الحقائق لاتُلغى بالتزييف ( ولاتلبسوا الحق بالباطل)
عند قراءة الواقع العام عندنا وعند أمتنا الاسلامية خاصة يجعلنا نقف حائرين أو بالاحرى يجعلنا على حقيقة غريبة مفادها أن غالبية الحروب والمعارك التي دارت هنا وهناك منذ زمننا القديم الجاهلية الاولى وحتى يومنا الجاهلية المعاصرة هذا لاطائل من ورائها ولاغالب من أمرها ولامنطق ولامصلحة راجحة عند أستحضارها في قراراتنا وممارساتنا وما حصل ويحصل يولد لدينا أننا لسنا على المحجة البيضاء ؛ فالذين يسعون لإبادة أمة من الناس وتبذير الممتلكات والثروات العامة جيلاً بعد جيل وتضحيات وماشاكل أغلبها من أجل مجد زائل أو نزوة عابرة ؛ أو لتصفية حساب ؛ وليس لاحقاق حق او دفع بلاء ؛ وكأننا برياح السموم قد حلت لتمتص حتى الرطوبة التي في عمق الاشجار والقلوب ؛ لاشك انهم قد وسخوا تأريخنا وعطلوا مصالحنا ؛ فهم لايمكن أن يصنفوا منتصرين مطلقاً بكل المعاير ؛ بهذا الصدد يأخذنا واقعنا اليوم بما كان بالامس وما تضمن من خروقات سياسية وشرعية وامنية ..
بهذا المنوال يستطرق رجل الدين الصرخي الحسني في محاضرته 23وفق بحثه ( وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري ( حيث يذكر قائلا : أيها الدواعش الأسطوريون : مزاعمكم وقياساتكم في الحروب والفتوحات باطلة !! ....وها هو صلاح الدين القائد الإسلامي البطل الشجاع الفاتح خرج بنفسه ومن ذاته للغزْوِ وتحرير بلاد الإسلام والمسلمين ومقدّساتهم وتطهيرها من الفرِنج، لكنّه سرعان ما تراجع عن عزمه بعد خروج نور الدين بجيشه ليؤازره في الغزْوِ وفتْح البلدان؛ لاحتماله أنّ سلطانه وملكه سيكون مهددًا بالانتصار على الفرِنج، والتهديد المحتمل يأتي من نور الدين، قائدِه الأصلي، والمنعم عليه وعلى أهلِهِ، ومولاه ومولاهم، وولي أمرِه واَمرِهم، ولا يخفى على كلّ العقلاء الطبيعة البشريّة في عدم الاكتفاء لا بسلطة ولا مال ولا بجبل من ذهب ولا بجبلين، بل سيبتغي ثالثًا ورابعًا وكلّ الجبال، فدافِعُ الغزو وتوسعة الملك والسلطة طبيعة بشريّة ثابتة قطعًا ويدل عليها واقع الحال عند الحكام في مشارق الأرض ومغاربها وفي جميع الأديان والملل والنحل وحتّى عند المجتمعات القروية والبدائية وفي كلّ الأزمان، مع الأخذ بنظر الاعتبار أنّه لا يوجد عصمة عندهم)
الأيام صحائف والتأريخ يعيد نفسه فما كان بالامس يعود اليوم والدواعش منهاج واضح للباطل وسفك الدماء ؛ فالامور كلها لا تنجح ولا تستقيم سواء مع الله او مع النفس او مع الناس اذا لم تكن تعتمد على الحقائق وتبنى على الصدق .. ذلك ان الله لا يعرف ولا يعبد بالكذب والضلالات ؛ كما ان الحكام وغيرهم لا يحترمون ولا يوفقون باظهار خلاف ما يبطنون اي صبغ سياساتهم بالاوهام والاباطيل … اي بادعاء الصدق والدفاع عن الحق وهم اقرب بادعائهم الى اي شيء ماعدا الحق.
https://youtu.be/9qyWXgqEb50
ـــــــــــــــ هيام الكناني ــــــــــــــــ
التعليقات (0)