حذار أيها الناس
كثر الحديث مؤخرا عن الكونفدرالية الاردنية الفلسطينية بل و كثر اللغط حول ربطها بالانتخابات النيابية الاردنية .. و هذا الربط استخفاف بعقول الناس من اجل مصالح ضيقة و آنية و أنانية لا أكثر
أولا : ضمن القانون الحالي للانتخابات و ضمن وضع الاحزاب و شخصيات السادة المرشحين فإنه لن يتم الوصول الى اي نتيجة قد تعطل اي قرار تريده الدولة الاردنية .. و لا حتى على مستوى الثقة بالحكومة . مهما بلغ عدد مقاعد جبهة العمل الاسلامي فلن تستطيع تعطيل اي مشروع لا داخلي و لا خارجي . و كما فشلوا في ايام لا عد لها من معاهدة السلام مع اسرائيل و غيرها فسوف يفشلون في إحباط اي مشروع قادم - إن كان هناك مشاريع اصلا !
ثانيا : حتى لو صح الحديث عن دخول حماس على الخط فيجب ان لا ننسى ان هذا هو بحكم سيطرة حماس على غزة .. يعني لن تدخل في اي خطوات حل نهائي الآن .. لأن قرار حماس مرتبط باكثر من عامل اهمها العلاقة مع الاخوان المسلمين و ما تمليه من خطوط الممنوع و المسموح لحماس
ثالثا : حتى لو سكت الفلسطينيون خارج فلسطين عن اوسلو او عن حماس فلأن الامر لم يكن يمس مصالحهم المباشرة و حقوقهم المباشرة .. يعني سيرفض كل انسان اي حل يمكن ان يقطع عليه حقه في المطالبة بحقوقه الشخصية / الفردية و بخاصة الحق في الارض و البيت و هنا لن تكون سيطرة مطلقة لأي قوة فلسطينية حالية لا فتح و لا حماس على مجمل الارادة الجمعية للشعب الفلسطيني
رابعا : موقف الاردن واضح و هو ان لا كونفدرالية قبل اقامة الدولة الفلسطينية و بالتالي فان فحوى اي مشروع اردني حاليا في ظل تعطل امكانية اقامة دولة فلسطينية لن تتعدى التخفيف عن الفلسطينيين في الضفة و غزة و من باب الجحود الزعم ان الاردن توقف لحظة واحدة عن البحث عن سبل دعم صمود الفلسطينيين على ارضهم و تخفيف معاناتهم من سنة 1967 و حتى الان
خامسا : أي حل او مشروع حل لا يقوم على العدل لن يكون دائما .. والعدل فاتورة لا تستطيع اسرائيل دفعها حتى لو ارادت .. كم ستدفع لكل فلسطيني شهيد او معاق او معتقل تعسفيا و كم ستدفع مقابل استغلالها لموارد الارض المحتلة المائية و الزراعية والارض المصادرة الخ الخ و تفويت المنفعة على الفلسطينيين و حرمانهم من عوائد ارضهم و بيوتهم كل هذا قبل الدخول في اي موضوع سياسي .. إن السلام يجب ان تتوفرله ارادة شعبين بكل اخلاص اما الحرب فلا تتطلب سوى كمشة رجال و حفنة ديناميت بكل استهتار
سادسا : دعونا من العقل و لنحسبها من البطن ... يقال كثيرا ان الولائم تكثر في موسم الانتخابات اكثر من رمضان .. كيف يقبل اسير خاض صراعا مريرا بالاضراب عن الطعام بان يقرر له مصيره شخص بناء على وجبة طعام ؟ اقصد الكونفدرالية يجب ان تحظى بموافقة القوى الفاعلة الفلسطينية و الا لن تنجح - هذا ان حصلت اصلا . الفلسطينيون داخل الارض المحتلة ليسوا كما مهملا .. يعني الكونفدرتالية بحاجة الى استفتاء عام في الاردن و فلسطين و اولى من ذلك اجراء انتخابات للفلسطينيين لا تستثني اي فلسطيني مرتبط بفلسطين بالنسب و بالاقليم فالجميع يعرف ان القيادة الحالية و اي قيادة اخرى قد تنتخب من داخل الارض المحتلة لن تكون ابدا قادرة على تمثيل الفلسطينيين .. و ربع الناخبين لا يكفون لاعتبار اي انتخابات انتخابات تمثيلية و لا باي مقياس
أخيرا .. ربط الإنتخابات الاردنية بالكونفرالية .. هي عملية دعائية لجهة سياسية بعينها و فلسطين اكبر ليس من كل الجهات السياسية بل من كل جهات الارض ! قضية قامت لاجلها حربان عالميتان و ما لايقل عن عشرة حروب اقليمية كبيرة لا يمكن ان يكون حلها بايدي اي مجلس نواب ابدا
التعليقات (0)