الذُّل والأهــانــة في زمــن الخيــانـة
هيام الكناني
لايحتاج الأنسان الى عناء تفكير للوصول الى حقيقة مفادها ان العالم اليوم يعيش المتناقض !! حين تضيع معاني الدين وتبقى مظاهره ؛ عندها يصبح كل شيء خارج عن المألوف ؛ فلا شيء في حقيقته ناصعاً بل الكل يغلب عليها الضبابية والرمادية ؛ فالعبادة صارت عادة ؛ الصلاة مجرد حركات ؛ والصوم جوعاً والخشوع تماوتاً؛ والزهد تحايلاً ؛ والذكر تمايلاً ؛ والجهاد تفاخراً ؛ والورع سخفاً؛ والوقار بلادة؛ والعلم تجملاً ؛ كل شيء يجري عكس ماهو مطلوب الفرائض مهملة والسنن مشغلة اذ يرى أدعياء الدين عسف الظالمين عدلاً ؛ وباطلهم حقاً ؛ وصراخ المنكوبين والمظلومين والمستضعفين تمــرداً ؛ حين ترى كل هذا فأعلم اننا في زمن كثرت فيه الشبهات والأكاذيب ؛ فـعندما تنظر للمعروف لايعمل به والمنكر لايتناهى عنه لامحالة الانسان الى سفال والعالم في انحدار تام نحو الهاوية حينئذ يكثر اللصوص بأسم حماية الضعفاء؛ والطغاة باسم التحرير؛ والدجالون باسم الهداية والاصلاح ؛ والملحدون باسم الدين أفيون الشعوب ؛ وقطاع الطرق باسم المقاومة ؛ وهنا تكون النهاية محتومة لاخلاص ولا حياة ترنو السلام والامان وسط اجواء الانحدار المزيف الكاذب لهذا المخلوق البشري الذي تفرعن على كل شيء حوله ولم يترك بصيص أمل لنفسه وهذا مااشار اليه رجل تفرد عن غيره بقيمه وأخلاقه ووطنيته وإسلامه حين وصف حال الناس وهي تبتعد عما كانوا عليه من الدين والايمان والاخلاق ومن الرحمة والإنسانية وذلك في المحاضرة (20) من بحثه ( وقَفَات مع.. تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطُوري ) متسائلاً:
(لماذا يذهب الآن الناس البسطاء الأبناء الأعزاء المخلصون المؤمنون يذهبون إلى جبهات القتال ويقتلون ويذبحون هناك، وفقدنا الكثير من الأعزاء، ويأتي سفهاء الأحلام وأهل السفاهة والتفاهة والانحطاط والانحراف وسوء الأخلاق والبهيمية يحتفلون بهذه الأعياد الفاسدة الواردة على بلاد الإسلام وعلى بلاد الشرق وعلى بلاد العرب وعلى بلدان الأخلاق، يحتفلون بعناوين ويقيمون المهرجانات التي تبيح المحرمات، التي تنتهك الأخلاق والحرمات، التي تجمع بين الذكور والإناث، فيأتيك سباق هنا، ومؤتمر أو احتفالية ورقص وطرب ولهو وفلنتاين وما يرجع إلى هذا الفسق والفجور والانحراف والانحلال، والأبناء الأعزاء يبذلون الدماء ويفقدون الأرواح، وكأن الأمر لا يهمنا ولا يعنينا، لا يوجد تفاعل مع كل تلك التضحيات، ما هذا الانحلال؟ ما هذا التمرد على الأخلاق وعلى الإنسانية؟ حتى تعجب أنهم يمارسون الرذيلة وسوء الخلق والانحطاط أكثر من تلك الدول التي صدرت إلينا هذه المظاهر الانحلالية الفاسدة..)
نعم هذا الكائن البشري لا يخشى في الله لومة لائم في إفناء شعوب وقبائل بأكملها، لمجرد أنها لا توافقه هواه وقيمه وأفكاره ومعتقداته المنبثقة من وحي الرب، ولا يتوانى لحظة واحدة في الكبس على الزر الأحمر المعلوم لمحو شعب من الخريطة لمجرد أنه لا يوافقه هواه.
ـــــ
هيام الكناني
التعليقات (0)