صاحب القنوات المنحطة التي تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، وخطره على المجتمعات العربية لا يقل عن خطر مروّجي المخدّرات، هذا ما قاله عالم الدين السعودي الدكتور يوسف الأحمد ذات مرة عن الملياردير الأمير الوليد بن طلال..
وأمّا أنا فلستُ عالم دين ولستُ مصلحا اجتماعيا وليست لي دراية بالصناعة في الفن والإعلام وفي علوم الإشهار والدعاية والتجارة، وبالتأكيد لستُ مُبشّرا بالجنة لأوجّه إلى صاحب السمو كلاما كالذي وجّهه إليه عالم الدين السعودي.. ولن أحمّل شيوع الفاحشة في الذين آمنوا لسمو الأمير، فهؤلاء الذين آمنوا قد شاعت فيهم كل الفواحش التي شاعت بين الأمم والشعوب التي أهلكها الله وأبادها، بل أنهم استثمروا "الإيمان" ليمارسوا باسمه وتحت مظلته ما تقبله الطبيعة والإنسانية من فواحش لا تليق بالعقل السليم.
الأمير يُقال بأن سموّ الأمير صلّى 1530 ركعة خلال ليلة واحدة ذات سنة، ويُقال أيضا عن تصريح للأمير تناقلته وكالات الأنباء العالمية بأن صاحب السمو سيتبرع بمبلغ 32 مليار دولار أو ما يعادل كامل ثروته، وأوضح الأمير في تصريحه عن هذا التبرّع:" لبناء عالم أفضل، يسوده التسامح، وقبول الآخر، وتوفير الفرص للجميع.. والتبرّع بلا قيود أو حدود وهو تعهّد للإنسانية كافة".. وفي حدود معرفتي الضيقة ليس هناك عالم دين صلّى 1530 ركعة في ليلة، وليس هناك بين أثرياء العرب ممن يؤمنون بالله ويخشونه من فكّر بأن يتعهّد بثروته لإخوته المسلمين في وطنه وليس تعهّدا للإنسانية جمعاء.
سموّ الأمير الوليد بن طلال، أنا رجائي بسيطٌ جدا يناسب بساطة تفكيري وموقعي كمدوّن منسيّ في سجّل البشرية، وهو أن تمنع الآذان في القنوات التي تمتلكها.. من باب الذوّق وليس من باب الحلال والحرام، فأعتقد بأنه لا يليق أن تنتقل القناة من بث برنامج غنائي أو فيلم ملتهب إلى بثّ أذان الصلاة.. وبالأساس لا معنى لأذان الصلاة في قناة كل ما فيها تنهى عنه الصلاة "الحقيقية".
وللأمانة فبث أذان الصلاة خلال تقديم برنامج غنائي أو فيلم "شبابي" لا يتعلق بقنوات سمو الأمير بل هناك الكثير من القنوات العربية التي لا تتحرّج في فعل ذلك.. ولستُ أفهم لمن يتوجّه هذا الأذان؟ وإذا كانت القناة تبث لكل العالم والأذان يخص منطقة بحسب التوقيت فما جدوى بثّه؟.. وأجدّد القول أنني أطالب بحذف الأذان من هذه القنوات من باب الذوق، وليس كما قال عالم الدين السعودي بأنها قنوات منحطة وعليه فلا يجب بث أذان الصلاة والله أكبر منها..
ملاحظة: أدرك يا سمو الأمير بأن رسالتي لن تصل إليك، وأنت لا تمتلك الوقت الكافي لتقرأها.. ولكن إن حدث ووصلتك، فأنا أقترح أن تؤسس قناة خاصة باللغة العربية، لتعليم العربية وكشف جمالها وإعادة العلاقة بين العربي ولغته العربية.. فلا فهم صحيح للدين بلا لغة، وما أكثر الذين أساؤوا فهم الدين لأنهم لا يفهمون العربية، وسوء فهم الدين من الأمور التي أنتجت عدم التسامح وقبول الآخر والعنف بكل أشكاله.. وكل ما الأمور الأخرى التي صرّت بأنك تنوي التبرّع بثروتك من أجل تحقيقها.. وطبعا، عندما تؤسس القناة ستسند لي إدارتها وتسييرها يا سمو الأمير.
التعليقات (0)