مواضيع اليوم

الإشكالية المفاهيمية للسياحة الدينية (من فلسفة المعنى...إلى فلسفة التاريخ)

ناجم مولاي

2020-01-13 06:17:48

0

                                 من إعداد: الدكتور ناجم مولاي والأستاذ الطيب ورنيد

                             جامعة عمار ثليجي بالأغواط/الجزائر 

*تقديم:

تبرز أهمية السياحة في عالمنا اليوم من كونها ضرورة اجتماعية هدفها التنقل من أجل الحصول على الثقافة والمتعة والراحة والاستجمام، بعدما كان تنقل الإنسان بحثاً عن الأمن والاستقرار وسعياً لتحقيق رغباته واحتياجاته اليومية. والسياحةلم تعد في العصر الحديث نوعا من الرفاهية، بل أصبح ينظر إليها كأحد أهم الصناعات المركبة لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي والحضاري للأمم-بعد إزاحة مصادر الثروة التقليدية: زراعة، صناعة- وكعنصر مهم في التواصل بين بين أفراد المجتمعات وتضامن الأسرة الدولية. فهي تعمق مفهومنا لعالمية المجتمع الإنساني من أجل بناء عالم أفضل قوامه: التفاهم، والتعايش، والتسامح، والسلام،...سعياً لتحقيق مجتمع إنساني واسع وتفاعل حضاري وثقافي عميق.

وما قاله عالم المستقبليات الأمريكي "جون نيبزت" أكبر دليل على أهمية السياحية، حيث أكد إن اقتصاد العالم في القرن الواحد والعشرين ميلادي سوف تقوده ثلاث صناعات خدمية وهي: (صناعة الاتصالات- تكنولوجية المعلومات- صناعة السفر والسياحة).حيث تعتبر السياحة بأنماطها المختلفة ذات أهمية بالغة في تطوير وتخلف اقتصاديات الدولية النامية أو الدول السائرة في طريق النمو، إذ تعتبر مدرة للدخل وكثيفة العمل وباعثة على نمو ورواج العديد من الصناعات والخدمات المرتبطة بها بشكل مباشر، أو غير مباشر وتقدرها المصادر باثنان وخمسين صناعة وخدمة.

كما أن السياحة أصبحت أكبر صناعة في العالم بنهاية القرن العشرين ميلادي وذلك طبقاً لإحصائيات منظمة السياحة العالمية لعامي (1997-1998م)حيث تساهم بمقدار (12.50%) من جملة الإنتاج العالمي.

    ومنه تأتي أوراق هاته المداخلة المعنونة ب: الإشكالية المفـاهيمية للـسياحة الدينية (من فلسفة المعنى... إلى فلسفة التاريخ) لتسلط الضوء على أحد أنماط هاته الصناعة المركبة، ولتجيب على جملة من التساؤلات أهمها:

-       ما معنى كلمة سائح؟ وما المقصود بمصطلح سياحة أو سياحة دينية؟

-       كيف نشأة السياحة؟ وما هي أهم مراحل تطورها؟

-       فيما تتمثل آثار السياحة وتطبيقاتها وما موقف الشريعة منها؟

-       ما هي أنواع السياحة الجزائرية؟ وما دورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية؟

-       ما واقع السياحة في الجزائر، وماهي معوقاته؟ وكيف السبيل إلى ترقيتها؟   

1-فلسفة معنى السياحة (تحديدات...وتبديدات):

   إذا كنا قد حددنا عنواناً لهذه المداخلة بـ: الإشكالية المفـاهيمية للـسياحة الدينية (من فلسفة المعنى...إلى فلسفة التاريخ)فإن الاشتغال بهذا العنوان يتطلب منا أن نحدد في البداية مصطلحاته الأساسية و التي التزمنا في تحديدها بأربعة مصطلحات أساسية لضرورة تداولها في مقدمة هذا البحث؛ و هي: مصطلح " سائح"، "سياحة"، "سياحة دينية" و"ثقافة سياحية".

1-1-            تحديد معنى مفهوم سائح:

-       يعرف بأنه زائر مؤقت للبلد لأي غرض غير الإقامة، ولا تتجاوز مدة إقامته أثنى عشر شهراً ولا تقل عن أربعة وعشرون ساعة يأتي فيها الزائر لزيارة، أو لمهرجان، أو لعلاج، ولا يدخل في التعريف: (المهاجرون، والبعثات الدبلوماسية، وركاب العبور، أو طاقم الطائرات)[1].

-       والتعريف الآخر "للسائح" قدمته منظمة السياحة العالمية إلى مؤتمر الأمم المتحدة وأقرته اللجنة الإحصائية للأمم المتحدة في سنة 1986م، بأن "السائح" هو: كل شخص يقيم خارج موطنه المعتاد لفترة سياحية تزيد عن أربعة وعشرين ساعة ولا تتحول هذه الإقامة إلى إقامة دائمة[2]. إلا أن التعريف الأول أكثر استخداماً في الإحصائيات.

 

 

1-2-            تحديدات معنوية لمفهوم السياحة:

في البداية لا نكاد تجد مفهوم موحد حول السياحة، كونه يختلف باختلاف الدوافع أو الأغراض (نفسية، اجتماعية، انسانية، ودينية...)، فهناك من عرفها حسب دلالة:

-       المفهوم العام: قائلا: هي«عملية انتقال الإنسان من موطن إقامته إلى موطن آخر بطريق مشروع وسليم لأي غرض ولأي فترة، بحيث لا تقل هذه الفترة عن أربعة وعشرون ساعة ولا تتجاوز ثلاثة مائة وخمسة وستون يوماً»[3].

-       المفهوم اللغوي:تعني السفر أي الانتقال من مكان لآخر، فإذا كان ذلك التعرض من مدينة إلى أخرى داخل حدود الدولة سميت "سياحة داخلية"، وإذ كان من دولة إلى  أخرى سميت "سياحية دولية"[4].

ولقد جاء في (لسان العرب): أن مادة (س ي ح) تعني الماء الظاهر الجاري على وجه الأرض، والسياحة: الذهاب في الأرض للعبادة والترهب، والمسياح: الذي يسيح في الأرض بالنميمة والشر. وما ورد بمعنى الصائم معنى فيه استعارة، لأن الصائم شابه السائح في كونه يسيح للتعبد ولا زاد معه، فأطلق عليه لفظ السائح، وفي الحديث لا سياحة في الإسلام بمعنى أن سياحة الأمة الإسلامية الصيام ولزوم المساجد[5].

وقد ورد في معجم (مقاييس اللغة):السين والياء والحاء، أصل صحيح يدل على استمرار شيء، يقال ساح في الأرض، قال الله جل ثناؤه: ﴿فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ﴾[6]. والسيحُ: الماء الظاهر الجاري، والسيح العباءة المخططة، وسميت بذلك تشبيها لخطوطها بالشيء الجاري. والمساييح هم الذين يسيحون في الأرض بالنميمة والشر والفساد بين الناس[7].والسائح في زماننا هذا لا يمتنع عن الملذات بل يتناول ما لذا وطاب في الأعم الغالب، وامتناع السائح عن الملذات والشهوات المباحة يظهر أنه كان قبل الإسلام، وجاء الإسلام بمخالفته[8].

وفي (المعجم الوسيط): السائح: تعني الصائم الملازم للمساجد، أو المتنقل في البلاد للتنزه أو الاستطلاع والكشف، والسياحة: التنقل من بلد إلى بلد طلبا للتنزه والاستطلاع والكشف، والسيح: الماء الظاهر الجاري على وجه الأرض، والسياح: الكثير السياحة، والمسياح: الذي يسح في الأرض بالنميمة والشر[9].

-       المفهوم الاصطلاحي:تختلف مفاهيم السياحية باختلاف المجال الذي تتناول فيه، فإذا كان مجال دراستها:

‌أ.       المجتمع:عرفت بأنها الحركة الاجتماعية التي تتم اختيارياً والتي تهدف إلى الترفيه والاستمتاع الذهني والعقلي والبدني...وفيها تتسع آفاق الأفراد والجماعات وتتنوع أنشطتهم وتتجدد طاقتهم[10]. كما ينظر آخر أنها رغبة في التعرف على أنماط أخرى من العلاقات الاجتماعية، أو ثقافات وعادات وتقاليد الشعوب الأخرى[11].

‌ب.الاقتصاد:ينظر الاقتصادي إلى السياحة من جهة الطلب على المعروض من الخدمات السياحية مثل: الفنادق والشقق المفروشة والمخيمات وكل وسائل الإقامة والترحيل[12].

‌ج.  وعند خبراء الاتحاد الدولي للسياحة العالمين وجمعية السياحة في بريطانيا، فقد عرفت السياحة في المؤتمر الدولي للراحة والاستجمام والسياحة في عام 1987م، بأنها: «أنشطة معينة يختارها من يقوم بها خارج نطاق محل إقامته وربما تشمل أولاً الإقامة الليلية بعيدا عن المنزل(الوطن)»[13].

‌د.     وفي الإسلام ارتبط مفهوم "السياحة" بمعاني متعددة:(الجهاد، الصيام، السير في الأرض للاعتبار)

-       السياحة بمعنى "الجهاد":لقد غير الإسلام بمجيئه مفاهيم كثيرة عند العامة منها مفهوم السياحة، الذي عرف عند السابقين بمجرد السير في الأرض وإتعاب الأبدان دون جدوى، ولما جاء الإسلام أرتقى بمفهومها القديم إلى مفهوم جديد صارت من خلاله تُعرف "بالجهاد" في سبيل الله، حيث جاء في سنن "أبي داود" قد حدثنا محمد بن عثمان التنُوخي أبو الجُماهر، حدثنا الهيثم حميد، أخبرني العلاء بن الحارث عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أُمامة إن رجل قال يا رسول الله ائذن لي"بالسياحة" فقل النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله »[14].

-       والسياحة بمعنى "الصيام":لقد نعت الله سبحانه المجاهدون بنعوت تسعة  لها شأن عظيم، فقال في ذكره ﴿التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾[15] جمهور المفسرين ذهبوا إلى أن قوله تعالى "السائحون" أي "الصائمون"، ومنه قوله تعالى: ﴿عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا﴾[16].

-       والسياحة بمعنى "السير في الأرض للاعتبار": لقد جاء في تفسير "العز بن عبد السلام"لقوله تعالى "السائحون" فقال: «المجاهدون أو الصائمون أو المهاجرون أو طلبة العلم، والجهاد والهجرة وطلب العلم أفراد للمعنى العام للسير في الأرض».[17]  ولقد جاء الأمر "بالسير في الأرض" في مواطن عدة من القرءان الكريم، فمن ذلك  قوله تعالى: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾[18].  ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾[19].  ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا﴾[20].

1-3-            تحديدات معنوية لمفهوم السياحة الدينية:

يمكن تعريف "السياحة الدينية" بأنها ذلك النشاط السياحي الذي يقوم على انتقال السائحين من أماكن إقامتهم إلى مناطق أخرى، وذلك بهدف القيام بزيارات ورحلات دينية داخل وخارج الدولة لفترة من الوقت الأساس فيها هو تلبية نداء الدين واشباع العاطفة الدينية وأداء واجباتها: كالعمرة والحج، كما تشمل زيارة الآثار والمعالم الدينية للتبرك بها وللاستشفاء الروحي والنفسي، وهناك مناطق وبلاد معينة لها قدسيتها ومكانتها المرتفعة مثل:(مكة المكرمة، والمدينة المنورة) بالنسبة للمسلمين، و(القدس) بالنسبة للمسيحيين واليهود والمسلمين. و(الفاتيكان) بالنسبة للمسيحيين[21]. وعليه «تعتبر العقيدة الدينية من العوامل البشرية الهامة المؤثرة في السياحة الدينية»[22].كما تعتبر "السياحة الدينية"وسيلة الشعوب للتعارف بينهم ولتبادل الثقافات والتعرف على دياناتهم المختلفة ومعتقداتهم ومن خلالها يتم التقارب والتلاقي وبناء صداقات وتوثيق أواصرها، حيث ينبثق عنها التبادل الثقافي و الاقتصادي و ترويج و تصدير العادات و التقاليد و الصناعات التقليدية.

كما إن "السياحة الدينية" عند المسلمين عموماً يقصد بها زيارة الأماكن المقدسة لأداء بعض الواجبات الدينية أو للتبرك بالتواجد في تلك الأماكن، وتعتبر زيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة عند المسلمين خير دليل على هذا النوع من السياحة[23].

 

 

2-      فلسفة تاريخ السياحة (مراحل...وتطورات):

لقد كانت السياحة في الماضي مجرد ظاهرة إنسانية واجتماعية تغيرت في العصر الحديث إلى صناعة مركبة تعتبر من الصناعات الهامة التي تعتمد عليها كثير من الدول في تنمية مواردها لتحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي.

-      تحديدات السياحة في تطورها التاريخي:

لقد مرت السياحة في تطورها التاريخي بثلاث مراحل زمنية[24]، نذكرها كما يلي:

1-1-          الحقبة الأولى: تبدأ هاته المرحلة منذ ظهور الإنسان على وجه الأرض حتى 1840م، مستخدماً في تنقلاته قدميه، أو باستعمال دواب الحمل:(الحمار، الحصان، الجمل) للسير في الطرق البرية، إما بالنسبة للمساحات المائية فقد أستعمل القوارب والسفن الشراعية الصغيرة من أجل بيع منتجاته البدائية، حيث انتقلت في هذه الفترة أعداد كبيرة من الناس لزيارة الأماكن المقدسة في مكة والمدينة كما هو الحال عند المسلمين، أو إلى القدس وردما كما هو الحال عند الحجاج المسيحيين بالإضافة إلى انتقل أبناء الملوك والأمراء للدراسة والتعليم في المراكز العلمية في(لندن، باريس وروما).أما الأغنياء فقد سافروا إلى أماكن الاستشفاء في مياه العيون المعدنية، وللتمتع بالطبيعة الساحرة والجو المناسب، أو لمشاهدة عجائب الدنيا السبع.    

1-2-          الحقبة الثانية: تمتد من سنة 1840إلى سنة1914م، زاد فيها انتقال البشر نتيجة تطور وسائل: النقل البري، متمثلة في اختراع السيارة والقطار، والبحري، متمثلة في السفن الكبيرة والعملاقة وبدء تنظيم عمليات انتقال البشر عبر المحطات والموانئ في رحلات برية وبحرية. وكان الانجليزي "توماس كوك" Tomas Cook(1808-1892م) أول من نظم رحلات برية بالقطار داخل انجلترا والدول الأوروبية، كما نظم رحلات بحرية أتجاه أمريكيا. حيث نظم "كوك" رحلات أخرى طويلة وصلت حتى إلى المشرق، وبهذه الرحلات بدأت المفاهيم الجديدة للسياحة الحديثة. حيث قام منظم الرحلة بمسؤولية تدبير وسائل السفر البرية والبحرية، والانتقال من دولة من دولة إلى أخرى، وتدبير وسائل النقل داخل الدول التي تتم زيارتها.  

1-3-          الحقبة الثالثة: تبدأ من 1914م حتى الآن، أهم ما ميز هاته المرحلة اختراع الطائرة التي بدأ استعمالها في أغراض حربيةخصوصاً في الحرب العالمية الأولى (1914-1919م). وبتطور سرعة الطائرة ووسائل الأمان بها دخلت مجال النقل المدني مُحتلة الدور الأول في السياحة، مع إبقاء وسائل النقل البحري أيضاً على دورها مع زيادة الموانئ. فأصبحت السياحة نتيجة لكل هذا علم من خلال ما خصص لدراسة السياحة، حيث وصلت الكليات والمعاهد الخاصة بذلك نحو (1000جامعة وكلية) على مستوى العالم، في أمريكا لوحدها نحو مائة وخمسة وتسعون جامعة للدراسات السياحية والفندقية، وفي بريطانيا نحو خمسة وأربعون، وفي أستراليا نحو خمسة عشر وفي إيطاليا نحو خمسة وثلاثون، وفي كوريا الجنوبية سبعة وخمسون بالإضافة إلى مراكز التدريب التي لا حصر لها؛ وأصبحت السياحة بفضل ما سبق صناعة وعلم باختلاف أنواع: (علاجية وثقافية وترفيهية ودينية...).

3-                ثقافة السياحة الدينية في الجزائر:  

ترتبط السياحة بجملة من الدوافع منها الدافع الديني، الذي أدى لظهور ما يسمى "بالسياحة الدينية"، والمقصود بها زيارة الأماكن المقدسة. فالمسلمون يأتون من كل فج عميق لأداء فريضة الحج والعمرة وزيارة الأماكن المقدسة في مكة والمدينة وفلسطين وزيارة أضرحة الصحابة في كثير من البلاد العربية والإسلامية، كما يقوم اليهود بزيارة حائط المبكى بالقدس والكنيست، وأيضا يقوم الهندوس والبوذيين بزيارة المعابد الدينية المقدسة لهم[25].

-      لكن هل يكفي تواجد معالم تاريخية ذات طابع ديني بمنطقة ما لوجود سياحة عامة، أو "سياحة دينية" على وجه الخصوص؟

إن مجرد وجود موارد طبيعية أو بشرية في أي منطقة لا يكفي لإيجاد سياحة بمفهومها البسيط، أو تنمية سياحية بمفهومها الشامل، مالم تتوفر لذلك "ثقافة سياحية" أو "ثقافة السياحة" لدى سكان المنطقة على وجه الخصوص؛ لأنهم هم المعنيون بالدرجة الأولى لاستغلال واستثمار هذه الموارد الطبيعية سواء ما سخر الله للإنسان من موارد طبيعية متميزة تستدعي الزيارة و البحث والتأمل، أو ما خلفه الإنسان من بنايات وصناعات وأبدع فيها عبر العصور والتي بدورها تحمل رسالة في بعدها التاريخي والثقافي والحضاري، و"ثقافة السياحة" أو "الثقافة السياحة" نقصد بها مجموعة المفاهيم و التصورات والأفكار الثقافية المنبثقة من نفس الإنسان التي يعبر من خلالها عن تفكيره الاجتماعي، وفكره الحضاري، وبصمته التاريخية التي تتجلى في أعماله وإحيائها وعرضها على البشرية لتستمر في عطائها وتفاعلها مع بقية الثقافات والأعمال والأفكار.

وهذا ما لمسناه في بعض مناطق الجزائر كبلد عربي وإسلامي تتوافر فيها إمكانيات ومقومات هذا النوع من السياحة، حيث تمتلك الجزائر آثاراً دينية ترتبط بالأديان السماوية الثلاث: (المسيحية، اليهودية، والإسلام). جعلت منها منذ عصور مزاراً هاماً يحظى بتقدير الوافدين إليها، فهناك عديد من مساجد وزوايا ومدارس قرآنية أثرية وحديثة، وكنائس ومعابد وأديرة مصنفة ضمن التراث الوطني للسياحة.

3-1-    نماذج عن السياحة الدينية في الجزائر:

-      أولاً: الجزائر العاصمة: تتوفر الجزائر على العديد من المعالم الدينية التاريخية مثل: مسجد كتشاوة: الذي تم بناؤه في عهد الباي "لارباي" التركي بالجزائر العاصمة منذ أكثر من أربعة قرون ونصف، وللعلم فقد تحول المسجد إلى كاتدرائية من طرف الاحتلال الفرنسي خلال احتلال الجزائر، وكانت تحمل اسم "سانت فيلب"، وبعد الاستقلال أعيد لصورته الأولى[26].

-      ثانياً: قسنطينة: إن من كوامنالسياحة الدينية لمدينة قسنطينة ما يلي: المساجد مثل: (الجامع الكبير: الذي بني على أنقاد المعبد الروماني-مسجد سوق الغزل: أمر ببنائه الباي "حسن" وحولته القيادة العسكرية الفرنسية إلى كاتدرائية، وعاد فيما بعد إلى أصله ويعرف حالياً بمسجد "حسن باي"، وصنف كتراث وطني سنة 1903م- مسجد سيدي لخضر: أمر ببنائه الباي "حسن بن حسين" تم تصنيفه كتراث وطني 1905م، وكان الشيخ "عبد الحميد بن باديس" يلقي دروسه به- جامع ومدرسة سيدي الكتاني: أمر ببنائها الباي "صالح" ولقد خضع لعميلة ترميم وصنف كتراث وطني عام 1913م- مسجد سيدي راشد: هو أيضا رمز من رموز مدينة قسنطينة)[27].

كما أن للمدينة عدة زوايا نذكر منها: (زاوية باش تارزي المعروفة بزاوية بن عبد الرحمن: تقع بحي الشارع مؤسسها الأصلي  العلامة الولي الصالح "عبد الرحمن بن حمودة بن مامش باش تارزي" وهو ناشر الطريقة الرحمانية بقسنطينة- زاوية التيجانية السفلى: تقع بشارع ملاح سليمان- زاوية التيجانية العليا: تقع بشارع الجزارين- الزاوية الطيبية: تقع بشارع بوحالة عمار، وحالياً هي قاعة للصلاة، كما تشرف على تعليم القرءان- الزاوية الحنصالية: تقع بشارع رواق السعيد، يعود تاريخ بناؤها إلى القرن التاسع عشر ميلادي من طرف مؤسسها العلامة الشيخ سيدي "أحمد الزواوي" المدفون بها، وآخر من تولى التدريس بها الشيخ "عبد المجيد بسطانجي")[28].     

-      آفلو: تذخر هذه المدينة بعديد من معالم "السياحة الدينية الخاصة" بأماكن العبادات من بينها:( مسجد العتيق: الذي أكمل دورته المائة سنة(1902-2002م)، والذي كان منبراً لرسالة الإصلاح نتيجة تأطير ثلة من رجالات الفكر والاصلاح نشاطاته وهم: (عبد الحميد بن باديس، البشير الابراهيمي، مالك بن نبي)[29]، كما أن هذا المسجد أسهمت في أدواره نخبة من رجال العلم والإصلاح تخرجوا من زاوية الهامل، أو من مدرسة الشيخ محمد بلكبير -رحمه الله- بالإضافة إلى الكنيسة المسيحية: التي كانت متواجدة بوسط المدينة وهدمت سنة 1969م، مع الأسف الشديد، و معبدين لليهود: أحدهما، بشارع الشهيد "عكاري بلقاسم" بآفلو: يتكون من طابقين أرضي و طابق علوي، استغل من طرف وزارة التربية الوطنية بعد الاستقلال على أساس داخلية للتلاميذ المتمدرسين بالمتوسط القادمين من بعض القرى أو المدن القريبة، كمدينة "عين الذهب"، ثم حولت بعد ذلك واستغلتها بلدية آفلو لتجهيزها كمكتبة للبلدية، و في الوقت الحالي يستغله أحد الموطنين كسكن بعدما هدم الطابق الأول منها. والثاني بشارع "الشهيد أحمد زرزي": يتكون من طابقين أيضاً، أرضي وعلوي:فقد بيع للخواص، وطمست معالم المعبد وهندسة مكان الطقوس والصلاة والعبادة. وقد استغلته البلدية كإدارة لمكتب اليد العاملة وقتاً من الزمن قبل بيعه للخواص. أما المحكمة الشرعية التي كان القاضي الشرعي ( الحاج القاضي بن عزوز -رحمه الله- من الغيشة) يزاول فيها مهامه إبان الحقبة الاستعمارية المتواجدة بشارع "تيارت" بآفلو: حيث كان يصدر فيها الأحكام الشرعية والتقاضي بين المواطنين وما يتعلق بأمور المواطنين الشرعية وفق مبادئ ونصوص الشريعة الإسلامية، ويعتبر "الشيخ القاضي بن عزوز عزوزي" من فقهاء المنطقة و علمائها البارزين ووجهائها، كما كان يرافقه في هذه المهام المفكر الجزائري "مالك بن نبي" باعتباره مترجماً وموظفاً بالمحكمة سنة 1927 م، وقد أدرج ذلك في مذكراته "شاهد القرن".وقد بقيت "المحكمة الشرعية" تابعة لوزارة العدل بعد الاستقلال، حيث كان يقوم بمهام الوظيفة "الشيخ الحاج محمد بومدين القاضي" من قبيلة أولاد سيدي بوزيد، ثم حول الشيخ بعد ذلك لدار المحكمة الجديدة وخصص له مكتباً بها يزاول به مهامه بطريقة عادية، إلى أن بيعت البناية إلى الخواص[30]- أما بيت "الشيخ الإمام محمد البشير الإبراهيمي": الذي خصص له مع أهله بعد إبعاده من تلمسان من طرف الإدارة الاستعمارية سنة 1940م إلى غاية 1943م، و المتواجد بشارع "طريق الأغواط"، بيع هو الآخر للخواص، وغيرت معالمه بعد هدمه وإعادة بنائه وقبل نزوله بالسكن الذي خصص له، فقد خصصت له غرفة بفندق "جبل عمور" مكث بها بضعة أشهر لوحده عند قدومه من تلمسان، وكان رقمها (07)[31].

كما أن هناك مقبرة قديمة جدا للنصارى و المسيحيين: لا تزال على حالها، و تحظى بالرعاية و الاهتمام و الحراسة. كما أن هناك قبورا لشهداء المقاومة الوطنية: التي خاضها الإمام "الأمير عبد القادر بن محي الدين" ضد المستعمر وعددها أربعة وعشرون شهيد بمقبرة "سيدي بوزيد" بآفلو[32]، ولا تزال مزاراً لكثير من الباحثين والمهتمين بالتاريخ والآثار، ومقاومة الأمير "عبد القادر" من داخل الوطن وخارجه.

لكن ففقدان بعض تلك المعالم أو جزءاً منها بالإضافة إلى "بيت الشيخ البشير الإبراهيمي" الذي كان يفترض أن يبقى معلماً أدبياً وعلمياً يحفظ ميراث الأمة في ثقافتها وأدبها وعلمها، و يحفظ مسيرة علم من أعلام الجزائر المتميزين، وعلماً من أعلام الأمة العربية والإسلامية، ويسهل للباحثين والدارسين والعلماء والأدباء والشعراء وأصحاب النشاطات الثقافية المتنوعة والمختلفة، وكل الزائرين والسياح الولوج إلى فضاء يسمح لهم بالتعرف على المسيرة التاريخية، والحضارية للأمة في ثقافتها وعلمها وأدبها وفنها وأعلامها، و استثمار ذلك من خلال الدراسة و البحث. ففقدان هذه المعالم بالإضافة إلى بيت "الشيخ الابراهيمي" الذي يعد ميراث، وإنتاجه الأدبي، والعلمي، يعتبر خسارة للمدينة و"للسياحة الدينية"، وفراغ ثقافي معتبر، وحرمان الأجيال من متابعة مسيرة الأعلام وما خلفوه من قيم حضارية ومنتوج فكري وأدبي راق يسمح لأهل الخبرة وأولي الألباب الاستفادة منه والتزود من مخزونه، وحرمان المدينة من استقطاب رجالات الأدب والفكر والثقافة والفن المتميز الراقي والشغوفين بالبحث والتنقيب والفضوليين، و بالتالي ينعكس ذلك سلباً على "السياحة" عموماً و "السياحة الدينية" على وجه الخصوص. 

وبما أن السياحة الدينية عامل هام للجذب السياحي في الوطن العربي ككل، وفي الجزائر بوجه خاص وجب مراعاة الآتي:

ü   الثقافة السياحية و دورها، والفكر السياحي ودوره وأهميته أيضاً في الحفاظ على مثل هذه المعالم التي تعتبر بمثابة الجهاز التنفسي "للسياحة" على وجه العموم و"السياحة الدينية" على وجه الخصوص، لأنه في ظل وجود مقومات "السياحة الدينية" وغيرها نستطيع صناعة السياحة التي تساعد بشكل كبير وإيجابي في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وخلق فضاء سياحي كبير يساهم مساهمة كبيرة في تشكيل فكر اجتماعي حضاري إيجابي يؤهل المنطقة لاستثمار كل الطاقات و الموارد البشرية منها، والطبيعية في دفع عجلة التنمية وترقيتها وتطويرها وجذب السياح للمنطقة وتشجيع المواهب و الصناعات و المنتوجات التقليدية و المحلية.

ü   ضرورة العناية من الأجهزة الأمنية المسؤولة عن الآثار الدينية في الجزائر بالمعالم الإسلامية والمسيحية  و اليهودية، والاهتمام بصيانتها ونظافتها والمحافظة على قداستها وأهميتها الدينية، وينحصر هذا في دور وزراتي السياحة والأوقاف والهيئات الدينية المختلفة وهيئة الآثار. حيث تقع عليهم المسؤولية الأولى لتحقيق الهدف.

ü   قيام وزارة الموصلات بتوفير وسائل التنقل المناسبة إلى الأماكن الأثرية الدينية، والعمل على تسهيل وانسياب الحركة السياحية إليها.

ü   إصدار النشرات والكتيبات الإعلامية التي تتضمن الكثير من المعلومات عن التراث الديني، والمعالم الدينية المختلفة، والتاريخ الإسلامي؛ التي تشد إهتمام السائحين وانتباههم. فتنشط تبعاً لذلك "السياحة الدينية" في الجزائر، بحيث تقع مسؤولية إعداد النشرات والكتيبات الملصقات على كل من وزارات الأوقاف والسياحة والثقافة بالتنسيق فيما بينهم.

ü   التركيز على "السياحة الدينية" كأحد الأنشطة السياحية الهامة، من حيث الاهتمام بوسائل الإعلان والتسويق السياحي، وتعاون جميع الأجهزة المسؤولة عن تنشيط هذا النوع من السياحة[33].     

4-                آثار السياحة وتطبيقاتها وموقف الشريعة منها:

تتجلى آثار السياحة وتطبيقاتها في جانبين منها الجانب الإيجابي، والآخر السلبي:

-      أولاً: أما بالنسبة للآثار الإيجابية وتتمثل في:

1- انتشار العلمي الشرعي والعلوم المادية والتطبيقات على ذلك كثيرة: فقد كان لسياحة جيوش الإسلام ودعاته في الأرض من أنبياء وصحابة وموالي دور في قيام حركة علمية، تفاوت في مناهجها بين منهج أهل الرأي ممثلاً في: مدرسة الكوفة، ومنهج أهل الحديث ممثلاً في: مدرسة الحجاز. وقد انتشرت العلوم المتصلة بالدين في عهد بني أمية بخلاف ما كان عليه الحال أيام العباسيين الذين اشتغلوا بالعلوم العقلية كالطب، والفلسفة، والرياضيات وغيرها. وبالنسبة للعلوم المادية فيرجع سببها إلى سياحة جيوش المسلمين في الأرض، ذلك أنهم وقفوا على علوم الأوائل من آشوريين، وبابليين، ومصريين، وفرس، وهنود، ويونان؛ فقاموا بترجمة كتبهم إلى اللغة العربية. في حين أشرف خلفاء المسلمين على إرسال علماء لعدوهم ليشتروا منهم الكتب العلمية اليونانية خصوصاً الروم، ثم أنكبوا على التصنيف والابتكار، وإليهم يعود الفضل في تقدم كثير من الاكتشافات العلمية البشرية[34]. ففي السابق تتلمذ الغرب على أيدي المسلمين، واليوم يسيح المسلمون إلى الغرب ليدرسوا العلوم المادية التي تحفل بمخاطر عظيمة على عقيدة وسلوك الدارس هناك.      

2- انتشار دين الله تعالى: لقد كانت "السياحة" سبب رئيس من أسباب انتشار دين الله تعالى في الأرض، نتيجة بعث الأنبياء رسائلهم لأهل زمانهم عن طريق الدُعاة أو الجيوش، كما أن "السياحة" لم تقتصر على الدُعاة، بل يوجد أناس يسحون في الأرض بحث عن الدين الحق[35]، فأين دور المسلمون من العالم اليوم؟ فالمطلوب منا اليوم أن تكون سياحتنا إلى الغرب سياحة العقلاء لا سياحة الغافلين.    

3- ازدهار التجارة:أرتبط "السياحة" بالإسلام منذ ظهوره في شبه الجزيرة العربية، ويسر المولى تبارك وتعالى لقريش السياحة للتجارة في فصل الصيف إلى الشام، وفي فصل الشتاء إلى اليمن، مصدقاً لقوله تعالى في ذكره:﴿ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ  إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾[36]. لكن سياحة التجارة في يومنا غير زمان الأوائل الذين كانوا يرحلون عن الإبل والبغال والحمير، فتطور وسائل المواصلات جعل تجار اليوم يسيحون في العالم كله في مدة قصيرة جداً ناقلين لكميات كبيرة من المنتجات الصناعية والزراعية وغيرها.

-      ثانياً:أما بالنسبة إلى الآثار السلبية للسياحة وتطبيقاتها تتمثل في:

1- التأثر بعادات وسلوكيات الكفار والتطبيقات على ذلك: تبدو "السياحة" بهذا المعنى مواصلة لمسلسل الغزو الفكري، فلو شهدنا ما يرتديه شباب الأمة، وما يسمعه من أغاني للكفار، وما عرفته شابات الأمة اليوم من تبرج وسفور وقصات شعر وموضات تشبُهاً بالكافرات، لأدركنا حجم الخطر الذي تواجهه الأمة في الحفاظ على قيمها وهويتها الإسلامية التي حددها التنزيل المحكم.

2- صعوبة الالتزام بأوامر الشريعة والتطبيقات على ذلك: من بين الصعوبة التي يواجهها السائح المسلم غض البصر من قبل المرأة أو الرجل، وخصوصاً إذا كان الرجل مصطحباً للأولاد فيشاهدون هذه المناظر التي قد تعلق في أذهانهم، هذا إذا لم يقلدوهم. فيكون رب الأسرة قد خان الأمانة فيهم، والله في محكم تنزيله يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾[37].                                 

2-                سفر المرأة من غير محرم والتطبيقات على ذلك: الإسلام في سعيه للحفاظ على المرأة شرع لها أن تسافر إلا مع ذي محرم لها. لئلا ينتهك عرضها وسداً لزريعةالسرقة والزنا. والسنة النبوية تأكد ذلك من خلال الرجل الذي قام فقال: «يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجة، وإنني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، فقال له: انطلق فحج مع امرأتك»[38].  

5-                أنواع السياحة الجزائرية ودورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية:

تمتلك الجزائر طاقات سياحية متنوعة، حيث تصنف السياحة الجزائرية لأنواع عدة[39] منها:

أ‌-      السياحة الساحلية: تحتوي الجزائر على مناطق ساحلية بكثبان رملية، ومناطق سياحة قرب الغابات تمتد من الشرق إلى الغرب على مسافة 1200كلم.

ب‌-    السياحة الصحراوية: تبلغ مساحة المناطق الصحراوية في الجزائر 2مليون كلم2، تتوزع على 05مناطق كبرى في الجنوب هي: (أدرار، إليزي، تمنراست، تندوف، وادي ميزاب)، وهذه المناطق تمتلك مواقع ومناظر رائعة للاكتشاف.

ت‌-    السياحة الحموية:وهي السياحة المتعلقة بالعلاج: الجسمي، والنفسي. حيث تتوفر الجزائر على 202منبع مائي مختلف من حيث نسبة المعادن والفوائد العلاجية.

ث‌-    السياحة المناخية:تتمتع الجزائر بتنوع مميزاتها المناخية، وهذا ما ساعدها على تنوع خدماتها السياحية، فالمناخ السائد في الجزائر يشتمل على ثلاثة أنواع:(مناخ البحر الأبيض المتوسط-المناخ الشبه جاف بالنسبة للمرتفعات والهضاب العليا- المناخ الجاف الصحراوي بالنسبة للجنوب).

ج‌-    السياحة الثقافية:حيث تحتوي الجزائر على عدد هائل من: المخطوطات، والعادات، والتقاليد، وكذلك الصناعات التقليدية التي قد يكتشفها الزوار من خلال عديد من التظاهرات الثقافية التي تقام هنا وهناك.

ح‌-    السياحة الأثرية:لقد أحتكت الجزائر بعدت حضارات سجلها التاريخ، كالحضارة الفينيقية التي تعامل معها الأمازيغيون، وخضعت لحكم لقرطاج في القرن 7ق.م، ثم احتلها الرومان سنة 42ق.م وفي عام 682م بدأ عصرها الإسلامي، حيث تم العثور على آثار تعود لعهد الرومان والعرب والمسلمين مثل: (تيمقاد، تيبازة، الجميلة، قالمة، تلمسان، قصور أدرار...).

كما أن "السياحة" في الجزائر كانت لها آثاراً اقتصادية وأخرى اجتماعية يمكن تلخصيها في النقاط التالية:

-أولاً: الدور الاقتصادي للسياحة في الجزائر: يمكن إجمال دور "السياحة" في الاقتصاد الجزائري، في ثلاث نقاط أساسية هي:

-       مساهمة السياحة في تحقيق إيرادات بالنقد الأجنبي: لم تكن كبيرة نتيجة حتمية لضعف مكونات الغرض السياحي من فنادق وخدمات سياحية، بالإضافة إلى الأوضاع التي عاشتها الجزائر خلال فترة التسعينات.

-       مساهمة السياحة في الناتج المحلي: إن ضعف مردودية القطاع السياحي ومحدودية مساهمته في الناتج المحلي يعود أساساً إلى: أن هذا القطاع لم يكن له دوراً في التنمية الاقتصادية منذ الاستقلال ومرد ذلك اعتماد الدولة الكلي على قطاع المحروقات.

-       المساهمة في ميزان السياحة والسفر: إن ارتفاع قيمة الواردات السياحية عن صادراتها وارتفاع السياحة العكسية – أي سياحة الجزائريين إلى الخارج – مع ضعف الظروف الأمنية الغير مستقرة، وغياب استراتيجية سوقية لتسويق المنتوج السياحي؛ كل ذلك أدى إلى ارتفاع مدفوعات السياحة عن إيراداتها، وتعميق الفارق بينهما لغير صالح ميزان المدفوعات للسياحة والسفر للجزائر[40].

 - ثانياً: الدور الاجتماعي والثقافي للسياحة في الجزائر: يمكن إجمال دور "السياحة" في الجانبين الاجتماعي والثقافي الجزائري في نقطتين أساسيتين هما:

-       المساهمة في توفير مناصب للشغل:بقطاع السياحة وغيرها من القطاعات التي تمد السياحة باحتياجاتها من: تجارة، وصحة، ومواد غذائية، وأمن، وحماية، وتنقل، وعلاج، وإرشاد سياحي.

-       المساهمة في تحسين المستوى المعيشي:إن ضعف القطاع السياحي الجزائري نتيجة تهميشه ضمن مخططات التنمية منذ الاستقلال ترتب عنه: ضعف مداخيل الأفراد وتدهور مستواهم المعيشي، فقد بلغ في سنة 2000م 3.35دولار أمريكي، ولم يتجاوز 8.5 من الدولارات الأمريكية في نهاية سنة2008م[41].

6-                واقع السياحة في الجزائر (معوقات...وحلول):

إن المتتبع للمراحل التاريخية للسياحة في الجزائر قبل وبعد مرحلة الاستقلال من خلال تلك المبادرات الخاصة بالنشاط السياحي، وأيضاً من خلال مخططات التنمية الوطنية التي وضعتها الحكومة من أجل تنظيم القطاع السياحي من الفترة الممتدة من (1967-1990م)، إلا أن كل المؤتمرات تدل على أن القطاع لم يرق إلى النتائج المرجوة لجملة من الأسباب نذكر منها: انخفاض أسعار البترول، وتشجيع السياحة الشعبية في فترة الثمانيات، وتدهور الأوضاع الأمنية في فترة التسعينيات، وعموماً نلاحظ أن هناك تحسن في هذا القطاع منذ 1990 إلى يومنا هذا رغم المعوقات التي واجهته.

-أولاً: معوقات السياحة في الجزائر: أن من أهم معوقات قطاع السياحة في الجزائر ما يلي:   

أ‌-      غياب نظرة للمنتجات السياحية الجزائرية.

ب‌-     ضعف نوعية المنتوج السياحي.

ت‌-     ضعف خدمات الإيواء والفندقة.

ث‌-     ضعف نوعية النقل.

ج‌-ضعف وكالات الأسفار في تكوين وتأهيل المستخدمين.

ح‌- استعمال ضعيف لتكنولوجيا الإعلام والاتصال بقطاع السياحة.

خ‌-ضعف تسيير وتنظيم للخدمات المالية الغير متكيفة مع تطور السياحة العصرية[42].

-      ثانياً: أهم الحلول المقترحة لترقية القطاع السياحي في الجزائر:  

لترقية القطاع السياحي في الجزائر لا بد أن نأخذ بجملة من المقترحات أهمها:

- أولاً:رفع قدرات الاستقبال: وهذا لن يكون دون فتح مجال الاستثمار السياحي في الجزائر، مع منح امتيازات جبائية وجمركية حسب أنماط ومواقع الاستثمارات.

- ثانياً:استغلال ثروات الجزائر الطبيعية والمناخية والجغرافيا استغلال أمثل: يجعل منها قطبا سياحياً عالمياً يزداد تطوراً مع الاستغلال الأمثل لمناطق التوسع السياحي.

- ثالثاً: تدعيم نوعية الخدمات السياحية وتحسين المحيط السياحي مثل: المدن والمناطق السياحية، وكذلك تكوين الموارد البشرية التي تعتبر هامة أيضاً في تقديم النوعية الجيدة للمنتج السياحي.

- رابعاً: أن تكون هناك تسهيلات خاصة بتنقل السواح: من خلال وضع نظام لتسهيل عملية منح التأشيرات للسواح وأمتعتهم، بالإضافة إلى السماح لوكلاء الأسفار والسياحة المعتمدين بالدخول إلى المطارات لاستقبال أفواجهم السياحية، بالإضافة إلى ضرورة تكييف التنقل الجوي مع متطلبات الطلب السياحي[43].

وهذا ما تسعى الدولة الجزائرية لتحقيقه من خلال "مخطط التهيئة السياحية لآفاق 2025م" الذي يهدف لتحقيق خمسة غايات وهي:

1)  جعل السياحة محرك من محركات النمو الاقتصادي، وقطاعاً مُدراً للمداخيل كبديل لقطاع المحروقات.

2)  تنمية وتطوير القطاع السياحي إلى تنمية وتطوير القطاعات الاقتصادية الأخرى التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة مثل: (قطاع الفلاحة، البناء والأشغال العمومية، الصناعة التقليدية، القاعات الخدمية الأخرى).

3)  التوفيق بين ترقية السياحة والبيئة، من أجل تحقيق تنمية مستدامة.

4)  السعي إلى تثمين التراث التاريخي، والثقافي، والشعائري، لأنها تغير من مكونات وعناصر المنتوج السياحي، وتخلق التميز بين المناطق مما يستوجب ضرورة حماية هذا التراث والمحافظة عليه.

5)  التحسين الدائم لصورة الجزائر على مستوى المتعاملين الاقتصاديين، وكذلك السائح الأجنبي، وإعطائه كل الضمانات فيما يخص الجوانب الأمنية، وكذا توفير متطلبات وحاجات السائح بالإضافة إلى تقديم امتيازات للمستثمرين الوطنيين والأجانب[44].

وبالرجوع إلى راهنية تطبيق هذه السياسية من طرف الدولة، فإننا نلمس نيتها في إدماج بعض المهن السياحية في برامج التكوين المهني خصوص في مجال: (الإرشاد السياحي والفندقة...)، بالإضافة إلى فتح تخصصات لها علاقة باقتصاد السياحة في بعض الجامعات الجزائرية مثل تخصص: (تسويق سياحي، استراتيجية....) بجامعة كلا من: (وهران، جامعة أبي بكر بلقايد بتلمسان، جامعة الجزائر3، ، جامعة قاصدي مرباح بورقلة، جامعة فرحات عباس بسطيف...).    

*خـاتمــة و توصيات:

إذا كان الوطن العربي و الجزائر تحتويان على الكثير من وسائل الجذب السياحي، فإن المساجد والزوايا والمدارس القرآنية وأضرحة أولياء الله الصالحين بالإضافة إلى متاحف الفن الإسلامي بمعروضاته الثمينة والمتنوعة ذات القيمة الحضارية والفنية والتاريخية، لم تصل بعد لدرجة الاهتمام المطلوبة؛ فرغم هذه الثروات الهائلة والمتعددة يمكن القول إننا لم نصل بعد إلى المكانة السياحية التي تتناسب معها؛ مما يستوجب من الأجهزة المسؤولة سواء كانت وزارة السياحة والأوقاف أو المجلس الأعلى للآثار أو الهيئات الدينية المسؤولة القيام بصيانة الآثار وترميمها والمحافظة عليها ونظافتها ورونقها. مع إصدار كتيبات ونشرات بلغات متعددة تحكي تاريخها وأهميتها وتوزيعها على سفارتنا بالخارج، ومكاتب التنشيط السياحي كأحد الوسائل التي تساعد على شد انتباه السائحين، وتبعث فيهم رغبة الاستمتاع بهذا النوع من السياحة.

كما لا ينبغي للمنشغلين بدراسة السياحة كظاهرة اجتماعية واقتصادية...أن يغفلوا الجانب الديني، حتى لا يكون الاهتمام بالجانب الاقتصادي على حساب أخلاقنا الإسلامية الحميدة، فلا بد من البحث في المشكلات والمكتسبات بالمعيار الشرعي، فكوننا مسلمين يُحتم الإسلام علينا أن تكون لنا هويتنا المتميزة، والتي تنبع من تعاليم القرءان والسنة النبوية، كما قال تعالى في سورة الأنعام الآية مائة واثنان وستون والآية مائة وثلاثة وستون: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾.  

  ف"السياحة" على وجه العموم و"السياحة الدينية" على وجه الخصوص لا تزال محل نظر و اجتهاد كل الدول سواء المتطورة منها، أو النامية. فهي تسعى لتطويرها، وترقيتها، واستغلالها كمورد دخل لتطوير اقتصادها، والحفاظ على توازناتها الاقتصادية الداخلية والخارجية، و تقوية الدخل القومي. وهي أيضاً محل تنافس بين الدول التي تتمتع بمعالم طبيعية سياحية، ومعالم تاريخية دينية لتحقيق تنمية سياحية حقيقية تهدف إلى الزيادة المستمرة في مواردها السياحية المختلفة والمتنوعة، وترشيد وتعميق مفهوم الإنتاجية في هذا القطاع.

"فالسياحة الدينية"المحلية تحتاج إلى مثل هذا التخطيط، وهذه البرامج بشكل عملي واضح و تطبيقي للوصول إلى الاستغلال المحكم والأمثل لعناصر الإنتاج السياحي وموارده، وتأهيلها وتوظيفها توظيفاً تحقق من خلاله المنطقة مردوداً اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً فعالاً يخدم بقية القطاعات المختلفة، وجعلها منطقة جذب وفضاء سياحي متميز يدر عليها مداخيل اقتصادية متنوعة. لذا كان لزاماً على سكان ومسؤولي كل المناطق التي بها معالم تاريخية ودينية النهوض بهذا القطاع، وغرس "ثقافة السياحة" بل جعلها من بين الأولويات لبعث روح تنموية جديدة في تلك المناطق، والمساهمة في تفعيل الحركة السياحية بها، مع تجنب أهم المعوقات التي تحد من تنميتها وحركتها، وتحول دون الولوج إلى عالم سياحي تنافسي.

 

     -  الإحالات و الهوامش:



-ماهر عبد الخالق السيسي، مبادئ السياحة، مجموعة النيل العربية، للطباعة والنشر، ط1، القاهرة، مصر،2001، ص21.[1]

-المرجع نفسه، ص21.[2]

[3]- محمد العطا عمر، صناعة السياحة وأهميتها الاقتصادية، الندوة العلمية: أثر الأعمال الإرهابية على السياحة، مركز الدراسات والبحوث- قسم الندوات واللقاءات العلمية، دمشق، 22-24/7/1431هـ، الموافق لـ:4-6/7/72010م.ص8.

-المرجع نفسه،ص8.[4]

[5]- ابن منظور،لسان العرب، دار المعارف، ج2، طبعة جديدة محققة ومشكولة شكلا كامل ومزيلة بفهارس مفصلة، تحقيق عبد الله عبد الكبير وآخرون، كورنيش النيل، القاهرة، 1119، ص(2167-2168).

-القرءان الكريم، سورة: التوبة، الآية:02.[6]

 -[7]أبي الحسن أحمد بن فارس بن زكريا، معجم مقاييس اللغة، ج1، تحقيق وضبط: عبد السلام محمد هارون، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، دط، 1979الأسكندرية، مصر، ص 120.

-هشام بن محمد بن حسين ناقور،أحكام السياحة وآثارها، دراسة شرعية مقارنة، ص15.[8]

-مجمع اللغة العربية،المعجم الوسيط، مكتبة الشروق الدولية، ط4، القاهرة، مصر، 2004، ص467.[9]

-ماهر عبد الخالق السيسي، مبادئ السياحة، ص21.[10]

-محمد العطا عمر، صناعة السياحة وأهميتها الاقتصادية، الندوة العلمية: أثر الأعمال الإرهابية على السياحة،ص8.[11]

-المرجع نفسه،ص8.[12]

-المرجع نفسه،ص8.[13]

[14]- الإمام الحافظ أبي داود سليمان بن الأشعث الأزدي السجستاني، سنن أبي داود،حققه وضبط نصه وخرج أحاديثه وعلق عليه: شعيب الأرنؤوط، ومحمد كامل قره بللي، ج4، كتاب الجهاد، باب النهي عن السياحة، دار الرسالة العالمية، طبعة خاصة،2009 ص143.

- القرءان الكريم،  سورة: التوبة، الآية: 112.[15]

-القرءان الكريم،  سورة: التحريم، الآية: 05.[16]

[17]- الشيخ الإمام عز الدين عبد العزيز عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي، تفسير القرآن ،ج2: من سورة التوبة إلى نهاية سورة الأحزاب، قدم له وحققه وعلق عليه عبد الله بن ابراهيم بن عبد الله الوهيبي، الأحساء، ط1، المملكة العربية السعودية، 1996،ص53.

-القرءان الكريم،  سورة: الأنعام، الآية:11.[18]

-القرءان الكريم،سورة: العنكبوت، الآية:20. [19]

-القرءان الكريم،سورة: محمد، الآية:10.[20]

-ماهر عبد الخالق السيسي، مبادئ السياحة، ص(55-56).[21]

- أحمد فوزي ،التنمية السياحية، دار الفكر الجامعي، ط1، مصر، 2008، ص8.[22]

- محمد منير حجاب، الإعلام السياحي، دار الفجر للنشر والتوزيع، دط، القاهرة، 2002، ص54.[23]

-ماهر عبد الخالق السيسي، مبادئ السياحة، ص (15-17)ا.[24]

-محمد العطا عمر، صناعة السياحة وأهميتها الاقتصادية، الندوة العلمية، ص11.[25]

-وزاني محمد، السياحة المستدامة واقعها وتحدياتها بالنسبة للجزائر،دارسة القطاع السياحي لولاية سعيدة- حمام ربي- ص120.[26]

[27]- مريم دحدوح، نهاد العرباوي، السياحة في مدينة قسنطينة، واقع وآفاق، جامعة قسنطينة1، معهد علوم الأرض والجغرافيا والتهيئة العمرانية- قسم التهيئة العمرانية، فرع التهيئة الحضرية، مشروع مقدم لنيل شهادة مهندس دولة في التهيئة الحضرية، إشراف: مسقالجي غنيمة، دفعة جوان 2013، ص(18-21).

-المرجع نفسه، ص (18-21).[28]

[29]- الطيب ورنيد، شاهد القرن، مقاربة تحليلية لتاريخ المسجد العتيق بأفلو (1902-2002م)، مطبعة رويغي، الأغواط، الجزائر، 2002، ص2 من المقدمة.

[30]- الطيب ورنيد، 15-11-2018م، السياحة الدينية بالجزائر منطقة آفلو أنموذجا، عن بريد الكتروني للباحث: [httayeb1917@gmail.com‏]، البريد المستقبل للرسالة [moulaynadjem@gmail.com].

[31]-أحمد طالب الابراهيمي،مذكرات جزائري،ج1 ،دار القصبة للنشر، دط، الجزائر، 2007،ص33.

- الطيب ورنيد،الأكاليل الذهبية في جبال عمور التاريخية، مطبعة رويغي، الأغواط ، الجزائر 2008، ص 05.[32]

-ماهر عبد الخالق السيسي، مبادئ السياحة، ص57. [33]

-هشام بن محمد بن حسين ناقور،أحكام السياحة وآثارها، دراسة شرعية مقارنة، ص257.[34]

-المرجع نفسه، ص264.[35]

-القرءان الكريم،سورة: قريش، الآية:(1-4).[36]

-القرءان الكريم،سورة: ، التحريم، الآية:6.  [37]

[38]- الامام الحافظ ابن الحسين بن مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، صحيح مسلم، دار طيبة للنشر والتوزيع، ط1، الرياض، المملكة العربية السعودية، 2006، كتاب الحج، باب سفر المرأة مع محرم إلى الحج وغيره، ص610.

[39]- وزاني محمد، السياحة المستدامة واقعها وتحدياتها بالنسبة للجزائر،دارسة القطاع السياحي لولاية سعيدة- حمام ربي- مذكرة ماجستير، تحت اشراف بن بوزيان محمد، تخصص: تسويق الخدمات، جامعة أبي بكر بلقايد، معهد العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير، (2010-2011)، ص133 وما بعدها.

[40]- سماعيني  نسيبة، دور السياحة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الجزائر، مذكرة ماجستير، في إدارة الأعمال، تخصص: استراتيجية، تحت اشراف: كربالي بغداد، كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية، المدرسة الدكتورالية للاقتصاد وإدارة الأعمال (2013-2014)،ص(103-110).

-المرجع نفسه، ص(110-117).[41]

-المرجع نفسه، ص(118-120).[42]

-المرجع نفسه، ص (121-127).[43]

-المرجع نفسه، ص 131.[44]

ملاحظة

قدمت هاته الورقة البحثية  ضمن فعاليات المؤتمر الدولي حول : (السياحة الدينية في الجزائر وطرق تفعيلها) المنعقد أيام 13-14 أكتوبر 2019 بقاعة المحاضرات التابعة لمركز البحث في العلوم الاسلامية والحضارة بالأغواط - الجزائر   




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !