الحوار الصريح والنقاش الجاد ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في ظل الظروف الحرجة التي يجتاجها عالمنا ؛يبقى للكملة صداها المؤثر وامانة كبيرة ومسؤولية ضخمة, لابد من فهمها وافهامها ,وتفقهها ومعرفتها وتقديرها حق قدرها والا فــ رُب كلمة لايلقى لها بالاً تهوى بها شعوباً , وتمزق أحباباً؛ وأضّرّت وحطمـت مفــاهيــم؛ وشوهت ثوابت ؛وربما أثبتت متغيرات الى ذلك من القضايا التي لايدركها الا من وعى تلك الكلمة وفقه معناها وألّمّ باثارها
ومن هنا يصبح الحديث عن نظم الخطاب التوجيهي في اصلاح الفكر الاسلامي الذي انحرف عن مفهومه الصحيح بوجود ذوي الرؤى والافكار المسمومة بالحقد والكراهية والحسد والمغالاة .
كم يسرنا وجود اشخاص تسعى حثيثة في بناء فقه الكلمة الحقة واثرها في النفوس في ظل هذه الظروف التي تجتاحها امتنا الاسلامية والتي تحياها جماهيرنا هذا الامر يجعل الاذان اقل التفاتاً لقضايا الفكر لانها من مسائل الدواء الطويل الذي يُقدم ويُنادى به مراراً"
ولكن استمرار الاحباط والفشل والضياع والشعور بالمهانة كل ذلك يؤكد حقيقة واحدة هو انه لو ان هذه الامة استقامت عقيدتها وصلح فكرها وتحررت ارادتها وأحسن بناء إنسانها واعداده لما آل اليها الامر على هذا المنوال
ولما غابت هويتها ولم تسقط في شراك خصومها..
الضلال العقدي من اهم اسباب انحراف الفكر الاسلامي والغلو فيه وتكفيره مما ادى الى وقوعه في مسالك الاوهام وقيود الاهواء واستبداد المستبدين وعلى هذا الامر حاول المرجع الديني السيد الصرخي ان يعطي كلمته ورأيه في افكار وطروحات ابن تيمية فلا تكفير ولا إبــاحة للدماء وانما النقاش والكلمة الحقة تكون ضمن الاطار الشرعي الاخلاقي والحوار العلمي كما ذكر ذلك في محاضرته العاشرة من ضمن بحث ( السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد متحدثاً قائلاً ذلك (نبقى مع ابن تيمية والتيمية في طور ونطاق النقاش والحوار العلمي الشرعي الأخلاقي ، فلا تكفيرَ ولا فُحشَ وسوءَ خُلُقٍ، ولا تقتيل و سَفْكَ دماء، ولا إباحة أموال وأعراض .) وعليه يمكننا القول أن هناك فرق بين نقد الآراء والقدح في شخص
إن الانتقال من النقاش العلمي والتمحيص للحجج والبراهين إلى السباب والشتم والطعن التكفير هو فعل ضعفاء العقول وهذا ليس منهاج الصرخي الحسني بل أن ضعف العقول يعتبر مجرد النقاش العلمي النزيه لرأي عالم طعنً في شخصه..ومناقشة آراء العلماء لها اهمية اذا كانت من اجل احقاق حق وتبيان امر وكشف زيف..واهم مافي النقاش الوصول للحق، ولذا ينبغي أن يكون المهم في النقاش الوصول للحق، والتجرد في طلبه، ولو جاء هذا الحق ممن لا تحب أو تظن أنه متلبس بما لا تحب، وهذا مقصود أهل الفطانة بقولهم حين النقاش (ناقش القول ودعك من القائل) أن يكون همك حين النقاش النظر إلى البرهان والدليل والحجة .. وليس مقصودهم ذكر الأقوال وإخفاء القائلين .. حتى إن بعض المتعصبين ليعتبر أن مجرد نقاش عالم يقدسه ومخالفة ما ذهب إليه طعنا في شخص ذلك العالم، وليس الأمر كذلك لو كانوا يعلمون ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
هيام الكناني
التعليقات (0)