مواضيع اليوم

الجدار لن يكون الضربة القاضية

عيسى رمضان

2010-01-03 23:12:14

0

 مهما حاولت الحكومة المصرية وبكافة التصريحات الرسمية ، المسموعة والمرئية أن تغطي الحقيقة الواضحة من وراء بناء الجدار ، فلن تستطيع ، وهي كمن يغطي الشمس بغربال .
فتارة تقول : هو تعبير عن سيادة مصر على أراضيها ، وتارة تقول أنه شأن مصري خالص ، وتارة تقول ،اٍنه لمنع تصدير القضية الفلسطينية الى مصر ، وتارة تقول لمنع الأسلحة ، وتارة تقول ، لمنع نقص المواد الغذائية من الأسواق المصرية ، وتارة لمنع تهريب الأسلحة عبر الحدود من مصر لغزة ،وتارة تقول لمنع تصدير الخلايا الارهابية من غزة الى مصر ، وتارة تقول لمنع هجرة أهالي غزة الى مصر اذا ما اشتد الحصار .
ان هذه المبررات تستطيع أن تقنع من يعيشون في دول هادئة ولا يعرفوا ، ولا يستطيعوا تصور معنى ما هو حادث بالفعل وأثره اليومي على جحفل سكاني مرصوص في بقعة جغرافية كقطاع غزة . هذه المساحة التي لن تستطيع أن تطعم ما تعداده مائة وخمسون ألفا ، وليس مليون ونصف من البشر .
ولكنها لن تقنع الشعب المصري الذي يحس بمعاناة جاره الشعب الفلسطيني ، ويصدق حكومته ، بأن الجدار لصالح مصر والشعب الفلسطيني على المدى القريب والبعيد .
وهذه المبررات لن تستطيع أن تقنع شعب غزة الذي يعيش يوم بيوم ، ولا يعرف ماذا سيحدث له غدا ، ويتسائل دوما : هل سيجد غذاء ، هل سيجد دواء ؟
لقد مضت أعوام على الحصار ، ومضى عام على الكارثة ، الحرب والتدمير ،وباتوا في العراء عاما كاملا ، وهم مقبلون على عام آخر ، ولا أمل ، لا أمل في أي شيء ، فالمفاوضات فشلت للمرة الألف ، والمصالحة فشلت للمرة المائة ، وتبخرت الآمال .
وماذا بعد ؟ ماذا نرى في الواقع ؟
نرى تعاونا أمريكيا اسرائيليا مصريا ، لتشديد الحصار ، ولبناء الجدار . جدار الضربة القاضية ، من وجهة نظر مخططي أفكار القهر والعدوان والسياسة التي سيثبت التاريخ القريب فشلها ، لأنها تنكر حق شعب فلسطين في الحرية، وحق تقرير المصير في دولة خاصة به ، ذات حدود يعترف بها الجميع ، وأولهم المخططين للجدار الحديدي .
ان مصردولة ، ولديها امكانيات وأجهزة أمنية وفي استطاعتها مراقبة الحدود بأساليب مخابراتية مزدوجة وسرية ، وكشف ان كان هناك أسلحة أم لا .
وأن تقول أنها تبني الجدار خوفا من الهجرة الجماعية لأهل غزة ، فهذا سبب غير معقول ، فالفلسطينيين أكثر تمسكا بأرضهم مهما تكررت المصايب والحروب ، فلا هجرة بعد اليوم .
ان العلاقة التجارية الرحبة بين الشعبين لها فوائد مشتركة ، فقد خلقت حركة تجارية وتشغيلية على الجانب المصري للحدود ، وفي الجانب الفلسطيني ، تعمل الحركة التجارية على تخفيف الحصار الاسرائيلي لدرجة ما . وهذا يدعم صمود شعبنا في غزة في مواجهة العدوان الاسرائيلي المتكرر .
فكل التبريرات الرسمية الحكومية لن تقنع لا الشعب المصري ولا الفلسطيني ، وستوضع الحكومة المصرية في قفص الاتهام الى جانب اسرائيل وأمريكا الذين كل همهم تشديد الحصار على شعب غزة .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !