كأنه لم يكفي السوريين كل المصائب التي تنزلها بهم عصابة اﻷسد ومماحكات المعارضة السورية التي تفرقت أيدي سبأ، حتى أتتهم أخبار الحرب الضروس التي يستعر ٳوارها بين دولة العراق والشام اﻹسلامية لصاحبها "البغدادي" وبين جبهة النصرة ﻷهل الشام بٳدارة "الجولاني".
صحيح أن دكاني الجهادية السلفية هذين يتبعان نظرياً لذات "اﻹدارة" القاعدية في "تورا بورا"، لكن كلاً من اﻷميرين يعتبر نفسه أحق بقيادة الجهاد في أرض الشام من شقيقه اللدود.
البغدادي يعتبر نفسه أولى باﻹمارة فجبهة النصرة هي الامتداد العضوي للقاعدة في العراق والرجل أولى من غيره بقطف ثمرات الحراك الجهادي وغنائمه. أما "الجولاني" وهو مثل صنوه "البغدادي" من خريجي مدرسة المخابرات السورية وفرع فلسطين وممن تدربوا على أيدي حرس الولي الفقيه الثوري، فيعتبر نفسه أولى بالغنم لكونه انخرط شخصياً في القتال ولم يكتف بٳدارة المشروع القاعدي في بلاد الشام عن بعد ولكونه "ابن البلد"، على مبدأ "جحا أولى بلحم ثوره...".
لحم الثور في هذه الحالة هو السوريون بكرامتهم المهدورة وأحلامهم التي يتقاذفها هؤلاء...
ينتظر منا هؤلاء أن نطيعهم كالقطيع ونخرج من عباءة عصابة اﻷسد ٳلى فسطاط القاعدة الرحيب والمشكلة الوحيدة الباقية هي فيمن يكون اﻷمير على دهماء السوريين؟ هل تنعقد اﻹمارة لسيد القاعدة في الرافدين "البغدادي" أو يؤول اﻷمر "لزلمة" الظواهري في الشام "الجولاني"؟
كأن السوريين خرجوا بصدورهم العارية يواجهون رصاص اﻷسد لرؤية الجولاني أو البغدادي في قصر المهاجرين بدل الرئيس الوريث!
الحق يقال أن الذهن اﻹبليسي لنظام العصابة الأسدي قد تفوق على نفسه في تفريخ "صيصان" القاعدة هذه...
الشهيد "مروان حديد" ورفاقه الذين أخلصوا الذمة لله والوطن، سواء اتفقنا معهم في رؤيتهم أو لم نتفق، أعدمهم نظام اﻷسد ولم يطلق سراح أي منهم ﻷنه كان يعرف صدق ٳيمانهم وٳخلاصهم لشعبهم، أما جماعة القاعدة والنصرة فلهم معاملة خاصة كونهم "من عظام الرقبة"...
لو كان هناك خير في ٳطلاق سراح هؤلاء لما كان النظام قد أخلى سبيلهم هم و قطاع الطرق والقتلة والحشاشين...
أحمد الشامي
عنب بلدي – العدد 72 – الأحد 7-7-2013 http://enab-baladi.com/archives/9459
التعليقات (0)