التناقض والتهافت القولي والعملي ينبع من نفس جاهلة ومريضة ومصابة بعقد شائكة وإضطراب فكري ورذائل أخلاقية , ومهما حاول الشخص أو الجهة المتهافتة
المتناقضة في قولها وعملها اخفاء ذلك إلاّ وانكشف على طول السيرة والمواقف , ومن مصائب التناقض والتهافت هو حينما يعطي المتناقض المبرر لتكفير وقتل نفسه بذات المبرر والعلة لتكفيره وقتله للآخرين !! فالتيمية الوهابية الداعشية نجد في أقوالهم وسلوكهم وفتاويهم فاعلة ناشطة ضد شيعة أهل البيت عليهم السلام لأسباب منها أن الشيعة مثلاً يبكون الحسين ويرثونه ويندبونه ويزورونه ويقيمون المجالس لذكره ويُدّونون الكتب بمصيبته , وهذا في معتقد وعرف وأحكام التيمية كفر وضلال وانحراف وشرك يستحق مرتكبه القتل والتفخيخ والتفجير والتكفير وهو ما حصل ويحصل في كل مكان وزمان ! ولكن في مقابل ذلك نجد كتبهم ومجالسهم ومؤلفاتهم وندواتهم تندب وتتباكى على راقصة ماجنة قُتلت وهي ترقص بين يدي المستعصم العباسي الخليفة العادل بنظرهم ويلعنون قاتلها !! ومع أنه لاتوجد مقارنة أبداً بين سبط النبي صلى الله عليه واله وريحانته وسيد شباب أهل الجنة الامام الحسين مع راقصة ماجنة فاسقة !! حتى أنهم يُكفرون من يلعن يزيد قاتل الحسين عليه السلام !! وهنا نقول .. هل الأشكال والمحرم هو أصل الرثاء والندب والذكر ! وهذا يُرد عليهم برثائهم وذكرهم وندبهم للراقصة ومقتلها ! أم أن الأشكال والمحرم يأتي من عنوان مَن يُبكى عليه ويُندب ! وهذه مردودة أيضاً فهل عنوان وشخص ومقام الحسين عليه السلام يكون سبباً للأشكال والحرمة , وعنوان الراقصة وفجورها وتسافلها لا يكون سبباً ذلك !! مالكم كيف تحكمون ! وعليه فأن المستنتج يقيناً هو بغض وحقد التيمية الدواعش الأمويين على الإمام الحسين عليه السلام وجده الأمين صلى الله عليه واله وأبيه عليه السلام ومروقهم من الدين لذا فأنهم يبغضون كل من يواليه ويرثيه ويندبه , وكذلك يوجد سبب آخر أن تجديد ذكر الحسين عليه السلام وزيارته ورثاءهم وندبه والبكاء عليه يلزم منه وعنه ذكر يزيد ولعنه والتذكير بالجريمة التي ارتكبها ونشرها ووصولها لأبعد نقطة ومكان , وهو ما يثير سخط التيمية فيحاولون طمس هذه الجريمة وذكرها حتى لا تنكشف فضائح وجرائم يزيد الذي جعلوا منهم خليفة المسلمين كما يصنفهم ابن تيمية !! وقد ألفت لهذه الجزئية المحقق الصرخي الحسني في محاضرته الــ 40 من بحثه الموسوم (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري )في 5-5-2017 بقوله (الأمر السادس: رَوْزَخونيّاتُ التيمية ومجالسُهم الحسينيّة!!!: لا تستغرب مِن العنوان، فإنّه واقع حال، وكما هو معتاد وقد مرّ علينا كثيرًا، وصار أمرًا يقينيًّا أنَّ التيمية يكفِّرون الناس ويقتلونهم بناءً على تُهْمةٍ وافْتِراءٍ، فيما نَجِد التيمية وأئمتَهم أنفسَهم يفعلونَها وبأبشعِ صورِها، كما في رفع شعار التوحيد، وإذا بهم يُجسِّدون الإشراك بأفحش وأبشع وأخسّ صوره، وبما يفوق التصور!!! حتى جعلوا مِن الله مليارات الأرباب المتجسِّدة في صورٍ والمتجسِّدة في أجسام مختلفة، ونجِدُ كُتُبَهم وخُطَبَهم ومجالسَ حديثِهم الخاصة والعامة ممتلئة ومكتظّة بِذِكْرِ الأموات وإحياء سيرتِهم وتمجيدِ وتزويقِ صورةِ مَن يشاؤون منهم ومدحِهم والترحّمِ عليهِم، فيما نَجِدهم يأفكون غيرَهم ويفترون عليهِم ويسبّونهم ويطعنون بهم ويلعنونَهم، ولا تستغرب لو وجدَّتهم يُنْهُونَ مجالسَهم بذكر مصيبة الحسين (عليه السلام) حسب ما يخدم مجالسَهم الشيطانيّة المكفِّرة الإرهابيّة القاتلة!!! ونكتفي بذكر نموذجٍ واحدٍ مِن مجالسهم وروزخونيّاتهم عن إمامهم ابن كثير: بداية ونهاية13(233ـ 250) قال ((ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وستَّمائة (656هـ): [فِيهَا أَخَذَتِ التَّتَارُ بَغْدَادَ وَقَتَلُوا أَكْثَرَ أَهْلِهَا حَتَّى الْخَلِيفَةَ، وَانْقَضَتْ دَوْلَةُ بَنِي العبَّاس مِنْهَا]:1..2..3ـ وأحاطتْ التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنبال مِنْ كُلِّ جَانِبٍ حَتَّى أُصِيبَتْ جَارِيَةٌ كَانَتْ تَلْعَبُ بَيْنَ يَدَيِ الْخَلِيفَةِ وَتُضْحِكُهُ. 4ـ وَكَانَتْ مُوَلِّدَةٌ تُسَمَّى عَرَفَةَ، جَاءَهَا سَهْمٌ مِنْ بَعْضِ الشَّبَابِيكِ فَقَتَلَهَا وَهِيَ تَرْقُصُ بَيْنَ يَدَيِ الْخَلِيفَةِ!!! [[يندبُ الجاريةَ والراقصةَ حال اللعب والرقص واللهو والمجون!!! ويكفِّرُ مَن يندب آل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المظلومين رمزَ الصدق والإيمان والتقوى والعفّة والشرف!!!]
سعد السلمان
التعليقات (0)