الإستبداد " الوارث للعرش ..القائد للجيش ..الحائز على السلطة الدينية
==================
وعليه يمكننا القول ان فساد النظام السياسي سبب للفساد الاداري، والاخير عادة ما يعتمد على الرشوة والمحسوبية والقربى والواسطة في توزيع المناصب والمسؤوليات ومراكز الدولة، في اطار ما بات يعرف اليوم، في العراق تحديدا، بالمحاصصة والحزبية الضيقة، وان مثل هذا الفساد الاداري يهدر الطاقات الخلاقة والكفاءات والخبرات في البلد، ويلغي مبادئ اساسية لعملية النهوض مثل النزاهة والحرص وروح المسؤولية والكفاءة والخبرة وهذا مااشار اليه القران الكريم {ولا تبخسوا الناس اشياءهم ولا تعثوا في الارض مفسدين} وان من اشياء الناس كفاءاتهم وخبراتهم ونزاهتهم واحساسهم بالمسؤولية، وان النظام السياسي الفاسد يبخس هذه الاشياء، فلا يعطي الناس حقهم في ذلك، ولايحاسب من تقع عليه الجنية وهذا ماحدث في زمن خلافة الوليد بن عبد الملك كما ذكر المصدر المرجع الصرخي الحسني حيث قال(وكان سبب ولايته أن أباه يزيد بن عبد الملك كان قد جعل الأمر من بعده لأخيه هشام ثم من بعده لولده الوليد هذا فلما ولي هشام أكرم إبن أخيه الوليد حتى ظهر عليه أمر الشراب وخلطاء السوء ومجالس اللهو فأراد هشام أن يقطع ذلك عنه)
ونوّه المرجع الصرخي " لاحظ، فأراد هشام؛ الخليفة، ولي أمر المسلمين، المرجع الأعلى، المرجع الكبير، مرجع الأمة، ولي الأمر أراد أن يصلح مَن؟ أن يصلح ولي العهد وهو الوليد، ماذا يفعل به؟ هل يضربه؟ هل يؤدبه؟ هل يعنّفه؟ هل ينصحه؟ ماذا فعل؟ انظروا ماذا فعل له؟ "....) انظروا ماذا فعل له (فأمره على الحج) جعله امير للحجاج رغم فساده وتجاهرة جعله الواجهة كما اليوم من سياسيوا ووكلاء وازلام السيستاني وكيف يلهثون وراء المناصب والمكاسب والفيء وعلى مواسم الحج، وعلى كل ما فيه واجهة، سمعة، مال، ترف، لهو، سفر، يزحفون عليه ويزحفون إليه"
عندما نصل إلى هذه المرحلة المتقدمة جداً في سلّم الاستبداد الأرعن تبرز بشكل واضح وجلي خطورة الاستبداد في كل شيء وقد نطق الكواكبي بالصدق والحق عندما قال ( إن أشد مراتب الاستبداد التي يُتعوَّذ بها من الشيطان هي حكومة الفرد المطلق , الوارث للعرش , القائد للجيش , الحائز على السلطة الدينية
ـــــــــــــــــــــــــ
هيام الكناني
التعليقات (0)