ابن تيمية تحت طاولة النقاش والتفنيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليس هناك من يخالف هذا القول أن هناك الكثير من الاحداث التاريخية وقعت دون ان تمثل الاسلام بقدر ما تمثل طبيعة بشرية تأثرت بالمكان والزمان المعاشين، يصعب تطبيقه في زمان ومكان اخرين، وما الاختلاف الموجود في الرسالات السماوية من اليهودية الى المسيحية والى الاسلام إلا بسبب هذين العاملين، بل وحتى في الاسلام نفسه فان التعاليم الالهية اختلفت من مكان الى مكان بين مكة والمدينة ومن ظرف الى اخر، ما يعطينا مؤشرات من الله سبحانه وتعالى بعدم اخذ الاوامر الدينية كقوالب جامدة ان لم تنزل فيها اية في القران تمنعها او اشارات للمنع,بصورة أخرى فعندما يتحول الدين الى سبب لشقاء الامم والمجتمعات فلابد من ان هناك خطأ ما !؟
ولعل الكثير يعلم إن الإسلام هو الموجِّه الحقيقي والفعَّال لكل ميادين الحياة، بل الموجِّه لكل خطوة من خطوات المسلم، ولم يترك جانبًا من جوانب الحياة إلا وضع له القواعد التي تنظمه والأطر التي تحكمه، والنظم التي تضبط حركته وفاعليته في المجتمع الإسلامي، يستوي في ذلك الجانب السياسي والجانب الاقتصادي والجانب الاجتماعي والإداري وغير ذلك من جوانب الحياة، فهو نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعًا، فهو دين ودولة، عقيدة وعمل، عبادات ومعاملات، وليس مجرد شعائر تقام، أو مجرد عبادة, .وهذا مادعا رجل الدين الصرخي الحسني ومن يمثله بقراءة موضوعية لهذا الفكر المنحرف لاتباع ابن تيمية من حيث اقدامهم بخطوة جبارة لطرح وتفنيد اراء ابن تيمية وبيان ركاكتها وتنوير العقل من شبهاتها من خلال البحوث والمناقشة في ندوات ثقافية تنويرية تبين ركاكة الفكر التيمي وعدوانيته ومن خلال أساتذة مختصين وعلى مستوى عال من المهنية وكذلك تقديمهم الشرح الوافي لمن سار على نهج أبن تيمية من دواعش العصر الذين عاثوا في الوطن الفساد وإستباحوا المحرمات حيث اقدم مختصون في الشريعة الاسلاميية يفضحون حقيقة ابن تيمية في مبادرة طيبة وجريئة اقدم عليه
المركز الاعلامي لمرجعية السيد الصرخي الحسني في بغداد _ مدينة الحرية ندوة ثقافية علمية حوارية تحت عنوان ( افكار ابن تيمية منبع للارهاب الداعشي ) نوقشت فيها افكار ومباني ابن تيمية التكفيرية التي تستغل الاختلاف الفكري للاقتتال والاحتراب بين المذاهب الإسلامية، وقد ادار الندوة الثقافية نخبة من الاساتذة والمختصين كل من الاستاذ الدكتور أيمن الثابتي استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، والاستاذ الدكتور سالم الرستمي متخصص في المذاهب والفرق الإسلامية، طرح الدكتور الرستمي بيان بعض ادلة التيمية المتناقضة في التجسيم، ثم اعقبه الدكتور الخزاعي عن توحيد التيمية وزيارة القبور وبيان ركاكة الفكر التيمي، مؤكداً على ضرورة عقد الندوات والمؤتمرات التي تناقش هذه الافكار التكفيرية ، وتلاه أحد المختصين (الاستاذ الثابتي) مؤكِّدًا ومشدداً على ائمة المساجد والدعاة من المذاهب الاسلامية على وضع ملف ابن تيمية على طاولة البحث والرد والتفنيد كونها افكار دخيلة على الإسلام.
وعليه فإذا ما أراد رجال الدين انقاذ البقية الباقية من الاسلام فعليهم التحلي بالجرأة ومواجهة هذه الافكار بصلابة للحفاظ على سماحة الاسلام وتعاليمه الحقيقية، وهذا لا يتأتى إلا من خلال القيام بمراجعة شاملة وشجاعة للتراث الاسلامي وكشف النقاب عن حقيقة الدين الاسلامي في بعض المفاصل على عكس مايشوه ويعمل به على حساب الدين الاسلامي وأيضا لابد من ازالة الهالة القدسية عن بعض الشخصيات في التاريخ الاسلامي والذين حاول المسلمون تنزيهها وتجميل اخطائهم ظنا منهم انهم بذلك يحمون الدين. فالمقدس في الاسلام لا ينسب للبشر وإنما للعقيدة, ولابد من عدم التغاضي عن اخطاء ارتكبه بعض الصحابة بحجة ان الله قد غفر لهم ما تقدم من ذنبهم وما تأخر، فالغفران عن الذنب لا ينفي صفة الذنب على الفعل نفسه، ويجب تقييمه كما هو. كي لا يأتي بعد ذلك مسلمون يتبنون نفس الذنب بحجة صدوره عن صحابة مغفور لهم وماشاكل ذلك , كما يعلم الجميع اننا بحاجة الى غربلة التأريخ الاسلامي وغربلة الاحاديث وتنقيتها من الشوائب العالقة بها , وتنقيتها بما تتناسب والقرآن والسنة الشريفة مع مواكبة كل عصر,
وعليه فان العالم الاسلامي مطالب اليوم بمراجعة الفكر الديني الذي يتبناه والذي لا يمثل الاسلام الحقيقي الذي اراده الله عز وجل لنا بقدر ما هو تطبيق لمزاج شعبي وفهم خاص للإسلام ببصمات شعوب مختلفة خرجت ممزوجة بنكهة البداوة التي لا تزال تؤثر على مفاهيمه وأحكامه الصحيحة .
http://a.top4top.net/p_331d1bei1.png
http://c.top4top.net/p_331s2z461.png
ـــــــــــــــــــــــــــــ
هيام الكناني
التعليقات (0)