الخلافة وعلي لايفترقان بنص السنة والقرآن
بعد أن أصبحت الامة الاسلامية تعيش أزمة ذات بعدين بين هوية ذات وتحققها على مستوى المسؤولية وأزمة وعي اسلامي يتيح لهذا الزمان امكانية تطبيق الشريعة الاسلامية ,فاصبح اهل الدين الواحد على خلاف مستمر مزمن تتمثل في اتهامات قائمة على عدم معرفة حقائق الامور . واخذت تطرح الكثير من الطروحات تتركز على شكليات وقشور المفاهيم والأحكام على حساب جوهر الشريعة ومقاصدها الحقيقية, مايقتضي بيان هذه الحقائق في سبر تولي المنصب الالهي في قياة الامة واستخلاف القائد الذي يستحق تولي أمور الناس والقدرة والقابلية على معرفة الاشياء وتحكيمها وفق تعاليم القران الكريم
وبما ان عقول الناس قاصرة عن إدراك أسرار الكتاب (القران الكريم )ومغازيه والإحاطة بجميع جوانبه (تبياناً لكل شئ)، فكان لا بد وأن يكون لهذا الكتاب من مرافق يقوم بهذه المهمة التوضيحية للناس (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وآخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) [ آل عمران / 7 ].
لقد أحاط الرسول صلى الله عليه وآله وسلم علياً منذ صغره بعناية خاصة، حيث تولى تربيته وإعداده، ودأب على الإشادة بمكانته وفضائله في كثير من المواقف حتى قام بتنصيبه رسمياً ليكون خليفة وإماماً للأمة بتوجيه رباني {قوله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) [ المائدة / 67 ]. وقد نزلت هذه الآية في الثامن عشر من ذي الحجة والتي يظهر منها أن الله سبحانه وتعالى يأمر نبيه بإعلان بلاغ على أثر ذلك بالتوقف في المسير البلاغ حتى بلغ الامر واتمه على مسمع ومشهد من الناس حتى أُنزلت الاية المباركة (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) [ المائدة / 3 ].لتبين اكمال الدين لايتم الا بتسلم علي عليه السلام هذا المنصب الالهي لانه أهلاًله
وإن استخلاف القائد الرباني لتميزه عن بقية أبناء قومه تكون خلافة الله متوجة فيه، ومصونة به من خطر الإفساد في الأرض، وسفك الدماء كما في قوله تعالى: (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله) [ ص / 26 ].(ليكون الرسول شهيداً عليكم) [ الحج / 78 ].
ولأن القوم المستخلفين هم ليسوا المالك الحقيقي لما استأمنوا عليه، وأنما هم خلفاء المالك الأصلي، وهو الله (جل وعلا)، فهم ليسوا مطلقي الحرية والتصرف كما شاؤوا بالإمكانات والسلطات الممنوحة إليهم، ودون قائد رباني، فإنهم سينحرفون تماماً عن الخط الإلهي المرسوم،من هذا بين سماحة المرجع الديني السيدد الصرخي الحسني احقية الامام علي في تولي منصب الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وانها تمت خلافته بتوصية من رسول الله وهذا الامر ليس منوطا بالقر ابة منه وانما لوجود المرجحات والمميزات التي تشكلت في هذه الشخصية الاسلامية والسمات التي يمتلكها والتي أهلته لتولي هذا المنصب العظيم حيث قال سماحته ( نحن نعتقد ان الخلافة بالنص على علي (عليه السلام) ليس لأنه له قربى مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه القربة ميزة من الميزات لكنها ليست بدليل ليست بحجة ليست بأساس حتى يكون خليفة او وصيا او اماما او حاكما بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نحن نقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا تأخذه في الله لومة لائم ، من هو علي امام الحق امام الجنة والنار امام الذات الالهية ؟ علي لا شيء امام هذه الحقائق ، علي لا شيء امام الحقيقة الالهية !! لكن متى صار لعلي الشانية والعلو والمكانة والرفعة والخصوصية ؟ لأن الله خصه بالشيء . فارتفع علي وارتقى علي بهذه الخاصية بهذه الكرامة بهذه النعمة بهذا الشرف بهذا التكريم "
واضاف سماحته "نحن ننفر عن القريب عن الاب عن الابن لا نتولى من يسلك غير طريق الاسلام فبالاولى ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يسلك طريق العاطفة خاصة في الامور المصيرية والحدية والمجتمعية " )لما تزخر به النفس الإنسانية من نزوات، وأطماع، وحب التسلط. وهو يتلخص بإنابة النوع الإنساني في إعمار الأرض وإصلاحها ولكن بتميز أمة أو قوم يختارون (مع إمكانية استبدالهم) للدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، على رأسهم قائد رباني يحكم الناس بالشريعة الإلهية.
وعليه يمكن القول ان الكتاب (القران الكريم ) في واقع الحال لا يمكن أن يكون مرشداً للناس من بدون إنسان متخصص بحمله، عارفاً به
اختار الامام علي عليه السلام واصطفاه ليكون حامل للرسالة الإسلامية وحفظتها ومعلمها إلى الأجيال اللاحقة بعد رحيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لأنه قد خصه الله بمواصفات استثنائية من التسديد في العلم والتطهير
ولايخفى على القارىء اللبيب ان أميرالمؤمنين عليّ(عليه السلام) هو الحلاّل للمعضلات، والكاشف للكربات، وما عساهم أن يكتموا الحقائق إلاّ أن يعترفوا بالحقّ فيقولون: لولا عليّ لهلك أبو بكر، لولا عليّ لهلك عمر، لولا عليّ لهلك عثمان. أو عبارات وجملات أُخرى يبدونها ممّا تدلّ على إقرارهم واذعانهم بسموّ رتبة الإمام عليّ(عليه السلام)العلمية وكونه(عليه السلام)سنداً وملجأً لحلّ المعضلات.وقول عمر بن الخطّاب: لولا عليّ لهلك عمر لم يرد مرّة واحدة فحسب، بل كرّره عمر عشرات المرّات، وذلك لما كان تواجهه الشدائد كثيراً على مختلف الأصعدة.
ولم يكن هذا الاعتراف العمري في الخفاء، بل إنّ عمر كان يعترف ويقرّ بذلك علانية وصراحة وبحضور الناس والأشهاد.
هيام الكناني
التعليقات (0)