قصة المثل (عصفور كفل زرزور وإثنينهم طيارة ) أنه كان بدوي أسمه زرزور جاء الى بغداد ونزل في أحد خاناتها ، فطالبه صاحب الخان باجور المبيت ، لكن زرزور إدعى ان نقوده سرقت ، وانه سيدفع له الأجور عند رجوعه الى بغداد في المرة القادمة ، فرفع صاحب الخان الأمر الى القاضي الذي أستدعى زرزور وطالبه أما بالدفع أو بكفالة شاهد عدول , وكان ينزل في الخان ذاته بدوي آخر من قرية زرزور أسمه عصفور فاستعان به زرزور ليكفله ، لكن القاضي رد شهادة وكفالة عصفور لعدم وجود محل ثابت له ، وقال : وي ..وي ..شلون اثنين !! عصفور كفل زرزور واثنينهم طياره ...فذهب قوله مثلاً ....!!! محل الشاهد ابن كثير وأبو شامة شلون إثنين ..ابن كثير يريد أن ثيبت قوله بشهادة أبي شامة وإثنينهم طيارة !! فكلاهما من دمشق ! وكلاهما يُمجد الدولة العباسية والأيوبية ويمضيان انحراف سلاطينها ! فلأبن كثير كتاب البداية والنهاية ! وكتب أبو شامة في تاريخ دولة صلاح الدين الأيوبي ونور الدين زنكي كتابا سماه "الروضتين في أخبار الدولتين: الصلاحية والنورية وكلاهما يمدحمها ابن تيمية المجسم ويترحم عليهما !! وقد كانت كتاباتهما للتاريخ يحكمها الميول الطائفي والمذهبي والمزاج النفسي وغلبت السلطان والملق له !! فعن أي عدالة وأي شهادة ونقل وحكايات وأساطير يريدنا نصدقها ابن كثير ويُشهد عليها ويؤكدها بشهادة واقوال أبي شامة !!! كانت هذه مقدمة لما أشار اليه المحقق الصرخي الحسني من إستنكار ساخر واستشهاده بالمثل أعلاه لأنطباقه على حال ابن الكثير وأبي شامة في حادثة يرويها ابن الكثير عن تلوث جرثومي كيماوي قاتل انتقل من بغداد الى دمشق !! نذكر لكم ما نقله المحقق الصرخي الحسني من كلام ابن كثير والتعليق عليه (البداية والنهاية13: ابن كثير: ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وستَّمائة (656هـ): يُكمل ابن كثير كلامه: 1..2.. 10ـ... بَقِيَتْ بَغْدَادُ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا لَيْسَ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا الشَّاذُّ مِنَ النَّاسِ، وَالْقَتْلَى فِي الطُّرُقَاتِ كَأَنَّهَا التُّلُولُ، وَقَدْ سقط عليهم المطر فتغيرت صورهم وأنْتَنَت من جيفهم البَلَد، وَتَغَيَّرَ الْهَوَاءُ فَحَصَلَ بِسَبَبِهِ الْوَبَاءُ الشَّدِيدُ حَتَّى تَعَدَّى وَسَرَى فِي الْهَوَاءِ إِلَى بِلَادِ الشَّامِ، فَمَاتَ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ تَغَيُّرِ الْجَوِّ وَفَسَادِ الرِّيحِ، وَذَكَرَ أَبُو شَامَةَ وَشَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الذَّهَبِيُّ وَقُطْبُ الدِّينِ الْيُونِينِيُّ أَنَّهُ أَصَابَ النَّاسَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ بِالشَّامِ وَبَاءٌ شَدِيدٌ، وَذَكَرُوا أَنَّ سَبَبَ ذَلِكَ مِنْ فَسَادِ الْهَوَاءِ وَالْجَوِّ، فَسَدَ مِنْ كَثْرَةِ الْقَتْلَى بِبِلَادِ الْعِرَاقِ وَانْتَشَرَ حَتَّى تَعَدَّى إِلَى بِلَادِ الشَّام فَاللَّهُ أَعْلَمُ، [أقول: وشهد شاهد مِن أهلها!!! وعصفور كفل زرزور!!! ابن كثير يستشهد بكلام أبي شامة!!! ولا غرابة في مثل هذه الهمبلات والخزعبلات وخرافات ألف ليلة وليلة والسندباد البحري مِن أئمة الأرض مسطحة والشمس تدور حول الأرض!!! والله مصيبة، فحتى لو كان هولاكو ضرب العراق بكيمياوي أو نووي، فكيف يصل إلى الشام ويميت أهلَ الشام، وقد بقي من أهل بغداد الكثير ممّن لم يمت بكيمياوي ابن تيمية ونووي ابن كثير؟!!])
التعليقات (0)