابل من الفتاوى بين الحين والاخر حتى اذا ماوقع في الفخ الناس وصدقوه ,قلب لهم ظهر المجن وتبخرت كل الوعود ,فيضيع فيها ؤلئك الذي ينعقون وراء كل ناعق دون الفكر والتحليل لواقع الحال واليوم خير شاهد على مافعله وتفعله تلك الفتوى التي أحرقت الاخضر واليابس وجعلت العراق كله تحت آتون الاقتتال , العدو يلعب في الساحة!
ماأحوجنا اليوم الى ثقافة إنسانية واقعية ,فمن خلال إطلاعي المتواصل فيما يخص البحث كنت قد قرأت حواراً جميلاً جرى بين رجل جاء خاطباً إحدى الفتيات فقال لها(لاعيب فيّ سوى إني سيءُ الخُلق)
لم نسمع يوماً أحد تجرأ و يعترف علانية وبشكل صريح عن خلل قام به وضرراً كان هو المتسبب فيه..
لقد وضع صاحب الفتوى العراق تحت مقصلة الأقتتال ودفع الاتهام عنه على جهات اخرى بينما يعيش العراقيون في ظل إزمة حقيقية ..
ولو رجعنا الى الفتاة في أصل القصة التي أشرنا لها في مقدمة المقال والفتاة الطيبة التي صارحها الخاطب ,نرى انها قد وجدت ظالتها المنشودة من خلال حديثه مع نفسه فاكتشفت فيه مشروعاً واعداً
والشاهد لهذه القصة هو مالذي جنيناه من الفتوى السابقة , التي عملت على ترسيخ الطائفية وأحرقت الأخضر واليابس ودمرت الحرث والنسل
وما الذي سنجنيه من الفتوى المتاخرة هل بالفعل ستكون الضالة المنشودة التي نرى فيه المشروع الواعد لعراق افضل ؟!
هيام الكناني
التعليقات (0)